موقع جنوبية/حزب الله يعمل على افراغ المساجد غير الحزبية من المصلين/حزب الله ومنهجية قضم نفوذ حركة أمل في لبنان/ المتسوِّلون في الوسط الشيعي في تزايد

98

حزب الله يعمل على افراغ المساجد غير الحزبية من المصلين
يوسف العجم/جنوبية/20 نيسان/19

حزب الله ومنهجية قضم نفوذ حركة أمل في لبنان
عبدالله الخيامي/جنوبية/20 نيسان/19

المتسوِّلون في الوسط الشيعي في تزايد
آدم البرجاوي/جنوبية/20 نيسان/19

حزب الله يعمل على افراغ المساجد غير الحزبية من المصلين
يوسف العجم/جنوبية/20 نيسان/19
ليست الصدفة هي التي جعلت حالة مئات المساجد الشيعية – في الجنوب والبقاع اللبناني كما في بيروت والضواحي – جعلتها في تدهور من العديد من النواحي من حيث تراجع مختلف ألوان الخدمات فيها من جهة النظافة من الغبار والأوساخ وخيوط العنكبوت.
من جهة أخرى تجد الكثير من هذه المساجد خالية من المصلين ومن علماء الدين ومن الخدَّام لمرافقها المتعددة، فهذه المساجد تعاني منذ عقود من الإهمال وعدم المتابعة الفعالة لمشكلاتها من جميع النواحي والجهات المذكورة فلا صلاة جماعة تقام فيها ولا دروس فقهية وغير فقهية تُلقى ولا من يُشجِّع على الصلاة والحضور فيها لإحيائها بحيث صحَّ فيها الحديثُ أنها ستشكو إلى الله يوم القيامة حيث ورد في الحديث: ”ثلاثة تشكو إلى الله يوم القيامة: مسجد لا يُصلَّى فيه وقرآنٌ لا يُقرأ به وعالمٌ بين جُهَّال“!
والكلام هو في أن هذه الحالة التي وصلت إليها هذه المساجد ليست وليدة الصدفة بل هي في إطار خطة حزبية ممنهجة يسعى فيها حزب الله لاحتواء كل أنواع التجمعات في الوسط الشيعي من دينية وغير دينية وذلك لتجنيد أكبر عدد ممكن من الناس في جبهات القتال المختلفة التي قد نوافق على بعضها ونشجع عليه ولا نوافق على البعض الآخر ولا ندعو إليه، فكل قتال شيعي شيعي داخلي وصراع على النفوذ باستخدام القوة في الوسط الشيعي نحن ضدَّه ونقاتله ونحاربه بلا هوادة.
والحزب المذكور يعمل بمنهجية على إفراغ كل المساجد التي لا تخضع لسلطته ونفوذه ويحارب كل أنواع الأنشطة في هذه المساجد ليخلو له وجه المصلين ليحتكر الحركة الدينية في مساجده فقط الخاضعة لسيطرته والتي تحولت لمراكز للتعبئة العامة الحزبية ولم تعد تهتم بالتعبئة الدينية الروحية بمقدار ما تهتم بالتعبئة الحزبية التنظيمية، فالمهم هو خضوع الشباب للقرارات التنظيمية وليس المهم ما يمكن أن يحصلوا عليه من الفقه أو يرتقوا في منازل التقوى والورع.
ومن هذا المنطلق لا يستطيع العالم الديني المستقل أن يقوم بوظائفه في مسجد من المساجد المستقلة – فضلاً عن المأطَّرة في إطار تنظيمي – كونه سيواجه هذا الكم من العوائق والمشاكل التي قد لا يخرج منها بماء الوجه، ولا يسلم من الدعاية المضادة لتشويهه وحمله على المغادرة والاعتزال!
ولهذا تجد مئات المساجد الشيعية في قرى الجنوب وقرى البقاع وأطراف بيروت وضواحيها ليس فيها أئمة للجماعة فلا تعقد فيها صلاة الجماعة ولا تقام فيها الدروس التوجيهية والعقائدية والفقهية، وكل ذلك على كثرة المعممين في لبنان.
فنحن لدينا فائض في عديدهم فلو تمَّ توزيع المعممين على جميع المساجد في لبنان أمكنت تغطية جميع أنشطتها بسهولة ولكن المعممين – وحتى الحزبيين – بعضهم عاجزون عن التصدي لهذه المهمة بسبب القيود الحزبية والبعض عاجزون بسبب عدم الأهلية الكاملة!
وتبقى المساجد الحزبية هي الرابح الأكبر في استقطاب المصلين بسبب سياستها التعبوية التنظيمية المشار إليها، ولو سلم العلماء الشيعة المستقلون من خطط الأحزاب هذه التي تُقيِّد الحركة الدينية في الوسط الشيعي ولو ترك المجال للعلماء المستقلين لتمكنوا من صناعة كمٍّ أكبر من المصلين والمتدينين. فالأحزاب الشيعية استثمرت جهود كل العلماء المستقلين حتى قامت لها القائمة، وهذا الأمر واضح لمن راقب نقاط تمركز الأنشطة الحزبية الدينية الشيعية في بداية انطلاقاتها، وقد أثرت الأنشطة الحزبية على توجه الناس للعبادات المسجدية فاعتزل بسبب ذلك الكثيرون المساجد والعمل المسجدي!
فمتى تعود المساجد في لبنان لله فلا يُدعى مع الله أحد؟

حزب الله ومنهجية قضم نفوذ حركة أمل في لبنان
عبدالله الخيامي/جنوبية/20نيسان/19
يعمل حزب الله في سياسته منذ نشأته سنة 1982 على تحويل الواقع الشيعي من وضعية سلطة القطبين إلى وضعية سلطة القطب الواحد، وأدت هذه المنهجية إلى حرب نفوذ على المناطق الشيعية بينه وبين حركة أمل التي اتخذت لوناً دموياً في الماضي وتتخذ أشكالاً أخرى في المرحلة الراهنة.
والحزب يعمل على منهجية القطب الواحد بشكل دؤوب وفي السر والعلن وقد أحسن استغلال تحالفاته السياسية والانتخابية واتفاقاته الأمنية مع حركة أمل في المناطق الشيعية التي كانت حركة أمل تتمتع فيها بالنفوذ المطلق فبدأ الحزب بسحب البساط من تحت قدمي القيادات والقاعدة الحركية شيئاً فشيئاً وبأشكال مختلفة.ويركز منذ توقفت الحرب الدموية بينه وبين الحركة على مناطق قوة حركة أمل حيث يقوم بتعطيل جميع المشاريع المشتركة بينهما لصالح نفوذه سواء أعلى المستوى الثقافي أم إدارة المجالس البلدية وما شاكل، ويفتعل تارة المشاكل التعطيلية ليتقدم خطوات بعد كل مشكلة فما من مشكلة يفتعلها الحزب في الدوائر المشتركة بينه وبين الحركة إلا ويخطط من ورائها ليتقدم ولو خطوة فيها باتجاه سيطرة القطب الواحد التي تحدثنا عنها.
وهذا الأمر يبدو واضحاً لمن تحرك في المناطق التي كانت السلطة الحزبية المطلقة فيها لحركة أمل في السابق كمنطقة مدينة صور الجنوبية والقرى المحيطة بها التي كانت تعتبر محور القوة الحركية في لبنان ونقطة الانطلاق لمخاطبة كل لبنان، فقد اختُرقت هذه المنطقة من قبل الحزب، ولم تعد حركة أمل صاحبة القرار الأوحد فيها. ومن باب المثال قرية البياض التي تقع في دائرة هذه المنطقة لم يكن فيها وجود لحزب الله مطلقاً قبل وفاة مرشد حركة أمل الروحي الفقيه المجاهد آية الله الشيخ إبراهيم سليمان، وبعد وفاته تمكن الحزب من الدخول للقرية بطرق مختلفة ومنها إقناع شيخ البلدة الحالي بفرض قارئ عزاء من قبل الحزب سرَّاً في عاشوراء في المجلس المركزي الوحيد في البلدة ليحثَّ الحزب تباعاً عناصر له من القرى المجاورة ومن المجندين حديثاً في البلدة المذكورة للمشاركة الفاعلة في القرية المذكورة في مجالس عاشوراء وذلك بعد وفاة آية الله سليمان. ويفتعل هؤلاء في ليالي عاشوراء في حسينية البلدة مشكلة كادت تُسفك فيها الدماء داخل الحسينية وعلى أثر هذه المشكلة عقدت اتفاقات أمنية بين الطرفين انتهت بالسماح للحزب بالتحرك بحرية في قرية البياض، وبدأ على أثر ذلك بتجنيد المحازبين في القرية المذكورة ومحيطها بحيث لم تعد حركة أمل صاحبة القرار المطلق فيها وفي الجوار. وهكذا الحزب بعد افتعال كل مشكلة في مناطق النفوذ الحركية يختمها باتفاقيات أمنية بينه وبين الحركة تعطيه المزيد والمزيد من الصلاحيات في مناطق نفوذ الحركة، وهذا ما يحصل في قلب مدينة صور وضواحيها من باب المثال في الوقت الراهن بحيث أصبحت حتى الأنشطة الحركية في هذه المنطقة مراقبة من قبل أمن حزب الله، لا بل تراجعت هذه الأنشطة الحركية بسبب التدخلات والاختراقات الأمنية الحزبية اليومية التي تعمل ليلاً نهاراً على إجهاض المشاريع الحركية الناجحة ما أمكنها في هذه المنطقة أو أن لا تكون هذه المشاريع الناجحة مُسَمَّاة لحركة أمل فقط بل يكون حزب الله شريكاً فيها.فحزب الله يعمل ليل نهار ليرث الأمانة من صاحب الأمانة ليصل لمرحلة القطب الواحد، وهكذا يعمل في المجالس البلدية المشتركة بينه وبين الحركة في مناطق قوتها فقد تعطلت أكثر هذه المجالس البلدية عملياً بسبب المشاكل التعطيلية المفتعلة من الحزب في منهجيته المذكورة التي يريد بها الوصول لذروة مرحلة القطب الواحد في القريب العاجل وإن كان قد بدأ يواجه المعوقات بعد جفاف منابعه المالية على أثر العقوبات الاقتصادية الأخيرة…
ويشكو أغنياء الشيعة في كل لبنان من مطاردات حزب الله لهم في هذه الأيام ليحصل منهم على الدعم المالي، فهل يمكن لهذه السياسة أن تنقذ الحزب من الضائقة المالية؟ وهل بقي عند الشيعة في لبنان أثرياء قادرون على مد يد المعونة المالية للحزب لينفذ مشاريع التوسعية بعد أن وصلت سياسة إهمال وتأخير الإصلاحات الاقتصادية والنقدية إلى ما وصلت إليه في هذا البلد؟

المتسوِّلون في الوسط الشيعي في تزايد
آدم البرجاوي/جنوبية/20 نيسان/19
ماذا جنت لنا سياسات الساسة اللبنانيين الفاشلة في عقود ما بعد الحرب الأهلية اللبنانية؟
ما الذي حلَّ بالبيئة الشيعية من الدمار الاقتصادي الذي لم يقتصر على الطبقتين الفقيرة والوسطى بل شمل الكثير من أفراد الطبقة الغنية فقد أدت السياسات الاقتصادية الراهنة إلى إفقار الكثير من الأغنياء على حساب تجمُّع الثروة عند بعض أفراد الطبقة السياسية وعلى حساب غرق الدولة في المديونية التي لا يعمل أحد الآن على سعي جاد للحد منها ولا للقضاء عليها ! عندما جاء المغيب السيد موسى الصدر إلى لبنان سعى للقضاء على ظاهرة التسوُّل في الوسط الشيعي في مدينة صور والجوار … ثم سعى عبر ” مشروع الليرة ” الشهير للقضاء على الفقر والعوز في البيئة الشيعية في كل المناطق اللبنانية وأطلق شعاره الخالد : ” حتى لا يبقى محروم واحد ” ، وعمل على استنهاض طاقات المغتربين الشيعة خصوصاً في أفريقيا لمواجهة المخاطر الاقتصادية كافة التي تحدق بأبناء الطائفة الإسلامية الشيعية ، كما شجع على بناء مصانع للصناعات المختلفة كالسجاد العجمي والنسيج وما شاكل في بعض المناطق وكل ذلك لتشغيل اليد العاملة ومنها الشيعية … وقد استطاع احتواء العديد من تداعيات الفقر الذي كان يفتك بمختلف الطبقات الاجتماعية الشيعية، وكان لا يدَّخر صفراء ولا خضراء ليساعد المستضعفين، ولكن ما هو الواقع الشيعي الآن بعد أكثر من أربعين سنة على غيابه ؟ لقد أهمل الساسة اللبنانيون المعالجة الحقيقية لملفات الفساد المالي حتى وصل الوضع إلى ما وصلنا إليه ! فأينما تذهب في المناطق الشيعية تجد ظاهرة التسول والسؤال متفشية وعندما يشم البعض رائحة الأغنياء والأشخاص المرتاحين مالياً بسبب الهجرة وما شاكل ترى هذا البعض يبادر لطلب المساعدة المادية إن كان على صعيد الدواء والاستشفاء أو على صعيد نفقات المأكل والمشرب وسواها من الحاجات الملحة والضرورية وهذه الظاهرة في ازدياد مستمر في مختلف المناطق الشيعية وقد دفعت الأشخاص المرتاحين مادياً وأغنياء الشيعة للانقطاع عن التواصل الاجتماعي بكل أشكاله هرباً من المتسولين الشيعة في القرى والبلدات الجنوبية والبقاعية فضلاً عن المناطق الأخرى ! ولا يوجد أفق واضح لوضع حلول لهذه الظاهرة على طريقة المغيب السيد موسى الصدر، فالأمر متروك للدهر ولتدخل السماء …فهل يمكن لأحد أن يلوم الجياع بعد اليوم على كل ما قد يرتكبونه من تجاوزات ومخالفات التي هي في ازدياد مستمر ؟ كفى الله العباد والبلاد شر فساد الفقر فقد صدق الإمام علي عليه السلام حين قال : ” لو كان الفقر رجلاً لقتلته ” وقال : ” الفقر كفر ” … والمؤسسات الرعائية والاجتماعية الحزبية تفتقر للعدالة الاجتماعية بامتياز وهي بالكاد تتمكن من متابعة مشاكل المحازبين فضلاً عن غيرهم الذين هم ليسوا في حساباتها أصلاً … وكل الحلول ممكنة ولكنها تفتقر إلى الإرادة الحقيقية والجدية للمعالجات الصحيحة هذه الإرادة المفقودة على ما يبدو عند الساسة والأحزاب اللبنانية والشعب في همود وقعود … وكما تكونوا يولَّى عليكم …