اتيان صقر/أبو أرز: الشرق غير المشرق

192

 اتيان صقر/أبو أرز: الشرق غير المشرق
09 كانون الثاني/19

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

بدأت الدول العربية تعيد فتح سفاراتها في دمشق الواحدة تلو الأخرى في خطوةٍ ترمي إلى إعادة تأهيل نظام الأسد سياسياً، وتعويمه مالياً، بعد أن أنقذته روسيا وإيران عسكرياً في الساعات الأخيرة.

كما وان ما يسمّى بجامعة الدول العربية بدأت تبحث عودة هذا النظام إلى كنفها بعد أن علّقت عضويته منذ انطلاق الثورة السورية.

كل هذا يجري على حساب أكثر من نصف مليون إنسان قتلهم هذا النظام وحليفاه بأبشع الطرق، وعشرات ألوف المفقودين في سجونٍ هي أشبه بالمحارق النازيّة، وحوالي عشرة ملايين لاجىءٍ ونازحٍ ومهجر يرفض النظام عودتهم إلى ربوع الوطن، وملايين البيوت المدمّرة كليّاً أو جزئيّاً بفعل القصف الجوّي البربري حيث آلاف الجثث ما زالت مطمورة تحت الردم تبحث عن توابيت حتى الساعة.

كل هذا يجري ولا أحد يعلم سبب هذه الإستدارة المفاجئة، وهذا الصفح السريع من قِبَل المجتمعَين الدولي والعربي على جرائم صُنّفت الأفظع والأبشع منذ الحرب العالمية الثانية.

أما لبنان الذي سبق ونال نصيبه الوفير من بربرية هذا النظام (الأب والإبن)، فهو كعادته منقسم على بعضه ومحتار بين السير في رُكب الدول المستعجلة على المصالحة، أو المتريّثة، أو الإستمرار في سياسية اللاقرار المعهودة.

إن اللعنة على لبنان الذي ينوء تحت وطأةِ مليوني لاجىء سوري وفلسطيني، وأزمة إقتصادية ـ مالية ـ إجتماعية وسياسية تهدّد بانهياره، ومديونية هي أعلى ثالث مديونية في العالم، و بنية تحتية و فوقية مهترئة…، إن هذه اللعنة متأتية من مصدرين:
الأول، منظومته السياسية المتمرّسة بالفساد والحقارة والضحالة.
الثاني، محيطه المشرقي غير المشرق الذي اتقن كل فنون التخلّف، ولم يتفوّق إلّا في فنون القتل والذبح والسحل، وتشريد شعوبه، والسطو على أوطان الآخرين.

أفضل من وصف هذا الشرق غير المشرق هو شاعرنا الكبير موريس عوّاد حين قال:
فزّيت متل البرق
شكّل الشرق بوردتي الحمرا
مدّيت إيدي مسحت وجّ الشرق
رَجّعت إيدي كِلّا غبرا.

موريس عوّاد لبنان اشتقلك.
لبَّـيك لبـنان/اتيان صقر ـ أبو أرز