الأب الدويهي في قداس لشهداء لواء المرده في حرب السنتين: هم الموارنة اليوم هو المال والسلطة

51

الأب الدويهي في قداس لشهداء لواء المرده في حرب السنتين: هم الموارنة اليوم هو المال والسلطة

الإثنين 21 كانون الثاني 2019 /وطنية
أقيم القداس السنوي السادس بدعوة من الباحث روي عريجي، “وفاء لشهداء لواء المردة في زغرتا الزاوية خلال حرب السنتين”، في كنيسة سيدة زغرتا، بمشاركة النائب طوني فرنجية والنائب السابق جواد بولس ممثلا بالمختار سايد مكاري ورئيس بلدية زغرتا الدكتور سيزار باسيم ووفد من رابطة سيدة ايليج والشيج روي عيسى الخوري من لواء قاديشا ممثلا بوليد رحمة وفاعليات من زغرتا الزاوية واهالي الشهداء وعدد من مقاتلي الحرب.

احتفل بالذبيحة الالهية الآباء جان مورا وبول الدويهي وسركيس عبدالله. وبعد الانجيل المقدس، ألقى الاب الدويهي عظة شدد فيها على معنى الشهادة واستعان بالقديس بولس الذي قال: “يضيَّق علينا لا نسحق، نحتار لا نيأس، نضطهد لا نهمل، ننبذ لا نهرب. وهذه الحقيقة عرفها ابطال زغرتا في تلك الحرب. فاتكلوا على سيدة زغرتا ومضوا بقوة الى جبهاتهم. فتسابقوا على الاستشهاد لأنهم مؤمنون بالقيامة”.
واستشهد الاب الدويهي بالرئيس سليمان فرنجية الذي قال ايام الحرب: “بين انهم يموتوا او يموت لبنان ونخسر ارضنا، فضلوا ان يموتوا. ماتوا لتبقى الارض ارض الحق، ارض الحرية، ارض الحضارة، ارض الكرامة وارض الانسان”.
وتساءل: “اين نحن اليوم من شهادتهم ومن الثمن الذي دفعوه؟! العدو اذكى منا لأننا اغبياء، العدو غير سلاحه واساليبه باتت متنوعة وكل ذلك لكي لا نبقى في ارضنا”.
اضاف: “امام كل المخططات التي هي اكبر منا كلنا والتي تريد النيل منا واقتلاعنا من جذورنا نحن متلهين بكرسي. الموارنة ابتعدوا عن جوهر مارونيتهم الاصيلة”.
واردف: “منذ زمان كان الحديث عن المارونية السياسية واليوم يمكننا التحدث عن المارونية الرأسمالية، هم الموارنة اليوم هو المال والسلطة”.
وإذ سأل: “هل يجب ان نبقى هكذا؟”، قال: “ان الذي كان يميزنا هو تاريخنا العظيم. اليوم نحن بحاجة الى جرأة لنعلن ان خلافاتنا لا يجب ان تمنعنا من الجلوس مع بعض لنرى كيف يجب ان نحفظ وجودنا. الفقر والظلم يهجران، لمن نترك الارض؟ الجواب هو مسؤولية مشتركة من الزمنيين والدينيين وكل الشعب الماروني. علينا كسر كبريائنا وانانيتنا نحن الموارنة ونعود الى جذورنا، والبدء بالعمل قبل فوات الاوان والبكاء على الاطلال، لأن ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا. علينا كلنا العمل بجد وكد. نعم كلنا واخص هنا ابناء زغرتا الزاوية التي ان تحركت تحرك لبنان وان ضعفت ضعف لبنان، لأن مصيرنا واحد”.
وختم الاب الدويهي: “اليوم لبنان بلد منهار وميؤوس واكيد ان الله هو معه لأن لبنان بلد الرسالة رسالة الحضارة الانسانية التي يجب ان نحافظ عليها بشتى الوسائل”.
وبعد زياح سيدة زغرتا، ألقى الباحث عريجي كلمة قال فيها: “نلتقي اليوم للمرة السادسة على التوالي للصلاة عن راحة انفس شهداء لواء المرده الذين سقطوا في حرب السنتين على جبهة زغرتا الزاوية، بالاضافة الى الضحايا والقتلى الذين سقطوا بسبب فوضى تلك الحرب.
كما نقدم هذه الذبيحة الإلهية على نية ابطالنا الصناديد الذين دافعوا عن زغرتا وحفظوا كرامتها وكرامتنا وصانوا لبنان”.
أضاف: “نلتقي اليوم قبل يوم من انتصارنا في 21 كانون الثاني 1976 على المخطط الرامي الى اقتلاعنا من ارضنا والذي اعطى بعض الأمل للغزاة بعد سقوط الدامور والسعديات في مثل هذا اليوم وتهجير اهلهما، لكن ابطال لواء المرده وبمعونة سيدة زغرتا امنا اوقفوا مخطط إلغاء الوجود المسيحي في لبنان والشرق. نعم والف نعم لولا زغرتا وابطالها لما بقي مسيحي في لبنان ولا بقي لبنان.
لذلك المطلوب تعزيز الوحدة الزغرتاوية كما كانت بالأمس زمن الحرب والخطر وصد الابواب على كل محاولات زرع الشر فيما بيننا من قبل ابناء ابليس.
في لقائنا الليلة احبائي، اود ان اقول لكم ان هذه الذكرى باتت معلومة في كل لبنان وبرهان ذلك الحضور العزيز من خارج زغرتا، اعني حضور اعضاء رابطة سيدة ايليج الذين يعملون منذ سنوات على تنقية ذاكرة المسيحيين من ذيول الحروب العبثية والمجازر التي ادمت واستنزفت المجتمع الماروني بشكل خاص، وذلك عبر بثهم لروح السلام والمسامحة والغفران تلك الأسس التي تؤسس للوفاء لتضحيات الابطال. والذين اشكرهم على وضعهم اكليلا على النصب التذكاري، بالاضافة الى مشاركة لواء قاديشا من بشري. وكل ذلك بفضلكم احبائي وبفضل ايمانكم بإحياء تلك الذكرى.
وقبل الختام اريد ان اعلن امامكم عن نيتي باطلاق حملة لوضع ملاجئ من الشتاء في شوارع زغرتا الزاوية عن نية ابطال حرب السنتين شهداء ومقاتلين.
وفي الختام اكرر شكري العميق لكم على ان تزرع صلاتنا السنوية بذور السلام والحب في ارضنا لبنان.
واكرر عليكم ما نقش على اللوحات التذكارية: “ولدت وما انتهيت انت حي فينا في تراث العنفوان الزغرتاوي وفي تاريخ كرامة ارضنا اللبنانية”.