الياس بجاني: في ظل الاحتلال الإيراني للبنان ليس مستغرباً استدعاء القضاء الإعلامية نوال ليشع عبود على خلفية تناولها ملف سيادي ودستوري

289

في ظل الاحتلال الإيراني للبنان ليس مستغرباً استدعاء القضاء الإعلامية نوال ليشع عبود على خلفية تناولها ملف سيادي ودستوري
الياس بجاني/03 أيار/2019

عادي جداً أن يقوم القضاء اللبناني على كافة تدرجاته والمستويات بتخويف وإرهاب والسعي لمحاكمة كل صوت لبناني إعلامي أو غير إعلامي حر يتطرق لممارسات قوى الاحتلال أو لأحد رموزها من أبواق وودائع ومكلفين عاملين في خدمة المحتل هذا والتسويق لمشروعه والتعتيم على ارتكاباته.

فالتعدي على أصحاب الكلمة الحرة والاستقلالية والسيادية يستهدف مباشرة الأحرار هؤلاء أكانوا في لبنان أو في بلاد انتشار، كون هذه وسيلة ضاغطة يسعى كل محتل وكل غازي وكل ظالم وكل مفتري وكل متجبر أن يجندها في خدمته والتعمية على ارتكاباته اللاقانونية واللاشرعية.

في هذا السياق تم استدعاء الإعلامية في إذاعة صوت لبنان الكتائب، نوال ليشع عبود، من قبل محكمة المعلومات بناء على شكوى مقدمة بحقها من قّبل رئيس الجمعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب.

خلفية الدعوى هي ببساطة متناهية سؤال طرحته الإعلامية خلال حلقة إذاعية عبر “صوت لبنان” يلقي الضوء على دعوى مقدمة للقضاء رسمياً ومنذ مدة تشكك بصدقية شهادات د.أيوب الأكاديمية التي على أساسها تم تعينه في موقعه.

إن الاستنكار في هذه القضية “الحقوقية” الصرف لا يكفي ولا يفي بالغرض لأن القضايا المشابهة والتي خلفيتها واحدة هي كثيرة وطاولت وسوف تستمر تطاول العشرات من المواطنين والإعلاميين والسياسيين وحتى النواب طالما بقي الاحتلال على وضعيته الإحتلالية.

أما المشكلة الأساسية، أي المرض، فهي ليست في الإستدعاءات، ولا في من يقدمها، أو في ممارسات ومواقف المقدمة بحقهم، بل هي تكمن في واقع الاحتلال الإيراني للبنان الذي هو علة العلل والسرطان الذي يفتك بلبنان وبكل ما هو لبناني.

من هنا فإن هذه الممارسات القمعية والتخويفية والإرهابية بحق الإعلاميين والأحرار من المواطنين سوف تستمر دون هوادة وتتصاعد حدتها وتتوسع أطرها ما دام الاحتلال قابضاً على قرار الحكم في لبنان، وما دامت القوى السيادية مستسلمة ومنخرطة في صفقات تمت من خلالها مداكشة الكراسي بالسيادة والتلطي وراء شعارات تضليلية من مثل “الواقعية” “والحفاظ على الاستقرار” ” وإقليمية ودولية سلاح وحروب ودويلة حزب الله” وغيرها رزم كثيرة من هرطقات مشابهة هي عملياً وواقعاً حجج مكشوفة للاستسلام والخنوع والسعي الإسخريوتي صوب الأبواب الواسعة.

في الخلاصة، فإن مرض لبنان والسرطان الذي يفتك به هو الاحتلال الإيراني، وبالتالي فإن كل الانتهاكات والتعديات والهرطقات كافة ومن ضمنها استدعاء نوال يشوع هي مجرد أعراض للمرض الأساس والتي من ضمنها التطاول على الإعلاميين وتخويفهم وإرهابهم بواسطة القضاء.

يبقى أن العلاج الشافي والناجع لمرض إحتلال لبنان يكمن في مواجهة هذا الإحتلال ورموزه والخانعين له وأصحابه سلمياً وحضارياً من خلال القرارات الدولية والمواقف الشجاعة البعيدة عن الذمية وعدم التعايش معه والتخلي عن غرائزية عشق الكراسي والسلطة والمال والطموحات الرئاسية لدى البعض المتلون والإسخريوتي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com
عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com