محمد سلام/دور لبنان إنتهى

282

دور لبنان إنتهى

محمد سلام/ الخميس 6 تشرين الثاني 2014

إنتهى دور لبنان الذي رُسِمَ له في عشرينيات القرن الماضي. ولبنان، الذي هو دورٌ لشعوب وليس وطناً لأمة، إنتهى عندما إنتهى دوره. ولم يولد له دور جديد بعد. والسلطة، في بلد الدور، هي التي تتولى ضبط توزيع الوظائف وفق ما يقتضية دور البلد.

 وبما أنه لا دور لنا، فلن ننتخب أي سلطة، لا تشريعية-نيابية، ولا قيادية رئاسية. سنبقى، إذا بقينا، على سلطة تنفيذية، أي حكومة، تدير حسن سلوك الشعوب التي تعيش في كافيتيريا المسرح اللبناني، بإنتظار أن يخرج من يصرخ: لدينا سيناريو، تفضلوا لتؤدوا أدواركم في الفيلم الجديد.

كانت لنا في زمن ما سمي إستقلال ثلاثة أدوار: دور منتجع الشرق، وهو التعريف المهذب لكل ما يدور تحت لافتة الترفيه. ودور مصرف الشرق، وهو الإسم الملطف لكل ما يدور تحت عملية تهريب الأموال، ودور صوت حرية الشرق، وهو الإسم الملطف لكل ما يدور على ساحة تعايش أجهزة إستخبارات الكون.

الأدوار الثلاثة إنتهت. منتجع الشرق صار مجرد ماخور، مصرف الشرق صار مجرد صندوقة تجمع فيها أموال الفساد من المنطقة بأكملها، أما ساحة تعايش أجهزة الإستخبارات، التي كانت تسمى حرية، فتحولت إلى مسرح دمى، يلعب فيه الصغار الأغبياء، وغاب عنه الكبار الأذكياء.وبإنتظار أن يتحدد لنا دور، سنبقى على ما نحن عليه. الإنتخبات النيابية لم تجر، ليس لأن الوضع الأمني لا يسمح، بل لأن لا دور لدينا كي تُنتَخَب سلطة لتأديته.

وبإنتظار أن يتحدد الدور سيستمر التمثيل في الكافيتيريا، سواء بالتراشق بالبندورة والبيض، أو التراشق بالكلام على وقع قرقعة سلاح تغيير خريطة أنظمة وكيانات الهلال الخصيب من العراق إلى لبنان. وفي العام 2017، عندما تنتهي ولاية المجلس الممددة، يعلم الله من ستكون القوى التي ستترشح للإنتخابات، ووفقاً لأي قانون، يحدده أي دور.(صوت لبنان-مقاله بصوته)