خالد موسى/عاشوراء في الجامعات اللبنانية: رايات سوداء وكعك العباس وماذا أيضاً؟

1033

عاشوراء” في الجامعات اللبنانية: رايات سوداء وكعك العباس.. وماذا أيضاً؟
01 تشرين الثاني ٢٠١٤

خالد موسى/موقع 14 آذار

كما في كل عام ومنذ بداية رأس السنة الهجرية، تتشح بعض الجامعات اللبنانية باللون الأسود خلال إحياء مراسم عاشوراء وتحديداً الجامعة اللبنانية الوطنية التي من المفترض أن تكون جامعة لكل الطلاب اللبنانيين من مختلف الطوائف والمذاهب. هذا الواقع جاء، بعد السيطرة الكلية لكل من “حزب الله” وحركة “أمل” على مفاصل الحياة وعلى غالبية الكليات في مجمع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الجامعي – الحدث.

مصادر خاصة من داخل الجامعة اللبنانية، كشفت لموقع “14 آذار” أن “بعض الكليات المسيطر عليها من “حزب الله” وحركة ” أمل”، خصوصاً كليتي العلوم والهندسة، تشهد مراسم إحياء ذكرى عاشوراء من طلاب الحزب والحركة داخل القاعات”، لافتةً الى أن “الجامعة اتشحت بالرايات السوداء منذ اليوم الأول لإحياء هذه الذكرى الدينية التي تعني الكثير لجميع المذاهب الإسلامية وليس لمذهب دون آخر، في جميع كلياتها واقسامها كما على مدخليها الشمالي من داخل الحدث والجنوبي المحاذي للضاحية الجنوبية”.

كلية العلوم والهندسة

 وأشارت المصادر الى أن “طلاب الحزب والحركة قاموا بتوزيع كعك العباس على جميع الطلاب من دون إستثناء على مداخل كلية العلوم، فيما عمدوا الى توزيع هذا الكعك أيضاً للطلاب الذين يرتدون اللون الأسود تعبيراً عن الحزن في هذه الذكرى في كلية الهندسة”، كاشفة عن أن “مراسم إحياء الذكرى إقتصرت فقط هذه السنة على إقامة الندوات والمحاضرات التي إستضاف فيها “حزب الله” أمس الأول في كلية العلوم مشايخ من مختلف الطوائف للحديث عن معاني هذه الذكرى، فيما إستضاف طلاب حركة “أمل” شيخ من الطائفة الشيعية الكريمة متحدثاً عن فضائل الذكرى ومعانيها”.

ذكرى جامعة لا مفرقة

 هذه السنة لا يوجد أي إستفزاز علني على غرار السنوات الماضية في الحدث، يقول أحد الطلاب لموقعنا. ويبرر:” ربما هذا مرتبط بالدعوة التي وجهها إليهم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بالتخفيف من حدة الخطاب المتشنج في هذه الذكرى من أجل أن تكون جامعة وليس ذكرى مفرقة بين اللبنانيين”، متسائلاً:” لماذا لا نتشارك سوياً هذه الذكرى، الذي تعني الجميع من دون إستثناء، ويتعلم منها الجميع معاني التضحية والوفاء ورفع الظلم عن المظلومين”.

وفي جامعتي “هايغازيان” و”اللبنانية الدولية” ايضاً

 هذا الواقع في الجامعة اللبنانية وفروعها كافة في جميع المناطق والمحافظات، ينسحب على باقي الجامعات اللبنانية الخاصة، حيث التنوع الطلابي من مختلف المشارب والإنتماءات والطوائف والمذاهب. فمراسم إحياء هذه الذكرى، انسحبت أيضاً على جامعة هايغازيان – القنطاري، بحسب ما كشفته مصادر طالبية من داخل الجامعة لموقعنا، لافتةً الى أن “طلاب حركة “أمل” في الجامعة أقاموا أمس نشاطا عاشورائيا تخلله كلمة للإحدى الطالبات عن معاني الذكرى والهدف للإصلاحي للثورة الحسينية، وعرض فيلم جسّد واقعة كربلاء ومعانيها، كما أقيمت مضافة طعام في ختام النشاط”. تماماً كما إنسحب الأمر على حرم الجامعة اللبنانية الدولية في بيروت كما في باقي المناطق، الذي اقام فيها طلاب الحزب والحركة نشاطات بهذه الذكرى.

ورأى المصدر أن “مثل هذه التصرفات تشكل إستفزازاً لباقي الطلاب الذين يمنعون في بعض الأوقات من إقامة ندوات ومحاضرات شبيهة داخل حرم الجامعة”.

لا مظاهر

 أما في الجامعات الأخرى، فإن مظاهر إحياء هذه الذكرى إقتصرت فقط على اللباس الاسود لدى بعض الطلاب، بحسب ما كشفته مصادر لموقعنا من داخل هذه الجامعات، لافتةً الى أن “إدارة هذه الجامعات لا تسمح بإقامة مثل هذا الأمر داخل حرمها”.

هذا غيض من فيض ما يحصل داخل بعض الجامعات، التي بدلاً من أن تكون مراكز للتعليم والبحث العلمي فقط، أضحت مراكز لإحياء الشعائر الدينية التي لها أماكنها الخاصة في المساجد والكنائس والحسينيات للممارستها. في حين يبقى السؤال:” أين إدارة الجامعة اللبانية وزارة التربية ومديرية التعليم العالي من كل هذا؟!”.