عمر الراسي/هل يمكن للأحزاب المسيحية ان تضع يدها على ملف الجامعة اللبنانية بعدما دق مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك ناقوس الخطر

44

هل يمكن للأحزاب المسيحية ان تضع يدها على ملف الجامعة اللبنانية بعدما دق مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك ناقوس الخطر 
عمر الراسي/اخبار اليوم/19 تشرين الثاني/18

بعدما دق مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك ناقوس الخطر حول “اللبنانية”
دعوة الى الاحزاب المسيحية للتحرك رفضا لـ”تشييع” الجامعـــــة الوطنيــــة
العمــــداء المسيحيين اما مغلوب على امرهم او يقدّمون مصالحهم الخاصـــــة
(أ.ي) – ليست المرة الاولى التي يرتفع فيها الصوت المطالب بتصحيح مسار الجامعة اللبنانية التي “تتعزز فيها الطائفية” على حساب الخطّ الوطنيّ المتوازن، فبعدما كانت جمعية “أصدقاء الجامعة اللبنانية” رفعت الصوت مرارا وتكرارا محذّرة من مسار انحداري يبعد الجامعة اللبنانية من مسارها الوطني، واضعة الاصبع على جرح الاخطار التي تتهدد الجامعة، دق مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان ناقوس الخطر، معلنا “إنّ الجامعة اللبنانيّة، التي أُنشئت لتكون جامعة وطنية بإمتياز في خدمة الشريحة الأوسع من شبيبتنا الساعين الى العلم، تشهد اليوم غرقاً في الفئويّة والمذهبيّة الضيّقة قد تصل الى الاستئثار والإقصاء.”
وفي البيان الصادر بعد دورة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان السنوية العادية الثانية والخمسين في الصرح البطريركي في بكركي، التي اختتمت اعمالها في 16 الجاري، سجّل الآباء “بأسفٍ التعدّي على الحريّات العامة في الجامعة، والانقلاب على الميثاقيّة فيها والإخلال بالتوازن الوطني وبالأعراف الأكاديميّة وانتهاك إستقلاليّة الجامعة والتدخّل الفاضح في مساراتها الأكاديميّة. ويدعون المسؤولين في أعلى المستويات الى الإسراع في إنشاء المجمّعات الجامعيّة التي نصّ عليها قرار مجلس الوزراء بتاريخ 5- 5 – 2008 والتوجّه نحو خيار جامعات لبنانيّة مستقلّة قانونياً، إداريّاً وأكاديميّاً، ينسق بينها مجلس أعلى للتعليم العالي الرسميّ للسهر على وحدة التوجّهات الوطنيّة وعلى المستوى الأكاديميّ”.
فكيف يمكن اذاً معالجة هذا الواقع، وهل هناك من يسمع الصرخة؟!
فقد دعا نائب رئيس جمعية “أصدقاء الجامعة اللبنانية الدكتور انطونيو خوري، الى وضع ملف الجامعة اللبنانية برمته على الطاولة والبحث فيه بجدية، قائلا: البيان اعلاه دق ناقوس الخطر، وعلى الاحزاب كافة لا سيما منها الأحزاب المسيحية ان تتحرك، وتقوم بالخطوات العملية الضرورية وتعبّر عن حقيقة الواقع. واذ اشار الخوري الى ان لدى الجمعية المعلومات والدراسات اللازمة حول واقع الجامعة، لكنها لا تطرح الموضوع من الزاوية الطائفية، لكننا امام حالة من التفرد والاستئثار مارسها رؤساء الجامعة المتعاقبون في السنوات الاخيرة، الذين من خلال ادائهم “شيعوا” الجامعة، فوصلنا الى هذا الواقع.
العمداء المسيحيون
وسئل اين دور العمداء المسيحيين داخل مجلس الجامعة؟ فقد صنّف الخوري هؤلاء فئتين: مَن يقدّم مصلحته على ما سواها. ومَن هو مغلوب على امره. بحيث ان لا يمكن لعميد اية كلية ان “يشتري قلما” دون اذن من الرئيس وبالتالي فان العمداء “يسايرونه”، الا انه يستغل هذا الواقع لاضعاف الوجود المسيحي. وفي هذا السياق، رأى الخوري ان الامر مخططا له منذ ان تم انشاء معاهد الدكتوراه، التي تُخرّج المئات من حملة الدكتوراه، في حين نحن بحاجة الى عدد قليل، مع الاشارة الى ان معظم هؤلاء الخريجين من التابعين للاحزاب، دون احترام ادنى مقومات الكفاءة.
وأضاف: نحن نطالب بالافضل حتى ولو لم يكن هناك توازنا طائفيا، لكن امام ما هو حاصل لا خيار سوى المطالبة باحترام الميثاقية.
اساس بناء الوطن
واذ ذكّر ان وفدا من الجمعية، كان قد زار سابقا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وطرح امامه واقع الجامعة، قال: بعد بيان مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، سنطلب موعدا جديدا منه، على اي حال الرئيس عون يقرأ على السكت، وهو متفهم للوضع.
وهنا شدد الخوري على ان الجامعة الوطنية من اركان بناء الوطن، مستغربا انه بدل المساهمة في تخفيف التعصّب نجد ان هناك مَن يسعى الى زيادة حدّته. وختم: لا يجوز ان يكون رئيس الجامعة مشكوك بشهادته؟!