الأب سيمون عساف: اضواء على مسيرة الموارنة الطويلة الزاخرة بالمآتي والمآثر والسؤدد

70

اضواء على مسيرة الموارنة الطويلة الزاخرة بالمآتي والمآثر والسؤدد
الأب سيمون عساف/05 شباط/19

مسيرة الموارنة الطويلة زاخرة بالمآتي والمآثر والسؤدد.
تاريخها حافل بالعطاءات والعظائم والعظماء.

انتجت عباقرة نبغوا في كل مضمار، والباحث المريد ان يستطلع لاتساع معرفة، فالصفحات تضجُّ بفكرهم الثقيف وبطولاتهم المميزة وقداستهم المؤلهنة وقياداتهم الرائدة في الدنيا وفي الدين.

وحدهم كانوا جسر العبور الواصل الشرق بالغرب يوم لم يكن احد يسوق الا النوق. فضُرِب بهم المثل “عالِم كماروني”. تعلَّموا وعلَّمو الأمم واستوعبوا الآخر بانفتاح منقطع النظير.

ونُصعِّد في جبال مراقيهم الشُمِّ متأملين عناد فروسيتهم والصمود دفاعا عن ارض وعرض وكرامات وذودا عن شؤمة عرين. ملحمة اضطهاد واستشهاد مطافهم في لبنان، سيرتهم سيرة رجالات برعوا في تواصلهم على كل صعيد ناشدين عقيدة الحرية وحرية العقيدة؟ على سبيل المثال مع الأمير فخر الدين، كان امين سرِّه خرِّيج المدرسة المارونية في روما التي تأسَّست سنة 1584 المعلِّم إبراهيم الحاقلاني. سافر واياه الى توسكانا وايطاليا وعرّفه على حاضرة الحضارات وقرَّبه من الحكام المدنيين ومن الفاتيكان والبابا مفاخرا بامير وطنه،

فرجع الأمير وبدأ ببناء الجسور وتشجير الأراضي توتا وزيتونا وتفاحا متأثَّرا بما شاهد ورأت عيناه من الفخامة في اللوحات والرسوم ومن الجنائن والقصور ومن جميع ضروب الرقي والمستويات العاليات.

وتتوالى الأحداث فينتقل الحكم من المعنيين، المنتهي بالأمير احمد معن الذي استقبل البطريرك الدويهي بعد ان اعتدى على وقار مشيبه الجابي حسين حماده اذ لطمه بالكف وهو شيخ جليل في وادي قنوبين، وارتحل الى مقر الاماره في الشوف.

مع الشهابيين حتى الأمير يوسف الذي اعلن مارونيته لأنه تشبها بالأمير فخر الدين، تأكد انه لا يقدر ان يحكم من دون الموارنة، فكان مديره سعد الخوري وابنه غندور السعد، وبعد ان شنقه احمد باشا الجزار مع مديره سعد.

تسلم الأمير بشير الثاني الكبير، كان جرجس باز واخوه عبد الأحد مع ابناء الأمير يوسف. غير ان بشير الثاني رام االتخلص من ابناء الأمير يوسف فسمل اعينهم.

ولما ادرك البطريرك يوسف التيان خطورة المرحلة ذهب في الليل الى دير القمر لإجراء معاهدة صلح بين جرجس باز ابن اخت سعد الخوري والأمير بشير بالقسم على الانجيل.

في اليوم الثاني خان الامير عهده ونكص بوعده وقتل في نفس الساعة جرجس باز في قصر الأماره واخاه عبد الاحد في جبيل.
فاستقال البطريرك وذهب الى المحبسة.
سلَّطت الضوء على نموذج من نماذج تضحيات ورسالة انجزها الجدود الموارنة واجترحوا فيها معجزات. ليتنا نستقرىء التاريخ ونتخذ العبر.

أ.د. سيمون عساف 5/2/2019