عيد تهنئة العذراء مريم أم الله/Mary’s Song

1568

عيد تهنئة العذراء مريم أم الله
إنجيل القدّيس لوقا01/من46حتى55/«تُعَظِّمُ الربَّ نَفْسي وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي» قالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال، لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس، ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم. أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين. أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين. عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ، لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا».

Mary’s Song
Luke 1:46-55/ And Mary said: “My soul glorifies the Lord and my spirit rejoices in God my Savior, for he has been mindful of the humble state of his servant. From now on all generations will call me blessed, for the Mighty One has done great things for me— holy is his name. His mercy extends to those who fear him, from generation to generation. He has performed mighty deeds with his arm; he has scattered those who are proud in their inmost thoughts. He has brought down rulers from their thrones but has lifted up the humble. He has filled the hungry with good things but has sent the rich away empty. He has helped his servant Israel, remembering to be merciful to Abraham and his descendants forever, just as he promised our ancestors.”

شرح لإنجيل اليوم: القدّيس بيدُس المُكرَّم
القدّيس بيدُس المُكرَّم (نحو 673 – 735)، راهب وملفان الكنيسة
«تُعَظِّمُ الربَّ نَفْسي وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي»
“تُعَظِّمُ الربَّ نَفْسي وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي”. إنّ المعنى الأوّلي لهذه الكلمات هو بالتأكيد اعتراف مريم بالعطايا التي أنعم الله بها عليها بصورة خاصّة؛ ولكن بعد ذلك، فإنّها تُذكِّر الجميع بأنّ الله لا يتوقّف أبدًا عن إغداقه النِّعَم على الجنس البشري. إنّ النفس البشريّة تمجّد الربّ عندما تُخصِّص كلّ قواها الداخليّة من أجل خدمة الله وتسبيحه؛ وعندما تُبرهن إنّها لا تحيد عن رؤية قوّته وجلاله، من خلال استسلامها للتعاليم السماويّة. وتبتهج الرُّوح بالله مخلّصها عندما تفرح كلّ الفرح وهي تتذكّر خالقها الذي منه ترجو الخلاص الأبدي. هذه الكلمات تعبّر، بدون شكّ، تعبيرًا دقيقًا عمّا يفكّر فيه جميع القدّيسين، غير أنّها ملائمة بصفة خاصّة لأنّها لفظت من قبل والدة الله المباركة التي منحها الله امتيازًا خاصًّا، فكانت تشتعل بحبّ روحي لذاك الذي سعدت بحمله في جسدها. لقد كان لديها سبب حقيقي، أكثر من جميع القدّيسين، لكي تبتهج فرحًا بالرّب يسوع –أيّ مخلّصها- لأنّها علمت بأنّه مصدر الخلاص الأبدي، وعلمت بأنّه، في ملء الزمن، سيولد من أحشائها، مَن سيكون حقيقةً ابنها وإلهها… لذلك، فإنّ استخدام نشيد مريم هذا في صلاة الغروب لهو استخدام رائع وخلاصي يعطّر الكنيسة المقدّسة. يمكننا أن نتوقّع أن تلتهب أنفس المؤمنين، وهي تتذكّر تجسّد الربّ، بحماسة أكبر، وأن تشدّد الأمثلة المتكرّرة عن القدّيسة مريم إيمان تلك الأنفس. وأرى أنّ صلاة الغروب هي الوقت المناسب، لكي نعود فيه إلى نشيد مريم، وذلك لأنّ نفسنا، التي تكون متعبة ومشتّتة خلال النهار في اتّجاهات مختلفة، تكون بحاجة في وقت الراحة إلى العودة إلى الذات لاستعادة وحدة انتباهها.