الأب سيمون عساف: توصيف واقع

131

توصيف واقع
الأب سيمون عساف/فايسبوك/13 كانون الثاني/19

وضعُ قياداتنا حسب آية (سفر يشوع بن سيراخ 30: 21) يَرَى بِعَيْنَيْهِ وَيَتَنَهَّدُ، كَالْخَصِيِّ الَّذِي يُعَانِقُ عَذْرَاءَ ثُمَّ يَتَنَهَّدُ.
نحن مبلوُّون بالخيبات عُجَّزٌ ضعفاء واهون واهنون. ما عنّ يوما على بال اننا سنغدو هكذا مهزومين مفلسين يائسين.
بعد معارك جُلَّى تجلى فيها ابطال شجعان آمنوا بالقضية والقيادة، نخرج في نهاية المطاف لا قيادة ولا قضية.
والضياع يتوِّهنا كسفينة في موج البحر من دون بوصلة تسير على التقادير.
بالرخص بيعت الصلاحيات والتضحيات بعد مرمغات الدمِّ وخسران الأشاوس، يمزّقنا نشيجٌ الناحبين على عهود نضال وافخم عِداد وعتاد مع الأسف تلاشى واضمحلّ.
نلتفت يمينا وشمالا ولا نلقى سِوى الخواء، لا قراءة سليمة لا رؤيا مقيمة لا طرح مُطَمْئِن ولا مشروع يريح.
غريب هذا الفراغ المريع في زمن الخصب.
لماذا فقط يرتعي القحط قطيع عشيرتنا؟
بِتنا لا نأنس لمسؤول لأننا فعلا حيارى في مَهْمَهٍ مقفر.
سقطت خيولنا بفوارسها وامانينا فريسة الأوهام والأخيلة.
الى اين اتجاه المركب في عواصف الأرياح وتلاطم الأمواج وهو من دون قبطان لا نعلم؟
لماذا بلغنا هذا الدرك ورسفنا في اسافل السفالات، وبأي فسق باعنا التاجر واشترانا؟
هل من امل في الرُسُو على شاطي من شواطىء الخلجان النائية؟
يرشقنا الخجل ويشقينا الحياء.
نحن لا نخشى الآخرين لأنهم ابرياء من دمائنا، لكننا نخشى عدم لمّ الشعث وإعادة نسج الشمل ليعود التلألؤ والألق؟
اين هو القهرمان الأمين الحكيم الماسك مقاليد القيادة؟
ماذا يفعل ويعمل ويسعى؟ ويلاه انه حضور على غيابّ!!!
هذه لغة جميع الناس تحت قناطر الانتظار اليابس.
كارثتنا اننا فقدنا الرجاء بالوعود واصحابها ومن لا يترجي يجابه الانتحار ببطء الى النهايات.
اي التماع في الأفق لست اراه، وايَّة بشارة جديدة تتوهج ببصيص نور الله يعلم.
من تراه يهديني الى المخارج المُشرّفة لأنني كدت اختنق من اللامبالاة والافتقار الى رجولة الرجال والى الصدق في تعاطيها.
ماذا ترانا نقول للأجيال القادمة عندما تسأل عمّا فعلنا؟
ماذا نردّ على صمت الشهداء الناطق في مدافنهم؟
بأي عينٍ نقف امام التاريخ لستُ ادري ويعضّ إِبهام الغد عظامنا ويقضّها!!!!
هناك تعزية موكولة الى ارواح قدسي لبنان علَّهم يشفعون.