الكولونيل شربل بركات/قرادية لنطانس شباط تلقي الأضواء على العيشية في عين إبل قبيل وأثناء الحرب العالمية الأولى

157

قصيدة انطانس شباط عن أحوال عين إبل خلال الحرب العالمية الأولى
الكولونيل شربل بركات/22 آذار/2019

بعد مرور مئة سنة على انتهاء الحرب العالمية الأولى التي خلصت البلاد من جور العثمانيين نجد من الضروري الاضاءة على الاحداث التي مرت بها منطقتنا والمشاكل التي تحملها سكانها.
وسنتابع هذه الأحداث من خلال قصيدة زجلية قيلت في عدة مناسبات بعد الحرب من قبل شاعر عين إبل يومها المرحوم انطانس شباط ووصلت إلينا نقلا عن دفاتر المرحوم موسى الراعي دياب الذي كان دونها مع رفيقه موسى نقولا بركات في بداية الخمسينات عن لسان الشاعر كي لا تضيع.
يسمي الشاعر هذه القصيدة “جعيدية” ويخبر فيها عن حياة عين إبل وسكانها خلال هذه الفترة مبتدئا من ما قبل 1914 ومفصلا حملات التجنيد والظلم التي كان الأهالي يعانون منها وحتى انتهاء الحرب سنة 1918.
وهو إذ يبدأ بما قبل الحرب يصف توق السكان إلى الحرية والمساواة ولذا فهم فور سماعهم عن طروحات الحرية والمساواة هذه التي تبنتها “جمعية الاتحاد والترقي” وكانت بدأت في تسالونيك بادروا إلى المشاركة فيها كما يقول الشاعر توقا إلى الحرية معتقدين أن الشعارات سوف تصبح واقعا كما جرى في كل العهود وكل المراحل التي مرت علينا.
وهو إذ يكمل يجعلنا نعتقد بأن هذه الشعارات استغلت لطمأنة الناس ومن ثم تسجيل الاسماء وفرض التجنيد الاجباري الذي بدأ من ابن 18 وعشرين ليصل إلى سن الخمسين في آخر دفعة مع كل الذل الذي يرافق عملية الجلب والتفتيش عن الفرار وما إلى هنالك.
ولكن الروح القروية وسهولة سرد الأحداث مع بعض التندر الخفيف يجعل من هذه المعلقة الطويلة خفيفة الظل تعطينا فكرة عن الألم بدون أن تجرحنا وتخبرنا عن الظلم بدون أن ننفر من الفظاعة أو التفاصيل فهو يخبر ويشير إلى الأمور وكأنها ذهبت إلى غير رجعة مع أننا إذا ما تابعنا السرد نعرف بأن هذه القرى فرغت من ابنائها المنتجين في هذه الفترة وهم إما ماتوا بالحرب أو هاجروا إلى بلاد الله الواسعة ولم يعودوا وهو قد يكون قدر اللبنانيين يومها كما كان بعد نصف قرن أو قرن كامل لا فرق فالقصة تتكرر ولو أصبح لنا وطنا نفخر به ونفديه بدمائنا ولكننا على ما يبدو لا نزال بعيدين عن تحقيق الحلم وكأن الزمن يدور في حلقة مفرغة والاحداث تتكرر مع تغيير الأسماء والتواريخ.

قرادية” لنطانس شباط تلقي الأضواء على العيشية في عين إبل قبيل وأثناء الحرب العالمية الأولى

اسمعوا يا أفندية
بحكي بصفاة النية
عاللي صار ببلدنا
بوصفها بهالقرادية

عيشة صارت يخفيها
تعبة كتير وردية
يلعن سنة اللي فيها
سمعنا بصيت الحرية

بالحرية نحنا سمعنا
وفيها كتير اطمعنا
وقلنا المرة استنفعنا
صرنا نعيش بكيفية

قلنا صرنا نعيش بكيف
تركنا العصاية والسيف
لا في غريب ولا ضيف
كلتنا فرد سوية

من فرد وطن صرنا
وبهالوقت تحررنا
بها التجارة تاجرنا
وقلنا ارباحا قوية

قلنا هيدي تجارة
مكسب من دون خسارة
هي من سعد النصارى
وفيها رضيوا السنية

طلع الأمر من اسطنيول
من الباب العالي بقول
صار النصراني مقبول
يدخل بالعسكرية

عسكر نصارى بدنا
قلنا هالمرة سعدنا
عها الراي استندنا
وحظينا بهالشرفية

نحنا هالشرف منحوش
جدودنا ماتوا وما حظيوش
لبس الجاكيت والطربوش
والبدلة العثمانية

نحسّبها شرف كبير
للي عسكري بصير
بيتوظف نصارى كتير
قوّاد وشاويشية

اللي بيحظى بهالسعادة
كتير بياخد افادة
بنينا عنا نادي
لعينبل خصوصية

جمعية بعينبل عملنا
والسلم بالعرض حملنا
عيد السيدة حللنا
وتبعنا عيد الجمعية

عيد الجمعية منهاب
وعيد السيدة ما لو حساب
بظني بأول شهر آب
مشينا بعيد الحرية

طلعنا طلعا يا لطيف
بترتيب ونادينا نظيف
يخطب جريس بوناصيف
باللغة النحوية

يخطب ويقدم برهان
وبونا يعقوب مش غلطان
لقب جريس بوكلام
من سنة المعمودية

يخطب ويحكي بعياط
هو واليازجي باط بباط
وابن عمي انطانس شباط
عملوه قاضي شرعية

انطانس شباط عنا كان
متل القاضي بالديوان
يحكم ما بين النسوان
اللي بختلفوا عالميي

لما بيختلفوا عالعين
انطانس يشرع للتنتين
وجريس الجشي يا زين
بوقتها هوي كان
رئيس البلدية

رئيس بلدية صار
هوي اللي بيقطع اسعار
وكان دوم يحدد العيار
في بيع الخضرجية

يقطع السعر للناس
تاقن هالشغلة لا باس
والمسعف حنا بوالياس
تنينهن اتحادية

الاتحادي مش مبغوض
والغريب منهم مرفوض
وهيدي الدنيا فيها حظوظ
وعطايا ربانية

خلعوا عبد الحميد
وحطوا خيو عن أكيد
قلنا لبسنا ثوب جديد
رمينا تياب المهرية

على النور اهتدينا
وحسّبنا الأمر بدينا
وعا صيد السمك نوينا
طلعت سمكتنا حية

حية وصارت تأزينا
علقنا وهيدا الصار فينا
عالوقت الماضي بكينا
عالدولة الأولية

عالماضي بكينا ونحنا
حزنا بعد ما فرحنا
خسرنا أكتر ما اربحنا
دفعنا العشرة مية

بس انها طلعت الاخبار
فرحنا وقلنا صرنا احرار
طلع الطلب عالعسكر
وكل من تيابوا يهيي

الغانم يدبر حالو
واللي مقبول نيالو
بيترك بالبيت عقالو
والحطة والطاقية

يلبس عا راسو طربوش
والبنطلون والقالوش
بها البدلة لا تكون مغشوش
هي صنعة سكناجية

هيدا شغل سكناجي
ما النا فيه ولا حاجة
هيك اللي اشتهى الجاجة
تا يكلها مقلية

مقلية يتعشاها
ومن زمان اشتهاها
لمن وصلت لقاها
بعفشها وريشها محشية

لمن شاف عليها ريش
قال هالأكلة ما بديش
قالوا اجاك الشاويش
انجبر ياكلها نية

من أول آب لكوانين
كنا دوما مبسوطين
والا الخيالة جايين
وهاي أول طلبية

قالوا جيبوا المطلوبين
تنقيدهن مين ومين
ابن تمتنعش وعشرين
مطلوب للعسكرية

هيدا عسكري مختص
والمطلوب ساعتها حس
قالوا هيدا المطلوب بس
النمرة هيدي مكفية

ما بدنا غير الشباب
ما النا عازة بالشياب
قلنا أكترهن غياب
صاروا أمركانية

قلتلهن الغياب كتار
وصادق عالحكي المختار
أخدوا خمس ست انفار
الطلب كان بقلية

كانوا قلال المطلوبين
قالوا الباقي معفيين
مضى شباط وكوانين
لوقت شهور القيضية

اجا خيالة وحراس
فاتوا عالبلد بقواص
ساعتها فزعت الناس
وانهزمت عالبرية

كل واحد صار متخبي
وشر العسكر متأبي
الضابط جايي متعبي
من هالجيري الردية

جاي متعبي من الجيران
وفايت عالبلد غضبان
ما لقيش إلا النسوان
وجملة اختيارية

بوقتها بالبلد دار
يفتش فيها دار ودار
مسكوا أسعد العمار
وبقية الاعضوية

جابوا كل المخاتير
لعند الضابط بكير
قلهن اعطوني تخبير
رجال بلدكن وين هيي

قالولو رجال معناش
وببلدنا بيلتقاش
لمن ضاق فيهن المعاش
راحوا كلن غربية

ما عنا إلا العجز
واللي بيمشي عالعكاز
وان كنت منهم معتاز
منقدملك كمية

لما ما لاقيش زلام
ترك البلد قوام
مدري قنع بالكلام
مدري من الله حنية

الله حننوا علينا
تفلّحنا وحشيّنا
ومزروعاتنا ضبينا
وخلصنا كل الحصدية

لآخر شهر الحصيدة
عشنا عيشة رغيدة
اسمعنا بأخبار جديدة
عن حرب الأوروبية

حرب فرنسا والألمان
يقولوا كونوا بأمان
بحكم مولانا السلطان
ودولتنا العثمانية

سلطاننا محمد رشاد
بريد يضل عالحياد
وصدر أمر عالبلاد
حتى يعدوا الرعية

أمر الرعايا تنعد
للدول تيحط الحد
يجمع جيشو ويستعد
ويحمي شطوط البحرية

حتى الجايي عالخطوط
ما يقدر غريب يفوت
من اسطنبول لبيروت
حدود البلاد محمية

الأمر من الباب العالي
يعدّو كل الأهالي
من نصراني ومتوالي
كلن ينعدوا سوية

حضر الضابط والمأمور
حتى يضبطوا الجمهور
طلبونا للحضور
ننزل عالأبرشية

رحنا للمطران عا صور
هيك كان اجانا المنشور
قالولنا عليكم بشور
هوي والأفندية

أفندية بيت النجار
عبدالله وخيو اسكندر
نحنا منهم مننشار
طايفة المارونية

جانا من اسكندر مكتوب
فرحنا وانبسطت القلوب
قال يحضر كل مين مطلوب
واللي بيصير عليي

تحضر كل المطاليب
ما حدا منكن يغيب
جيبوا البرق والصليب
وتعالوا بالكلية

تعوا بهمة وكترة وجيش
تنشوف عددكن قديش
عين إبل ودبل ورميش
وأهالي علما الغربية

نزلنا نركض عالدربين
من بلدنا شي ميتين
لاقونا عا راس العين
بالنوبة السلطانية

النوبة وطبل وربابة
لبرات البوابة
فتنا بكترة ومهابة
كبر وعز وجاهية

دخلنا بعز ومهابة
لجوات البوابة
كبر الجاه ربحونا
وعالسرايا ساقونا
لما وصلنا عدونا
لا فحص ولا كشفية

لا فحص ولا شافونا
هالمشوار عزبونا
وعالبلد رجعونا
بحر الشوب الضهرية

بحر الضهر رجعنا
وفوق القنا تجمعنا
والياس الخوري معنا
ماشي متلو متليي

طالع ماشي معانا
ما كان يرجع بلانا
مخبي الفرس بقانا
ببيت حبيب عطية

عتمة العين نامت الناس
طقس دافي وما في باس
آخر السهرة قام الياس
يهدر متل الشرقية

متل الشرقية بيهب
زعلان بيلعن ويسب
واطلعنا بوادي الدب
عا ياطر العالية

بالليل عا ياطر جينا
لولا ألله كنا هفينا
درب الدورة ما مشينا
نزلنا عالقادومية

عالقادومية نزلنا
تعزبنا وكنا قتلنا
على عين إبل وصلنا
بدغوش النداويي

لم عالبلد طلينا
وخبر للناس اعطينا
لاقوا النسوان علينا
كل وحدة بغنية

النسوان صارت تغني
عملولنا رهجة ورنة
والبنات كانت تهني
الشباب العزابية

بوقتها نحنا فرحنا
وقلنا من الهم ارتحنا
لكن على صور رحنا
وما عرفنا شو القضية

شو هالنزلة ما ادرينا
لأول شباط بقينا
إلا والضابط جايينا
ومعو اوراق احضارية

جايب معو أوراق احضار
واللي مطلوبين كتار
والناطور عليهن دار
يجمعهن عالعلية

عا عمرة يوسف حنا
هونيك المركز عنا
احضروا بطرس حنا
قال هالطلب مش فيي

قال غيري اللي مطلوب
وحق العدرا والمصلوب
شوفو هالأسم مقلوب
حنا بطرس اسم بيي

بيي حنا بطرس كان
المطلوب بطرس بو سليمان
الخوري انطانس بالديوان
طرّحها سعسعية

قالو الطلب من يدك
بحاكيك والضابط حدك
بطرس بو سليمان جدك
ها اسمك بالقرمية

بطرس للخوري سبو
ساعتها الضابط حبو
استشهد ووحد ربو
وتبع ديانة السنية

دار عا دين الأسلام
وضل مسلم توصل الشام
عاد رجع نصراني وصام
لمن شاف الجنّية

فزع منها وصار مصروع
ورجع آمن بيسوع
وبدنا نرجع للموضوع
ونتمم هالجعيدية

قويلتنا بدها تتم
بطرس صار لرفاقو يلم
يقول للواحد عجل هم
وجيب عكتافك بوزيية

راح الضابط عا يارون
قلنا الطلب بدو يهون
تاريتو هالفكر ظنون
ما عاد في أملية

الضابط مشّاها تمام
صار يغيب خمس تيام
ويرجع عا عينبل ينام
نهار الجمعة عشية

كل جمعة السبت والحد
يرجع عالبلد محتد
يحكي وكلامو عن جد
الطلب صار بجدية

صار عالطلب في تشديد
كل جمعة عن جمعة يزيد
من حد المرفع للعيد
ندفع رسم وسبتية

بقي المرفع والصيام
من عينبل يضب زلام
بقيو النسوان والأيتام
وكبشة أختيارية

ما بقيش إلا النسوان
الخوري يوصي والمطران
واجب الطاعة للسلطان
هي غيرة وطنية

الغيري للوطن والدين
واجب لدولتنا نعين
هاللي بنعمتها رابين
من زمان جدي وبيي

واجب لدولتنا نطيع
بسوق الحرب أرواحنا نبيع
يخرج من بيننا الفزيع
اللي بخاف المنية

لا تقولوا ان رحنا متنا
ان كان ما بتيجي منيتنا
بدنا نخدم دولتنا
بصدق ومن دون غشية

اجتنا اخبار من جديد
وعن الدولة بكل تأكيد
والنصراني يضل بعيد
في المواقف الرسمية

النصارى ما لهن اركان
ولا بينفعوا بالميدان
طابورن بالترعة خان
مالوا للأجنبية

بالحرب عندن برودة
ماشين بدون بارودي
النصراني واليهودي
حطوهن خدمتشية

لكن الهن ما ترخوش
الطلب عنهن لا تخفوش
اعطوا الواحد صبة ومنكوش
وقاصوفة وصابورية

خلوه يحمل عالكتفين
تراب حجار من الشكلين
اعطوا النفر رغيفين
يستلمهن يومية

أعطوهن قراواني
قصعة شوربا مليانة
هادي بتكفي لتماني
شو بدهم بالمغربية

شوربا بلحمات عتاق
أكلة ذكية للي داق
وقت الأكل يصير سباق
وين العندو خفية

أيش ما جانا بيكفبنا
الدولة قسمت ورضينا
لما منعطش تعطينا
للنفر قربة ميي

هيدا للشغيل عالدرب
ما عدا اهانة وضرب
نيال الماتو بالحرب
وما شافو هالذلية

ما شافو ذل ولا نقار
ولا شالو تراب ولا حجار
بعد ان قلنا صرنا احرار
بقينا بالعبودية

وعا الطلب ما في تغيير
وانكدنا بهاك النير
والطلب مشتد كتير
عالأمة النصرانية

بقي فكرنا مشغول
تا غصبونا بالدخول
وصرنا لبعضنا نقول
هي قصاص الخطية

كله من خطايانا
هيك الباري جازينا
الدولة صارت تقسانا
وما في عندا حنية

والطلب صار بتعيين
عالنظام والقوانين
لأبن الستة وأربعين
النمرة الأكبر مبقية

النمرة الأكبر نبقيها
تا تفلح أراضيها
واموال الدولة توفيها
من أعشار وضريبية

للدولة ندفع أموال
بقوا بالبلد رجال
فلحنا وضبينا الاغلال
ونهجنا بالحلشية
حلشنا قطانة وشعير
ونوينا نحصد بكير
شرّف بلدنا المدير
نهار السبت العصرية

نهار السبت العصريات
إجا عا بلدنا وفات
المدير ومعو عزّت
رئيس الشاويشية

عزّت عالشاويشية رئيس
متصاحب هوي وابليس
الصبح دقوا النواقيس
الخوارنة المارونية

الصبح دق القداس
واللي بقدس ما عليه باس
وعالكنيسة راحت الناس
حسب الطقوس الدينية

حسب المكتوب بالكتاب
اللي بقدس ما بيهاب
وقفوا الخيالة عالباب
وضربوا الملعونية

لما طلعت مسكوني
انا وسلوم الحصروني
عالعلية داروني
وقالوا هون الجمعية

ساقوا سلوم قدامي
لا تهمة ولا علامة
والياس أيوب سلامة
كانوا مسكوه قبليي

كان قبليي متمشي
وصار متغدي ومتعشي
ومعو أبراهيم الجشي
واتينهن بدلجية

اتنينن بدلهن مدفوعين
وابراهيم يسب الدين
يقول جمالي مربوطين
ومراتي وحدانية

كيف بدي اترك جمالي
وللدولة دافع مالي
من زمان شاري حالي
ودافع آخر مصرية

كان ماسكنا بونادر
البدو يهرب مش قادر
والشاويش عالبيادر
بالحارة الشمالية

والشاويش يمسك ويجيب
ابن البلد والغريب
وهوي داير شاف شبيب
كان جايي من الرجدية

جايي من الرجيدي الحد
وعن الشغل ما بيرتد
ما بيحترم نهار الحد
عاملها متوالية

لمن قعد عا حسابو
مسكو المدير وجابو
حمارو وجمالو سابوا
بزقاق الخريشية

سمعت حرمتو وطلت
حاكولها المجراوية
قالولا زوجك مغصوب
وسابو جمالو عالدروب
راحت تركض لأيوب
مختار المطرية

طلع ايوب يجيب شبيب
وقال هالأمر بحقي معيب
ما بخلي زلمتي يغيب
لو حطيت تقلو مالية

بقدر بدفع تقلو مال
هيدي ما بتهم رجال
أو بعملو صورة حال
أو بصرف هالقضية

طلع ايوب لعنا وطل
استبشرنا وقلنا بتنحل
لما وصل شفتو ذل
صابو حمي وبردية

والخيالة الحاصروه
شدوا كتافو وربطوه
جابوه لعنا وحطوه
حكم قاعد حديي

تربّع وضب ديالو
قعد وانشغل بالو
سلمهن حالو بحالو
لا جميلة ولا منية

من دون جميلة وتكليف
جاي معو خليل ناصيف
وعزّت قاسي يا لطيف
وطباعو بربرية

طبعو بربري منحوس
آخد الدعوة بالدبوس
أنطانس منصور واللوس
يحكوا عالبراديية

يحكوا على البرادي
الواحد إلو أراضي
يقول انا بدل ولادي
ان كان بيقبلو فيي

لكن نحنا ما حكينا
لا فزعنا ولا اختشينا
قلنا دعوة ما علينا
لا ذنب ولا خطية

قلنا لابو بركات
ما في علينا دعوات
حاكي المدير وعزّت
قال ما بيرودو عليي

قال المدير والشاويش
هالدعوة ما بتنتهيش
واحد منهن ما برخيش
تيجوا الفرارية

ما بيطلعوا من هالدار
تا يحضر كل الفرار
هيدي بدمتك يا مختار
دمتي منهن برية

وقفونا بالديوان
كل اتنين بفرد كدان
حضرت لعنا النسوان
وبناتي حواليي

حضرت مرتي على الدار
شافتني وعملتلي نقار
قالت لي يواتيك شحار
شو بدك بالأخوية

قلتلها حضرت القداس
وان متت ما عليي باس
اتصلي عا جريس بوالياس
قاعدلك عالقرمية

ان مت مدبرلك نصيب
جريس أحلى من الغريب
وصلت مجيدي مرت شبيب
تبكي ودمعتها سخية

تبكي وتزيد بكاها
وكل بناتها معاها
شبيب هالبلوة بلاها
ومين المتلها مبلية

بلوتها أكبر البلوات
أحسنلها لو انو مات
تقول علقتوا يا خريات
بي هالعلقة الردية

الغانم منكن ما بيعلق
مليح يمدوكن فلق
قلتلها خدي بومتلق
ذقنو جديدة ومرخية

ذقنو مرخية جديدة
أوفقلك يا مجيدة
وان شفتيه بالحصيدة
لقشتو شلفاوية

والنسوان تركونا
والخيالة ساقونا
اما البنات لحقونا
كل مين تصرخ يا بيي

رد البنات الشاويش
بالعلقة غيرن ما فيش
ضل برفقتنا الدرويش
لعند كروم الشحادية

وصلنا كروم بيت شحادة
انحلينا من الأيادي
وقال امشوا بركادي
تا يوصلوا البقية

عالركادي نمشيكن
وأنا عمال بنبيكن
الضابط بدو يرخيكن
دعوتكن مش قانونية

من كلامو اشتدينا
وعلى النزلة نوينا
بام يسوع انتخينا
مريم العذرا النقية

قمنا من الصبح مشينا
والشاويش يراعينا
لما وصلنا عالمينا
متل اللي لاقى لقية

بالسوق لقينا منصور
حاكينالو بالأمور
قال روحوا للبربور
صاحب نخوة وحنية

قال هيدا صاحب غيرة
لطايفته والجيرة
رحنا وقلنالو السيرة
ضربتو الفانوسية

رحنا لعند المأمور
نحنا وسليم البربور
عا اسامينا صار يدور
بالدفاتر المطوية

لعند الضابط جينا
وقف يتامل فينا
وصار يقرا أسامينا
باللغة العربية

بالعربي صار يحتار
ياخد وقت ويتذكر
قال انتو بدل الفرار
بلدكن متعصية

والمدير مرافقكن
بالحبال مربطكن
بكره بتكون سفرتكن
عالترعة الجوانية

نحنا افتكرنا علقنا
لكن الله مرافقنا
الخوري يوسف لاحقنا
عا فرس رهوانية

الخوري مستأجر رهوان
اجا لعنا عالديوان
ما بحوّل وين ما كان
إلا بالدار الرسمية

بدار الخواجة ابراهيم
بهالدعوة انسان عليم
حضر الخوري وبو سليم
لعند ولاد الرعية

حضروا لعنا بالذات
وبو سليم عالضابط فات
حكوا معوا أربع كلمات
كانوا خمس الدورية

جاب الدوا وداوانا
ومن هالوقت نجانا
الضابط حالا رخانا
فلتنا بكل سهولية

بو سليم كان ساندنا
وعا بلدنا عاودنا
حقالينا حصدنا
هال كانت مستوية

خلصّنا دراس القمحات
كانوا قلال الغليات
كنت عم عبي الحبات
ونسّف بالقصالية

بنضفها بكل اجتهاد
سمعت صوت جايي من غاد
الناطور عبدالله الجلاد
عم بينادي عليي

شوف عبدالله متل الحوت
عا بيت المطلوب يفوت
يبقى يضحك ومبسوط
متل اللي ملاقي لقية

قلت مالك يا مضروب
مع كبرك عقلك مجدوب
قاللي هالمرة مطلوب
جايي وراقك رسمية

قلتلو الطلب رسمي
والضابط عارف أسمي
هادي من ربي القسمة
وحظيت بهالماهية

هالماهية طلعتلي
وانت جايي تعيطلي
حدا بالبلد متلي
مطلوب حدا غيريي

قال كتار المطلوبين
رب السما يكون معين
من ابن خمس وأربعين
خمس نمر مدعية

ساعتها ولادي ناديت
الحبات عالبيدر خليت
نزلت بالعجل عالبيت
وصرت البس اواعيي

اخذت تيابي وزوادة
الحرمة تبكي وولادي
قلت ما في افادة
جاي رسمي الطلب فيي

أمر من الدولة مطلوب
ويا ويلو البكون مغضوب
حول الله ويا صبرايوب
بلدتنا ايوبية

متل ايوب تجربنا
ونحنا الدولة تطلبنا
تعبنا من الفقر تعبنا
وما في معنا خرجية

كتير منشكي من الفلاس
لا معنا فضة ولا نحاس
كنت أنا وجريس بوالياس
رايحين عالدرب سوية

سليمان سلامة مجبور
ومعنا الياس بو فاعور
وحنا الياس لما بيفور
صاحب سويدا وحدية

ومعنا شكري وبولس الياس
اسكندر جبران والشماس
كلها نمرة بفرد قياس
من الحارة التحتانية

اخدنا ستة وسبعة
والسلطة بتضرب قرعة
حتى نفتح الترعة
ونخش ديار المصرية

والضابط يتهددنا
ونحنا عليه تعودنا
عملوا جمعة ببلدنا
تا يحكو بالقضية

يارون ودبل ورميش
قالوا هالضبة عليش
مش رايحين ينصروا الجيش
أكترهن اخيارية

وما في واحد معو ريال
ولا بيحكم عا مصرية

ورجال عنا ما بقيش
انكان صبي والا بنية

منين بدنا نجيب المونة
العيشي صارت ملعونة
وانتشرت عنا السخونة
والحمي الصفراوية

الحمة عم بتناديهن
للاولاد وللحريم
لا في دوا ولا حكيم
ولا عنا فرمشية

من الأمراض توجعنا
وبيشبابنا انفجعنا
الله راد وقنعنا
الضابط والمديرية

قالوا اسا منرخيهن
تيزرعوا أراضيهن
بشرط لما نناديهن
بكونوا حضور الكلية

بقينا لشهر تشرين
كيف ما درنا فزعانين
لكن شفنا اشخاص جايين
وخبرونا القضية

خبرونا الحرب انحل
الألماني للحلف ذل
قلنا عاد بيجوا الكل
وبيتهنوا العينبلية

ملاحظة: الصورة المرفقة هي لمذبح كنيسة السيدة في عين ابل المارونية