الكولونيل شربل بركات: أدهم خنجر وصادق حمزة ولفهما/كيروز ردا على نواف الموسوي: حركة أدهم خنجر بدأت بشعارات وطنية وانتهت بمأساة طائفية وكان مطلبه الالتحاق بسوريا

749

أدهم خنجر وصادق حمزة ولفهما
الكولونيل شربل بركات/27 تشرين الثاني/18

من نتائج ترك حزب الله يتحكم بالساحة الشيعية أولا ومن ثم بالساحة اللبنانية أن يقوم بعض اتباعه بعرض عضلاته كلما سنحت الفرصة لذلك وهي اليوم وبمناسبة عيد الأستقلال الخامس والسبعون تسنح لرعد والموسوي وغيرهما للتطاول على مفهوم الاستقلال وحتى مفهوم نشوء دولة لبنان الكبيرككل.

يعتبر هؤلاء بأن اللبنانيين وعلى راسهم سماحة المغفور له السيد محمد مهدي شمس الدين الذي اقر بنهائية لبنان كوطن هم على خطأ ولبنان الذي يسعون له هو التابع لسوريا حيث يقاتل دفاعا عن نظامها وبناءا على الأوامر العليا من الأمبراطورية الفارسية.

لا نريد الدخول بسجال مع هؤلاء فهم يستبيحون الوطن ويفصلونه على قياسهم تحت وهرة السلاح الذي يتمسكون به ولذا فهم على حق طالما لم يقف أحد بوجههم.

أما بالنسبة لأدهم خنجر وصادق حمزة ومن ساروا خلفهم فهم بمفهوم الوطنية كما الذين يدافعون عنهم أعداء لدولة لبنان الكبير وأعداء لمفهوم الأستقلال فقيام لبنان الكبير كان رغما عنهم وهم حاربوا وقتلوا وهجروا الأهل والجيران لكي يكونوا تابعين لوالي الشام الجديد بينما بقية اللبنانيين وخاصة الذين عرفوا وذاقوا طعم الاستقلال (ولو محدودا ضمن الأمارة ومن ثم المتصرفية) تاقوا إلى انشاء دولة مستقلة عن المحيط تسعى لتحرير ابنائها من ظلم القوى الأقليمية وتعمل على رفع شأن لبنان ليكون منارة في هذا الشرق المعذب.

إن أدهم خنجر وصادق حمزة وغيرهم ممن ركبوا هذه الموجة يومها وعندما لم يستطيعوا بالأستفتاء الذي قامت به عصبة الأمم أن يفرضوا الأنضمام إلى تابعية دمشق هاجموا بالطريقة العثمانية الغوغائية كل القرى والمزارع التي لم تقبل أن تسير بركابهم ولا نريد هنا أن ندخل في سياسات الدول الكبرى ومقولة أن بريطانيا كانت تسعى لضم المنطقة حتى الليطاني لسيطرتها كما يقول البعض ولكننا نعرف بأن تاريخ الشيعة الجنوبيين وخاصة مع ناصيف النصار كان قد حدد لبنان الكبير من الجنوب في موقعتي البصة وميرون ومن الشرق في معركة الحولة ضد والي الشام عثمان باشا وما سعي أدهم خنجر وصادق حمزة وغيرهما إلى الانضمام إلى الشام إلا تنكرا لهذا التاريخ الذي كان أعطى جبل عامل مساحة حرية ونوعا من الاستقلال ما دعى بقية اللبنانيين للقبول بهؤلاء جزءا من لبنان الكبير لأنهم مثلهم قد سعوا إلى الحرية والاستقلال.

إذا كان زمن الاستقلال قد ولى مع سيطرة أتباع ايران وسوريا على الساحة تحت مقولة محاربة “العدو الصهيوني” فإن لبنان لن يكون وطنا مستقلا بالتأكيد وليس لهؤلاء التاوابع تقييم رجالات الاستقلال أو المطالبين بالحرية.

كيروز ردا على نواف الموسوي: حركة أدهم خنجر بدأت بشعارات وطنية وانتهت بمأساة طائفية وكان مطلبه الالتحاق بسوريا
الإثنين 26 تشرين الثاني 2018 /وطنية
أصدر النائب السابق إيلي كيروز البيان الآتي: “تعليقا على تصريح النائب نواف الموسوي، الذي اعتبر فيه أن أدهم خنجر هو بطل الإستقلال اللبناني الحقيقي والوحيد، ولئلا يمر هذا الكلام مرور الكرام لدى اللبنانيين والجنوبيين، صدر عن النائب السابق ايلي كيروز البيان الآتي:
أولا: من حق النائب نواف الموسوي أن يعتبر أدهم خنجر أحد أبطال الإستقلال، فهذا شأنه ورأيه، ولكن ليس من حقه أن يحصر هذه الصفة بشخص ويمنعها عن سائر المستحقين من اللبنانيين.
ثانيا: أود أن ألفت النائب نواف الموسوي الى قراءات مغايرة وأحيانا مناقضة لسيرة أدهم خنجر ودور حركته المسلحة وبعضها لمؤرخين وكتاب من جبل عامل.
ثالثا: لقد تحدث سلام الراسي في كتابه “لئلا تضيع” عن انزلاق أدهم خنجر في الأحابيل الطائفية. وكانت مذبحة عين إبل نهاية حركته الوطنية لأن حركته ابتدأت بشعارات وطنية وانتهت بمأساة طائفية. ويقول سلام الراسي أنه من الصعب تقييم تلك الحركة بدقة وتجرد.
رابعا: لقد أشار الدكتور منذر جابر في كتابه “الكيان السياسي لجبل عامل قبل 1920” الى “إن المطلب الواضح لأدهم خنجر ورفيقه صادق الحمزة كان الإلتحاق بالمملكة السورية وليس تاليا بلبنان، الكيان المستقل”. ويضيف الدكتور منذر جابر: “ليس المجال هنا للحديث بالتفصيل عن هذه الحركة المسلحة ولكن الشيء الملفت أن هذا الموقف الوطني الواعي ينقلب في اللحظة الأخيرة ويتمحور الى هجوم على بعض القرى المسيحية” (عين إبل).
خامسا: تؤكد وثيقة الخوري يوسف فرح بالتفصيل على ما لحق بالبلدات المسيحية وخصوصا عين إبل من تعديات ومآس على يد الحركات المسلحة آنذاك. ولقد لجأ الأهالي في عين إبل الى القرى الفلسطينية القريبة.
سادسا: هل قرأ النائب نواف الموسوي كتاب “الأمة القلقة” لوضاح شرارة والذي يعرض ويشرح جوانب تلك المرحلة وما حصل على يد أدهم خنجر وحركته مستشهدا بمذكرات الشيخين أحمد رضا وسليمان ضاهر.
سابعا: إني أدعو النائب نواف الموسوي الى التدقيق أكثر في تاريخ لبنان احتراما للموضوعية التي يحتاجها لبنان”.

نصرالله – أدهم خنجر: خيارات خاسرة
عماد قميحة/لبنان الجديد/ 30 تشرين الثّاني 2018
أدهم خنجر القائد المجاهد الذي اعتمد هو الآخر بتحديد خياراته السياسية الاستراتيجية على وهم القوة الذاتية
لعل الكثير من الجمهور الشيعي واللبناني لا يدرك بأن تشابهاً كبيراً جدا قد يصل الى حد التطابق يجمع بين شخصية وموقع الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله وبين قائد جنوبي شيعي تاريخي عاش نفس التجربة الثورية منذ حوالي مئة عام إسمه أدهم خنجر.
ولأننا كما يقول المفكر الراحل السيد هاني فحص في كتابه (الشيعة بين الاجتماع والدولة): “إننا نعيش مفصلًا سياسيًا وثقافيًا شائكًا، من شأنه اذا لم نواجهه بذاكرة سياسية موصولة بأصولها أن يربكنا أداء وفكرًا وتوجهًا وسلوكًا وعلاقات مع الاخرين من أهلنا وشركائنا في الوطن، إن إعادة بناء الذاكرة السياسية الآن لا تقل أهمية عن بناء الذاكرة العملية والسلوكية… حتى لا نواجه حاضرنا ومستقبلنا بدون دليل أو مرشد ..”.
ولأننا نعيش هذه الأيام في ظروف سياسية إن على المستوى المحلي أو الاقليمي أو حتى الدولي مشابهة تماما للظروف التي كانت سائدة أيام الاحتلال الفرنسي وقبيل انعقاد مؤتمر وادي الحجير سنة 1920 وما ترافق ذلك مع تحولات إقليمية ودولية بعد انتهاء الحرب العالمية وسقوط الدولة العثمانية ووقوف الجميع عند مفاصل تاريخية لتحديد خياراتهم المستقبلية وفي تلك الحقبة السالفة أيضًا كما اليوم انقسم الشيعة في خياراتهم الاستراتيجية بين الاعتماد على قواهم الذاتية وسلاحهم الخاص تحت مسمى رفض قيام دولة لبنان الكبير المدعوم من المستعمر وانخراطهم في مؤسسات الدولة الناشئة حديثًا لا شك أن أدهم خنجر الثائر المقاوم الذي وصلت رصاصاته الى موكب الجنرال الفرنسي غورو في القنيطرة وكبد الاحتلال خسائر فادحة، والذي كان يرسل مجاهديه الى الجليل للمشاركة بالجهاد ضد عصابات الهاغانا قبل حتى قيام الكيان الصهيوني، والذي كان مدعوماً هو الاخر من الأمير فيصل في دمشق، انحاز بخياره الى جانب تغليب التحاقه بالثورة العربية الكبرى على حساب الدخول في خيارات وطنية لم يكن يلحظها.
إن أدهم خنجر القائد المجاهد الذي اعتمد هو الآخر بتحديد خياراته السياسية الاستراتيجية على وهم القوة الذاتية، بدون قراءة متأنية للمتغيرات الدولية أخذته إلى مكان بعيد عن الواقعية الموضوعية كلفت الشيعة يومها الكثير من الشباب الشيعي الذين راحوا ضحية هذه الخيارات التي حاول فرضها حتى على محيطه القريب والبعيد ودخل لأجلها في حروب عبثية لم يسلم منها جيرانه بالقرى المسيحية الجنوبية لم يدر أدهم خنجر حينها أذُنا صاغية الى الكثير من الاصوات الشيعية التي كانت تنصحه بالتخلي عن طموحاته الشخصية المعتمدة بالدرجة الاولى على سلاحه حتى اللحظة الأخيرة التي فرضت فيها المعادلات الدولية والقي القبض عليه وأعدم في بيروت 1922.
طبعا لسنا هنا في وارد محاكمة تلك الحقبة التاريخية، ولا نحن ندعي تداور وتكرار الأحقاب وإعادة الاحداث، وإنما كل ما نبتغيه من استذكار تلك الفترة هو الاتعاظ منها للقول بأن الخيارات السياسية السليمة لا تبنى كما يقول أيضًا العلامة فحص: “وفق علامات عفوية واضحة، تكاد توهم في كثير من الأحيان أن الموقف الشيعي في مفاصل محددة هو انفعال شيعي أكثر مما هو عقل شيعي محكوم بثوابت ومحددات”.
والجمهور الشيعي وبالخصوص جمهور حزب الله مدعو هذه الايام لإعادة قراءة التجربة السياسية الخاسرة للقائد الكبيروالشجاع أدهم خنجر، لعل وعسى.