ادمون الشدياق: الذمية وخميرة عجين الوطن/أثبتت زيارة بومبيو مدى عمق الاحتلال الإيراني ومدى سيطرة حزب الله على كامل مفاصل الدولة اللبنانية

207

الذمية وخميرة عجين الوطن
ادمون الشدياق/23 آذار/19

أثبتت زيارة بومبيو مدى عمق الاحتلال الإيراني ومدى سيطرة حزب الله على كامل مفاصل الدولة اللبنانية، فقد تم تغطية وتشريع هيمنة حزب الله ومن كافة مستويات ومسؤولي الدولة اللبنانية بطريقة مهينة للكرامة الوطنية ضاربة بالحائط اقل مظاهر السيادة واستقلالية الدولة. وتناسى كل مسؤولي الدولة الشهداء الذين سقطوا ويمثلون أكثر من نصف المجتمع اللبناني على أيدي مجرمي حزب الله.

في ٢٤ ساعة جرى تبييض صفحة حزب الله بالكامل فأصبح حزب قديسين يقاوم من اجل لبنان ووحدة لبنان. وتناسى المسؤولين الاشاوس تفجيرات سفارتي أميركا وفرنسا وذبح حزب الله مقاتلي حركة أمل واغتيالاته لكل مقاوم من خارج حزب الله حتى سيطر على مسار المقاومة في لبنان. تناسى مسؤولي الدولة رفيق الحريري وكل شهداء الوطن الذين ماتوا لأنهم كانوا يناهضون سوريا وحزب الله والذين قضوا على يد حزب الله وإرهابييه. وتناسى مسؤولي الدولة ٧ آيار وسيطرة حزب الله الكامل على قرار الدولة وأصبح مكون لبناني شرعي يتخذ شرعيته من تمثيل شعبي وازن.

هذه أيام قلة فيها الكرامة والسيادة والشجاعة، قلة فيها الرجال وأصبحت الذمية سياسة حكيمة وتكتيك مقاومة ومهادنة الهيمنة الغريبة على سيادتنا وتغطيتها سياسة صائبة وبرغماتية وحكمة.

انا وقد شارفت على الستين من العمر لم اشهد في لبنان هذه الذمية والانبطاحية والإنكفائية والذل والأنانية والتنازلات التي تكاد تقضي على أي مقاومة حقيقية لهيمنة حزب الله على سيادة لبنان وكافة مفاصل الدولة بتغطية كاملة من الطاقم السياسي الذي من المفترض أن يكون مؤتمن على سيادة وكرامة الوطن.

لم نعد نسمع عن هيمنة حزب الله هذه الأيام إلا من قلة قليلة أخذت على عاتقها قول الحقيقة والمجاهرة بها أما بالنسبة لكل الطاقم السياسي المؤتمن على البلد والأحزاب فأن حزب الله هو مكون لبناني شرعي بتمثيله الشعبي وان كان تمثيله الشعبي جاء من خلال هيمنة حزب الله بإرهابه على شريحته المجتمعية كما سيطر على ألسنة وضمائر الطبقة السياسية الخانعة.

لنصلي لكي تبقى هذه القلة التي تجاهر بهيمنة حزب الله وسيطرته وتظهر الاحتلال الإيراني للبنان على حقيقته خميرة حية كأخر دليل على سيادة فقدناها، وكرامة نحرت، وحرية خنقت، واستقلال استشهد مع أخر شهيد من شهداء ثورة الأرز التي نحرت على مذبح المصالح الذاتية والذمية المريرة والمحاصصة وشهوة الكراسي والإنكفائية المرضية.