الدكتورة رندا ماروني: في قفص الثورة

401

في قفص الثورة
الدكتورة رندا ماروني/10 شباط/2019

بعد توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في دولة الإمارات في صرح الشيخ زايد المؤسس بين قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر، وبحضور نائب رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد وحضور ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، في مشهد مهيب جسد معاني التسامح والتعايش وقبول الآخر، حيث أكد الموقعون على العمل معا من أجل ولوج السلام العالمي، كما شددوا في جزء من الوثيقة على مفهوم المواطنة التي تقوم على المساواة في الواجبات والحقوق التي ينعم في ظلالها الجميع بالعدل لذا يجب العمل على ترسيخ مفهوم المواطنة الكاملة في مجتمعاتنا والتخلي عن الإستخدام الاقصائي لمصطلح الأقليات الذي يحمل في طياته الإحساس بالعزلة والدونية ويمهد لبذور الفتن والشقاق ويصادر على استحقاقات وحقوق بعض المواطنين الدينية والمدنية ويؤدي إلى ممارسة التمييز ضدهم، الأمر المناقض لحجج ومبررات ما يسمى بحلف الأقليات الذي شهدناه في لبنان منذ اثني عشرة عاما.

فبين انطلاق الثورة الإيرانية الكاذبة في إيران منذ اربعين عاما والإنقلاب على الدستور في لبنان وتوقيع ورقة التفاهم، مصادرة للمدنية وتعدي على الدستور ولامساواة تحت سقف القانون بين من هو مدجج بالسلاح وبين من هو أعزل فمنذ إثني عشرة عاما يعيش لبنان في قفص الثورة لتتوج اليوم مرحلة جديدة مع وصول ظريف وزير الخارجية الإيراني، وليعلن من مطار بيروت مدى سروره لنجاح عملية سحق الدستور اللبناني ومدى إغتباضه لفرض أسس ومبادئ جديدة على اللبنانيين.

ان زيارة ظريف ليست كغيرها من زيارات التهنئة بولادة الحكومة الجديدة إنما هي بمثابة تتويج لمرحلة سياسية جديدة قادمة تنطلق من بيروت بإحتفال أربعيني للثورة الإسلامية الإيرانية الكاذبة كما تسميها المعارضة الايرانية والتي سرقها نظام الخميني.

ولتحدد هدفين أساسين، هما، إعلان التضامن والوقوف إلى جانب لبنان، واستعداد إيران للتعاون مع الحكومة اللبنانية الشقيقة في كل المجالات وعلى كافة الصعد، إضافة إلى أن لدى إيران دائما الاستعداد لدعم لبنان، بانتظار أن تكون هذه الرغبة متوفرة لدى الجانب اللبناني، ولقد أعرب ظريف عن أمله بأن يتمكن من لقاء المسؤولين للتشاور وتبادل وجهات النظر حول ملفات عدة، واصفا لبنان كنموذج وتجربة فريدة، نموذج يحتذى به على صعيد المنطقة فهو عنوان للحرية والديمقراطية من جهة وأخرى للمقاومة والصمود.

إزدواجية قضت على الدستور اللبناني ووضعت لبنان في قفص الثورة الإيرانية الكاذبة منذ إثني عشرة عاما، وحان اليوم وقت القطاف، قطاف هذه الثورة التي نقلت الى لبنان بالتعاون مع أيادي محلية، وليسجل هذا التاريخ بدء عملي للوصاية الإيرانية الكاملة على لبنان دون مقاومة تذكر أو معارضة، تحت عنوان “الشقيق لبنان” والشقيقة الكبرى هذه المرة ليست سوريا العربية الخاضعة لنظام الأسد إنما شقيقة بالفرض والافتراض.

فمع إقتراب موعد إنعقاد مؤتمر وارسو المخصص لبحث الدور المزعزع للنظام الإيراني في الشرق الأوسط وكيفية التصدي له، هذا الدور الذي يثير حفيظة وغضب شعوب دول المنطقة والعالم لما تسبب به من أضرار مادية ومعنوية على مختلف الأصعدة والاستمرار في نهجه المعادي للسلام والأمن والاستقرار يجد هذا النظام متنفسا لغطرسته في لبنان وليضع أجندة عمل وبنود بحث تشفي الغليل وتروي العطش وتقطف الثمار ولتضع لبنان في قفص الثورة بعد طول إنتظار.

في قفص الثورة
بعد طول إنتظار
احكم الإغلاق
عليه،حضر له
أصعب الأقدار
منتفعون متآمرون
يضاف إليهم
حفنة كفار
صلبوه جلدوه
خانوه طعنوه
بأحقد الطعنات
جعلوه عرضة
لزلزال وإعصار
إزدادوا شراسة
فإنكبوا عليه
بأقصى الضربات
وأكثروا الأضرار
برروا فعلتهم
بحجج حاضرة
تضحية وزهد
لذات وإنكار
ووصف مبجل
لشعلة مضاءة
وطريق طويل
لدرب إنتصار
وزيت يرشح
من فم الراوي
بكل ثقة
بكل إفتخار
في قفص الثورة
بعد طول إنتظار
إحكم الإغلاق
عليه، حضر له
أصعب الأقدار.