خليل حلو: ضوء على احتضان عربي – دولي للبنان يستفيد منه المسيطرون على القرارات السياسية والوطنية كما كان الحال قبيل العام 2005

64

ضوء على احتضان عربي – دولي للبنان يستفيد منه المسيطرون على القرارات السياسية والوطنية كما كان الحال قبيل العام 2005
خليل حلو/فايسبوك/03 شباط/19

هناك تلاقي مصالح لأطراف اقليمية ودولية عديدة للحفاظ على الإستقرار في لبنان، ولكن مع الأسف على حساب الحريات وعلى حساب التوجه العام لمعظم اللبنانيين، يمكن تفسيرها كما يلي:

1) في لبنان مليون نازح سوري يعيشون في مئات المخيمات والتجمعات تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الكرامة الإنسانية، حيث يمكن بسهولة للتنظيمات المتطرفة تجنيد شبان من بينهم بمجرد وعدهم بمستقبل أفضل واقناعهم أن التطرف هو الطريق الوحيد لإثبات ذاتهم ولإستعادة كرامتهم.

2) تقوم الأمم المتحدة من خلال عشرات من وكالاتها في لبنان بتقديم حوالي 1،2 مليار دولار لهؤلاء النازحين للتخفيف من معاناتهم ومن مخاطر تحويلهم إلى قنابل موقوتة ارهابية يمكنها أن تنفجر بأي لحظة في كل من العالم العربي والعالم الغربي. دور الأمم المتحدة هذا برز في آخر خطاب للرئيس الحريري في السراي الحكومي قبيل تأليف الحكومة بقليل. ولكن هذا الدور يتم دائماً التشكيك به من قبل العهد وتصويره وكأنه يهدف إلى توطين اللاجئين السوريين في لبنان.
3) هؤلاء اللاجئين توافدوا على لبنان منذ العام 2011 بسبب تهجيرهم من قبل النظام وحلفائه اللبنانيين وغير اللبنانيين بالدرجة الأولى ومن قبل تنظيمي القاعدة وداعش بالدرجة الثانية. هؤلاء اللاجئين لم يحظوا ولو لمرّة واحدة بزيارة السفير السوري الناشط في لبنان ولا من قبل أي مسؤول سوري آخر وكانهم رعايا غير سوريين.

4) الإنهيار المالي والإقتصادي في لبنان إذا حصل، من شأنه أن يؤدي إلى ضعف مؤسسات الدولة وخاصة الأمنية منها وبالتالي إلى تفلت أمني لا يمكن ضبطه، يجعل من أزمة النازحين في لبنان أزمة إقليمية ودولية لسهولة تجنيد التنظيمات الإرهابية من بينهم.

5) لهذه الأسباب رأينا مؤخراً ودائع مالية خليجية ضخمة في مصرف لبنان، ورأينا نشاطات الأمم المتحدة الداعمة للاجئين طوال سنوات، والتي مع الأسف لا ينفك الطرف المسيطر على الحكم عن انتقادها والإيحاء أنها تسعى للتوطين، ورأينا مؤتمر سيدر، والتدخل الفرنسي الأخير الذي “صدفة” ولدت بعده الحكومة … بشروط حزب الله والنظام السوري … كل ذلك لدعم الإستقرار في لبنان … كما كان الحال قبل العام 2005 أي استقرار بثمن مرتفع للحريات … ولكن

6) الإستقرار في لبنان هو بالتأكيد مصلحة أوروبية وعربية ولكنه ليس بالضرورة مصلحة إيرانية وليس بالضرورة مصلحة إسرائيلية وليس بالضرورة من أولويات واشنطن. طهران تعيش أكبر ازمة إقتصادية اجتماعية في تاريخها الحديث تهدد نظامها ولها حلفاء في لبنان وليس مستبعداً أن تفرض عليهم مواقف تصب في مصلحتها وليس في مصلحة لبنان. إسرائيل من جهتها تستفيد من عدم الإستقرارا في لبنان لإلهاء الأطراف ببعضهم البعض، وواشنطن سئمت من التعامل مع لبنانيين يتذاكون عليها بمواقف جمبازية وباصطفافهم ضدها علناً والهمس بآذانها عكس ذلك سراً … وترامب ليس أوباما ويمكنه أن يجدد ولايته بسهولة.