سيمون شاهين أبو فاضل/الإكليروس “يبيع” موقف كنيسة مار مارون في الجميزة .. وكأنه وكيل تفليسة

347

الإكليروس “يبيع” موقف كنيسة مار مارون في الجميزة.. وكأنه وكيل تفليسة
سيمون شاهين أبو فاضل/الكلمة أونلاين/25 كانون الثاني/19

في منطقة ما بعد النهر أي كازاخستان وجوارها، سأل أحد المسلمين يوما، شيخا، عما إذا كان يجوز للمسلم أن يبيع أرضه لغير المسلم وخصوصا للمسيحي.
فرد الشيخ قائلا: لماذا تسألني؟ بل إسأل الذي دفع ثمنها دما وشهداء. عندها عَدَلَ صاحب الأرض عن بيعها، نظرا لآلية أسْلَمَتها يوما بعد وصول الإسلام إلى المنطقة.
هذا الموقف المبدئي لا ينسحب على بعض الإكليروس في لبنان.

فالأراضي التي امتلكها الإكليروس، بعدما أودعتها الأرامل عقب استشهاد أزواجهن في زمن العثمانيين، حين أُجبر الرجال على السخرة من أجل خدمة السلطان، مقابل حصولهنّ على رطل الطحين لإطعام أولادهنّ، أو بعدما أودعها المسيحيون للتهرب من الميرة (الخوّة).

يعتبر الإكليروس أن هذه الأراضي ملكا له، وأنه ورثها عن ذويه ويحق له التصرف بها من دون ضوابط، كما حصل في أكثر من مكان حيث عمد بعض رجال الدين الموارنة إلى تأجير الأراضي أو بيعها لأقربائهم بأسعار بخسة، ووفق أساليب ملتوية، ما دفع بالفاتيكان إلى التدخل من أجل وضع ضوابط تحدّ ظاهرة الفساد، إذ لا تتوفر لدى الإكليروس أخلاقية رادعة للتصرف بهذه الوديعة لمصلحة مشاريع خيرية ودعم المسيحيين، بل من أجل مشاريع تجارية كبرى، كما هو الواقع في جبيل وكسروان وغيرها من أقضية جبل لبنان ولا سيما مناطق العقارات الساحلية المتاخمة للبحر التي تحولت إلى منتجعات سياحية تعود عائداتها إلى حسابات شخصية.

وما نحن أمامه اليوم هو واقع جديد مفاده تأجير موقف كنيسة مار مارون الأثرية في الجميزة لمتعهدَين لبنانيين (ي.م.) و(د.ل.) الذي يشغل مدير الشركة الخليجية التي تنوي استثمار الأرض لبناء مجمع تجاري سكني يتجاوز عشرين طبقة ويكلف 54 مليون دولار، وفق دراسة مكتب الهندسة الذي يتخذ من الضبيه مقرا له، ولكن اللافت أن مموّل الشريكين اللبنانيَين مستثمر خليجي يملك شركة (ن…ن)، ما استدعى استياء عدد من الكهنة في أبرشية بيروت المارونية رفضا لهذا المشروع، ليس فقط بسبب التفريط بأرض المسيحيين بل لأنه سيمنع وصولهم إلى الكنيسة بعدما تصبح معزولة.

في المقابل، أكد المطران بولس مطر الذي تعود ملكية الأرض لأبرشيته للـ “للكلمة أونلاين” أن الصفقة لم تُوقَّع بعد، وهي محور دراسة معمقة، وأنها أحيلت إلى الإختصاصيين لمناقشة الملف، وأضاف المطران أن لا علم له بالمستثمر الخليجي كشريك أساس، بل انه يعلم فقط بالمستثمر اللبناني (ي.م.)، ونفى عدم تقربه به عائليا، حسبما يتردد.

واللافت في الأمر أنه في وقت تحركت المؤسسة المارونية للإنتشار التي يتولاها علمانيون لاسترجاع أرض كفرفالوس حرصا على هويتها، يظهر الإكليروس وكأنه سنديق أي وكيل الإفلاس المسيحي.

ولاحقا، أبلغ مصدر مسؤول في أبرشيت بيروت لموقع “الكلمة أونلاين” أنّ الصفقة لم تتم.

هذا وينشر موقعنا بالصورة احدى المراسلات بين مطرانية بيروت والمستثمرين، وبعد نشر المقال أُبلغنا أن المشروع قد توقف، لكن المعارضين أكدوا بأنه لا يزال مطروحا وقيد الدرس.