خليل حلو: تطاير وسقط تحالف 14 آذار أمام الأنانيات، ولكن النضال مستمر ورجال الدولة الحقيقيين مستمرين ولا بد أن يستجيب القدر

61

تطاير وسقط تحالف 14 آذار أمام الأنانيات، ولكن النضال مستمر ورجال الدولة الحقيقيين مستمرين ولا بد أن يستجيب القدر
خليل حلو/فايسبوك/18 كانون الثاني/19

إن ما يحصل يدعو الكثيرين ممن في السلطة الى التأمل ومراجعة مواقفهم منذ العام 2005 تباعاً ونتائج هذه المواقف وهل اتت هذه النتائج على قدر آمالهم وتوقعاتهم ؟!
وهل كانت حرزانة التخلي عن مواقف ومبادئ تحالف 14 آذار الذي تطاير وتآكل بسبب الأنانيات وعدم الجدّية في بناء استراتيجيات واضحة تماشياً مع المبادئ والرؤى السياسية للبنان الواحد الحر والسيد والمستقل؟
كل قطب من أقطاب 14 آذار يتحمل مسؤولية كبيرة في السقوط في أنانياته،
وعذراً من القساوة في الكلام، لأننا ما عانينا منه طيلة 13 عاماً بعد زوال الإحتلال السوري يستحق فشّة خلق، لا بل تأنيب ومحاسبة …
تحالف 14 آذار تطاير وسقط أمام الأنانيات:
لحظات الألم والذهول التي تلت استشهاد رفيق الحريري، تبعتها لحظات عز وكرامة وعنفوان وفرح كبير سرعان ما بدأت تأفل بعد التحالف الرباعي في انتخابات 2005 .
ثم تحالف مار مخايل في الـ2006 .
ثم انكفاء وليد جنبلاط والكتائب .
ثم انكفاء سعد الحريري والقوات اللبنانية.
بحيث أصبحت معارضة السلاح غير الشرعي المتذرع بمحاربة اسرائيل (كما الأنظمة العربية كلها طيلة نصف قرن) هذه المعارضة اصبحت ركيكة ضعيفة وغير ذي وزن.
واستفحل الفساد والإثراء غير المشروع انغمس فيه الجميع،
فضاع الجمهور بين مجتمعات مدنية (عذراً من الطيبين … ولكن الطيبة لا تعني رؤية سياسية واستراتيجية ناجحة)،
ومعارضات شكلية خاضعة جميعها لأمر واقع مؤلم …
وها هو هذا الأمر الواقع اليوم أمام الحائط ويتجاذب مع من تحالف معه بحيث أصبح العهد أمام طريق مسدود،
والرئيس المكلف أمام طريق مسدود،
ورئيس المجلس لم يعد رئيس مجلس بل رئيس حزب يعتمد الشعبوية، والسلاح خارج الدولة على حاله.
من جهتهم المناضلين مرتاحين لصوابية خيارهم، على قلـّة عددهم،
وكذلك رجال الدولة الحقيقيين الذين لم يتوقفوا يوماً عن تمسكهم بالدستور والقوانين والأصول كما في ماضيهم،
ولا أعني هنا أبداً الذين ينادون بالدستور اليوم à la carte متناسين أنهم داسوا عليه في الماضي تعطيلاً للمؤسسات سنتين ونصف ومنادين أن حقهم الدستوري هو المقاطعة مع دراسات قانونية à la carte …
الحاصل النضال مستمر ورجال الدولة الحقيقيين مستمرين ولا بد أن يستجيب القدر.
عاش لبنان حراً سيداً مستقلاً