المقاومة اللبنانية: من طلب دخول الجيش السوري إلى لبنان

380

من طلب دخول الجيش السوري إلى لبنان
نقلا عن صفحة المقاومة اللبنانية/فايسبوك/28 تشرين الثاني/18

(في خطابه الشهير بتاريخ ٢٠ تمّوز ١٩٧٦ يُقِرّ الرئيس حافظ الأسد أن تدخّل جيش التحرير الفلسطيني في الحرب على لبنان جاء تلبية لنداء وجهه للنظام السوري أعضاء “قمة عرمون” عشية تحرير الكرنتينا في ١٨ كانون الأول ١٩٧٦، وتناسى الأسد أن هذا الجيش توجّه فوراً لإحتلال الدامور التي بدأ الهجوم عليها في ٢٠ كانون الأول ١٩٧٦ بقيادة “أبو موسى” الذي عاد وترأس “فتح الإنتفاضة” بوجه ياسر عرفات)
من الخطاب: “ومع هذا وفي يوم من الأيام انهارت جبهة الأحزاب الوطنية وانهارت جبهة المقاومة الفلسطينية في يوم من الأيام انهارت جبهة الأحزاب في لبنان وانهارت جبهة المقاومة في لبنان ولم يكونوا يستطيعون أن يقفوا على أرجلهم وأرسلوا لنا الصرخات نداءات الاستغاثة كي نسارع إلى بذل جهد آخر غير هذا الذي بذلناه في يوم من الأيام حوالي منتصف كانون الثاني(تمّ إعلان تحرير الكرنتينا في ١٨ كانون الثاني ١٩٧٦) على ما أذكر اتصل بي وزير الخارجية وقال اتصلوا معه بالهاتف من قمة عرمون “قمة عرمون” أنا لا أعرف بيروت جيدا لكن حسب ما أصبحت الصورة في ذهني مكان فيه دار للمفتي يجتمع هناك المفتي والإمام ورؤساء الوزارات وبعض الشخصيات الإسلامية الأخرى وبعض رؤساء الأحزاب منهم ـ كمال جنبلاط ـ اتصلوا بوزير الخارجية ورجوه أن يطلب إلي أن اتصل بالرئيس سليمان فرنجية لكي يوقف القتال لأن الأمر سيء جدا وقلت لوزير الخارجية لن أتصل، عليهم أن يصمدوا وبعد أقل من ربع ساعة اتصل بي مرة ثانية وقال: كرروا الاتصال وهم بحالة سيئة جدا وقد سقطت بعض الأحياء ومسلحو الكتائب يجتاحون المنازل ويتساقط أمامهم كل شيء وقلت له لن أتصل وعليهم أن يصمدوا عندما كنت أقول هذا القول أيها الأخوة ليس من قبيل التردد أو من قبيل عدم الرغبة في بذل الجهد وإنما كنت استغرب مثل هذه الطلبات لأنني كنت أعرف ونحن الذين نعرف بطبيعة الحال أن لدى المقاومة والأحزاب الوطنية من السلاح والذخائر مالا يملكه جيش لبنان بكامله وليس الكتائب والأحرار فقط كان لدى المقاومة والأحزاب أكثر بكثير من السلاح والذخائر أكثر بكثير مما تملكه الكتائب ويملكه الأحرار ويملكه جيش لبنان .

جيش لبنان بطبيعة الحال لم يكن في المعركة لم يكن طرفا في المعركة إطلاقا وبعد قليل كرر الاتصال للمرة الثالثة وقال الأمر سيء جدا ويلحون في الرجاء أن تتصل . وبالفعل جاءت الأخبار عن سقوط المسلخ والكرنتينا وأمكنة أخرى وقالوا آنذاك إذا لم تسارعوا إلى الاتصال سيلتف رجال الكتائب على المنطقة الغربية والطريق مفتوحة أمامهم المنطقة الغربية هي المنطقة التي يسيطر عليها الآن مجموع رجال المنظمات والأحزاب من المسلحين وهنا أقول فقط مسكينة هذه المنطقة الغربية . وعندها وجدت أن لابد من الاتصال واتصلت مع الرئيس سليمان فرنجية وقلت له فيما قلت أخي الرئيس عندكم مجزرة خطيرة ستسبب مضاعفات في كل مكان أرجو أن تعمل مسرعا على وقفها وتلافي مخاطرها . الأطفال والنساء والعجز يعتدى على الجميع هذا الأمر له نتائجه الخطيرة وأرجو أن تهتم بالأمر وتبذل ما تستطيع ونحن بانتظار نتائج مسعاك .

كانت بيني وبين الرئيس فرنجية مناقشة آنذاك على الهاتف وانتهينا إلى الاتفاق على وقف إطلاق النار في ساعة معينة من تلك الليلة( ليلة ١٨ كانون الثاني ١٩٧٦) أعتقد أنها الثامنة أو التاسعة تواردت الأخبار بعد هذا أن القتال يتصاعد وأن الأمور تسوء . واجتمعنا هنا في دمشق اجتمعت مع بعض إخواننا في القيادة وفكرنا فيما يمكن أن نعمله لإنقاذ الموقف جهد سياسي بذلنا سلاح أعطينا ذخائر أعطينا كل هذا موجود هناك ومتراكم ولم يستطع أن ينقذ الموقف إذا ليس أمامنا إلا أن نتدخل بشكل مباشر طبعا ناقشنا الأمر أيها الأخوة من مختلف الجوانب وناقشنا أخطار التدخل واحتمالات الحرب بيننا وبين إسرائيل وكنا أمام خيارين آنذاك ، إما أن لا نتدخل فتسقط المقاومة في لبنان وتصفى في ضوء هذا الموقف العسكري وفي ضوء طلبات الاستغاثة وإما أن نتدخل فننقذ المقاومة ونتعرض لاحتمال الحرب وناقشنا احتمال الحرب وبقي احتمالا واردا ولكن ليس بالضرورة لأسباب لا أريد أن أذكرها هنا بالتفصيل ولكن المؤامرة في لبنان تستهدف أمورا لو تعرضت لنا إسرائيل ونشبت حرب لحققت هذه الحرب عكس ما ترمى المؤامرة إلى تحقيقه ومع هذا بقيت الحرب احتمالا واردا وعدم الحرب أيضا بقي احتمالا واردا . فقلنا إذا لابد من أن ندخل وننقذ المقاومة .

وقررنا_أن_ندخل_تحت_عنوان_جيش_التحرير_الفلسطيني(عديده من الفلسطينيين المقيمين في سورية وكان التدريب إلزامياً لجميع الفلسطينيين المقيمين في سوريا تحت لواء هذا الجيش والذي كان تحت الأمرة العسكرية للجيش السوري وتمّ إستعماله سابقاً في الاردن العام ١٩٧٠ للإطاحة بالنظام الملكي الأردني) وبدأ جيش التحرير الفلسطيني بالدخول إلى لبنان.(بحسب الرئيس حافظ الأسد دخل جيش التحرير لبنان صبيحة ١٩ كانون الثاني ١٩٧٦).
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10156009269617507&set=gm.2393470100890696&type=3&theater&ifg=1