مقابلة من مجاة العربي-الأهرام مع د. وليد فارس: عفواً.. الأزمة أكبر من خاشقجى/قطر وايران والإخوان حاولوا استغلال القضية لضرب التحالف الأمريكى- العربى

93

مقابلة من مجاة العربي-الأهرام مع د. وليد فارس: عفواً.. الأزمة أكبر من خاشقجى/قطر وايران والإخوان حاولوا استغلال القضية لضرب التحالف الأمريكى- العربى
حوار: محمد زكى/العربي-الأهرام/04 تشرين الثاني/18

السعودية تعاقدت مع مكاتب إعلام ضعيفة فشلت فى الدفاع عن المملكة
واشنطن بوست وسي إن إن ونيويورك تايمز وبعض شبكات التلفزة الأمريكية تعمل ضد ترامب وحلفائه
بعض أعضاء الكونجرس طالبوا بتوقيع عقوبات على السعودية نتيجة الضغط القطرى – الإخوانى – الإيرانى

جاءت قضية خاشقجى طوق نجاة لبعض الدول فى المنطقة، أولاها تركيا التى حدث الأمر على أراضيها فهى تحاول الخروج بأكثر المكاسب وفك الحصار الأمريكى عليها، أيضا قطر التى استغلت القضية وحاولت الضغط على السعودية فى فك الحصار عليها من قبل دول التحالف العربى الرباعى، وأيضا إيران التى تحاول أن تحلحل الحصار والعقوبات التى ستطبقها أمريكا عليها يوم 4 نوفمبر الجارى، وفشلت مكاتب الإعلام المتعاقدة معها السعودية فى الدفاع عنها أو شرح أبعاد القضية، وعدم تسييسها كما يقول الدكتور وليد فارس، أستاذ العلوم السياسية ومستشار ترامب السياسي السابق فى حواره لمجلة «الأهرام العربى»، مؤكدا أن أول المنددين لمقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى كانت السعودية، وأن الرئيس ترامب رفض استغلال القضية فى ضرب التحالف الإستراتيجى بين الرياض وواشنطن، وإلى تفاصيل الحوار:

> كيف تابعت قضية جمال خاشقجى؟
دون شك فإن قضية اختفاء أو قتل أو وفاة صحفى بغض النظر عن عقيدته وخطه السياسى، وإذا لم يكن مسئولا عن أعمال مخالفة للقانون، أى حادث من هذا النوع يندد به، وأول المنددين كانت المملكة العربية السعودية، وقد أعلنت بوضوح أن خطأ ما حدث إبان مقابلة بينه وبين محققين فى القنصلية السعودية بتركيا، وهى تعتبر أرضًا سعودية، وبغض النظر عن معرفتنا الكاملة موقفه السياسي وخطابه السياسى وما لم يصدر عن أية جهة قضائية أية شكوى بحقه، أو أنه يمارس العنف أو مطلوب من أى دولة بما فيها دولته الحكومة السعودية، فنحن لا يمكننا إلا أن نندد بهذا الموضوع، وأن نطالب بالتحقيق القضائى فيه حتى تنكشف الحقائق، أما فيما يتعلق بالموضوع الآخر وهو أن تقوم دولة أو أنظمة وتيارات وبشكل خاص قطر وإيران والإخوان وحلفاؤهم فى المنطقة بأن يستغلوا هذا الملف، ويشنوا حملة ضد المملكة العربية السعودية وحلفائها مصر والإمارات والبحرين والأردن وآخرين، فى المنطقة هذا الأمر نرفضه، وقد أوضحنا منذ اليوم الأول بأننا نطالب بتحقيق حقيقي بموضوع خاشقجى، ،لا سيما أن إدارة الرئيس الأمريكى ترامب وأكثرية فى الكونجرس الأمريكى، قد صممت على الاستمرار مع التحالف العربي فى مواجهة المخاطر الإقليمية والإرهابية، أولا لوضع حد للانفلات العسكرى الإيرانى فى المنطقة، ثانياً لمواجهة التنظيمات الإرهابية المتطرفة التكفيرية فى المنطقة مثل القاعدة وداعش، وثالثا مواجهة الفكر المتطرف كالفكر الذى تعممه جماعة الإخوان، هذه سياسة أمريكية إستراتيجية، ولا يمكن أن نقبل أنه بسبب ملف قضائي أيا كان أن تستغل هذه القوى الإقليمية هذا الملف، وتضرب هذه المشاريع العربية الأمريكية بما يؤثر على الأمن القومى الأمريكى وعلى التحالف العربى – الأمريكى فى المنطقة.

ما رؤيتك لمواقف الرئيس ترامب بشأن هذه الأزمة؟
الرئيس ترامب كان واضحا ومتوازنا منذ بداية هذة القضية ومستمرا به، وهو أوصى وقال إن الولايات المتحدة تريد تحقيقاً سعوديا فى قضية خاشقجى، وهو مواطن سعودى صحيح له بطاقة «الجرين كارد» ولكن لم يحصل على الباسبور الأمريكى، ولكن هو لا يزال مواطنا سعوديا، إذن المسئول عنه المملكة العربية السعودية، ولو كان مواطنا أمريكيا لكانت الولايات المتحدة الأمريكية، وترامب قالها بوضوح.
وفى اتصال هاتفي مع القيادة السعودية ووزير خارجيته مايك بومبيو طلبا من الرياض أن يقوما بما يجب أن يقوموا به، أى واجبهم التحقيق القضائى، وفى نفس الوقت رفض الرئيس ترامب أن تستغل هذه القضية من أجل ضرب العلاقات الإستراتيجية بغض النظر من يحكم فى واشنطن أو الرياض.

> هل تعتقد أن الكونجرس بمجلسيه، النواب والشيوخ، قد يتخذ قرارات بعيدا عن مواقف الرئيس ترامب؟
نعم هناك نواب فى الكونجرس طالبوا الرئيس ترامب بأن يضع عقوبات على المملكة العربية السعودية فى حالة عدم الاستجابة وإقامة تحقيقات حقيقية وحاسمة فى هذا الاتجاه، وهذا أمر معروف أسبابه، لأن أعضاء الكونجرس يريدون أن يكونوا صادقين مع الناخبين، ولكن نضيف أن اللوبيات الإيرانية – الإخوانية قامت بخلق صورة سيئة جدا عن المملكة على الصعيد السياسى، وليس للأمر علاقة بموضوع خاشقجى، وبالتالى فإن بعض أعضاء الكونجرس تأثروا بهذا الوصف الذى قام به اللوبى الإيرانى – الإخوانى، وبالتالى فهم ينتظرون من الرئيس ترامب أجوبة واضحة فى هذا الملف، دعنى أضيف، أن ما جرى فى الشهر الماضى أن كتل الضغط ومكاتب الإعلام التى كانت من اختصاصاتها، وهى تعمل بعقود من قبل السعودية فشلت فشلا ذريعا فى الدفاع عن المملكة، وفى طرح الأمر كما هو، البعض منها هرب والبعض الآخر أخطأ والبعض منها لم يستطع التمييز بين موضوع التحقيقات القضائية والتحالف العربى- الأمريكى، إذ على المملكة أن تعود وتنظم شبكة ممثليها على الصعيد الإعلامى وعلى صعيد المؤسسات الفكرية ، وعلى صعيد العلاقات مع الكونجرس لكى تتمكن من العودة فى نظر الرأى العام بالكونجرس والرأي العام الأمريكى إلى ما كانت عليه وربما أفضل.

> ما تحليلكم أو ما رؤيتكم لمواقف «السى إن إن» والنيويورك تايمز، والواشنطن بوست حول هذه الأزمة؟
اتخذت المعارضة فى أمريكا التى تعارض إدارة ترامب ومنها الواشنطن بوست والنيويورك تايمز والسى إن إن وغيرها موقفها أصلا من المملكة العربية السعودية وحلفائها بما فيها الإمارات ومصر والبحرين والأردن، هذه المواقف لم تخرج على أساس قضية أو ملف خاشقجى، هى موجودة منذ عام أو عامين، هذه الصحافة منذ انتخاب الرئيس ترامب تعمل ضد حلفاء الرئيس ترامب، وهذا يعتبر شعارها تقريبا، وبالتالى فى كل أزمة إقليمية تقف هذه الصحافة مع الأطراف المناهضة للرئيس ترامب، كما حدث مثلا فى موضوع الاتفاق النووى الإيرانى، الرئيس ترامب واجه هذا الاتفاق ومعه أكثرية من أعضاء الكونجرس، وهذه الصحافة كانت تقف بالمعارضة فى مواجهة الإدراة وقرارها الانسحاب من هذه الاتفاقية النووية، وهذا سبق ملف خاشقجى وسبق ما يجرى الآن، إذن لا تنتظر من هذه الصحافة ومعها شبكة التلفزة الأخرى إلا أن تكون بموقع المعارضة، وهذا أمر طبيعى فى السياسات الأمريكية.

> هل تعتقد أن الديمقراطيين حاولوا الاستثمار فى هذه الأزمة ضد الحزب الجمهورى والرئيس ترامب قبل انتخابات التجديد النصفى؟
المعارضة السياسية بشكل عام كانت المعارضة الديمقراطية حتى بعض أعضاء الحزب الجمهورى إذا كانوا معارضين للإدارة وبإمكانهم أن يستفيدوا من ملف سياسي سواء داخليا أم خارجيا، فهم لن يتأخروا، وبالتالى فى موضوع خاشقجى حاولت هذه المعارضة أن تنتقد الرئيس ترامب لأدائه، وأنه لم يضع ضغطاً كافيا على السعودية وحلفائها، وتقريبا نفس الشيء فى عامى 2013 و 2014 عندما كانت هناك مواجهة بين الشعب المصرى ضد الإخوان فى ثورة 30 يونيو، وقفت هذه الصحافة مع الإخوان والأرشيف موجود، وبعد أن التقى المرشح ترامب وبعد ذلك كرئيس مع الرئيس المصرى السيسي عدة مرات، وتكلم عن وحدة الموقف الأمريكى – المصرى ماذا فعلت هذه الصحافة؟ وقفت ضد سياسة ترامب الانفتاحية على مصر، إذن هذا الأمر إستراتيجي بالنسبة للكتلة السياسية التى تريد الاتفاق النووى الإيرانى والشراكة مع الإخوان.

> كيف قرأت التعامل التركى وسلسلة التسريبات حول هذه الأزمة؟
الموقف التركى يمكن فهمه فى العمق إستراتيجيا، تركيا وقطر والإخوان، حلفاء ، وتركيا وقطر لهم علاقات مميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك سباق فى المنطقة ما بين التحالف العربى، الذى يضم السعودية ومصر والبحرين والإمارات، والمحور الآخر التركى – القطرى – الإخوانى الذى عملياً تتصدره قطر ، ولكن قوته الحقيقية هى تركيا، هذا من ناحية، إذن تركيا من مصلحتها السياسية أن يكون هناك إضعاف للتحالف العربى وللسعودية، والأتراك يستعملون علاقتهم الإستراتيجية مع أمريكا بشكل عام وعضويتهم فى الناتو من أجل ألا يذهبوا بعيدا فى الشكل كما تذهب قطر والإخوان، وبالتالى تركيا عمليا تريد الضغط الكبير على المملكة ولكن دون أن تخسر الرأى العام الأمريكى، ودون أن تجعل ترامب يشك فى الموقف التركى، ولكن الأغلبية فى الكونجرس تعرف الموقف الإستراتيجى التركى وهو التضامن مع قطر والإخوان، وهو مواجه لمحور التحالف العربى.
دعنى أضيف نقطة هنا أن الهدف الإستراتيجى من قوى المحور الذى تحت مظلته الإخوان والنظام الإيرانى فى هذه القضية، يهدف إلى شيء واضح وهو الضغط الدولى الكثيف على القيادة السعودية تحديدا، وبشكل أخص على الأمير محمد بن سلمان ولى العهد، لأنه يعتبر رأس هذا الهرم من أجل تحقيق مكاسب سياسية واضحة، والموضوع ليس ملف خاشقجى، لأن هذا الملف له آلية قضائية ولا يمكن أن تكون له آلية غير ذلك، أن الهدف السياسى ثمنه أن تتم لملمة الملف قضائياً، وعدم إثارته هو أن يقوم التحالف العربى عبر السعودية بالانسحاب من اليمن وهو ثمن جيوسياسي هائل، وأن يكف التحالف الخليجى، خصوصا عن مقاطعة قطر، هذه هى الأثمان الحقيقية ولها نتائج جيوسياسية هائلة على الأرض، يعنى إذا انسحب التحالف العربى من اليمن من سيتسلم الأرض؟ الميليشيات الموالية لإيران والموالية للإخوان وعلى رأسهم حزب الإصلاح، وكأن المحور يقول للتحالف انسحبوا من اليمن وسلموه للميليشيات المؤيدة لإيران وللإخوان، وهذا هو بيت القصيد فى كل الموضوع، وواشنطن تعلم ذلك والهدف الآخر هو وضع حد للمقاطعة بين دول الخليج وقطر، وبالتالى ألا يكون هناك ضغط على قطر لكى تغير سياستها بما فيها السياسة الداعمة للإخوان، ونحن كمحللين إستراتيجيين نفهم بالفعل ما هو تحت الكلام الدبلوماسى، هذه هى الأهداف.

> وهل تتفق مع الآراء التى تقول إن تركيا أكبر المستفيدين من هذه الأزمة؟
أنا أقول حتى الآن طبعاً تركيا أكبر المستفدين لأن تركيا كانت فى موقف حرج مع أمريكا، الآن أزمة خاشقجى سمحت لها أن تحسن من العلاقة مع إدارة ترامب، والمستفيد الثانى قطر، لأن باعتقاد قطر أنه قد يخفف الضغط عليها، والمستفيد الثالث دون شك إيران، لأن المحاور الأخرى التى تتجابه معها إيران فى العراق وسوريا منقسمة على بعضها، للتحالف العربى ومحور الإخوان إيران، إذن إيران تستفيد من الأزمة.

> كيف ترى الشرق الأوسط مع تطبيق كامل العقوبات الأمريكية على إيران فى 4 نوفمبر المقبل؟
العقوبات الأمريكية الآتية على إيران، هى عقوبات حقيقية وكبيرة إلى جانبها عقوبات على حزب الله، هذا قرار إستراتيجى اتخذه الرئيس ترامب ومعه أكثرية فى الكونجرس، وهذا يأتى قبل الانتخابات النصفية، هنا طبعا قبل أزمة خاشقجى، كانت قدرة الإدارة الأمريكية أن تضغط أكبر على الإدارة الإيرانية، لأنه كان معها التحالف العربى بقدرته الكاملة، الآن بعد الضغط على الرياض ومحاصرتها من قبل المحور الإخوانى – القطرى – الإيرانى سيضعف حلفاء أمريكا فى تطبيق العقوبات، والعقوبات سوف تستمر، وإذا ضعفت السعودية وحلفاؤها تكون هناك صعوبة فى تطبيق العقوبات، وإذا خرجت السعودية والتحالف العربي من أزمة خاشقجى سالمين سياسيا، فإن العقوبات ستكون قوية وجيدة، لأنه يمكن الاعتماد فى هذه الحالة على التحالف العربى.

> هل ترى تغييراً فى الإستراتيجية الأمريكية بشأن سوريا، خصوصا فى ظل الحديث عن داعش مرة أخرى؟
بالنسبة لسوريا إدارة الرئيس ترامب واضحة فيما تريده هناك حتى الآن، وهو المحافظة على وجودها فى شرق البلاد، خصوصا فى المناطق الكردية، لا سيما أيضا فى مناطق العشائر العربية فى جنوب البلاد، وأن تذهب بعد ذلك مع حلفائها على الأرض إلى المفاوضات، أما المحاور الأخرى، تركيا وروسيا وإيران والنظام وحزب الله، الجميع يسعى إلى تغيير الوضع على الأرض، كل هذه الأطراف تريد إلغاء منطقة وجود قوي سوريا الديمقراطية، وهذا أمر لن تسمح به أمريكا، وأنا بتقديري ما هو موجود فى سوريا الآن وضع معين يتغير بشكل جزئى فى أماكن معينة، ولكن لا أرى إسقاطا لنظام الأسد بالقوة العسكرية من قبل أمريكا وحلفائها، لأننا لم نر اجتياحا لشرق البلاد من قبل قوات الأسد حتى ولو معها روسيا، ولا أري اجتياحا لتركيا فى المناطق الكردية ولا أرى أن أمريكا تريد القيام بعملية عسكرية لاستعادة كل سوريا بأيدى المعارضة السورية، كل هذه اللاءات تشكل الأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة، وهذه المناطق فى وسط سوريا وفى صحراء الشام فى الحدود السورية الجزء الجنوبى من الحدود العراقية ـ السورية، هى أقرب لهذه المناطق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، ومن جهة أخرى الحكومة السورية وحلفاؤها وتركيا بعيدة عن هذه المناطق، وأعتقد أنه لا تغيير لهذه المناطق من قبل أمريكا قبل الانتخابات النصفية للكونجرس، وقبل أن ترتاح الإدارة الأمريكية من ملفات أخرى وتعود للتعامل مع الملف السورى، أما موضوع داعش وعودته، فهو يعود فى بعض المناطق التى يوجد بها تراخ وانسحاب لبعض وحدات سوريا الديمقراطية، ولكن أمريكا وقوى سوريا الديمقراطية قادرتان على دحرهم، وبالتالى سوف تسترد هذه المناطق من داعش، وهذا نوع من الإلهاء لأمريكا وقوى سوريا الديمقراطية، ولكن لا أعرف بالضبط متى سيكون هذا الاسترجاع.

> كيف ترى زيارة نيتانياهو لسلطنة عمان وكلامه عن علاقات إستراتيجية مع دول عربية وخليجية أخرى دون تسمية؟ وهل هذا فى مصلحة القضية الفلسطينية؟
زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتانياهو لسلطنة عمان هى فى إطار اتصالات قديمة غير علنية بين إسرائيل وسلطنة عمان حتى ما قبل نيتانياهو، سلطنة عمان استمرت فى تحركاتها الدبلوماسية السرية بين أطراف متعددة ومحاور مختلفة فى الشرق الأوسط بما فيها إسرائيل وبعض الدول العربية، وغيرها، وهذه الزيارة بالذات تأتى فى إطار خضم المعالجات لموضوع قطاع غزة من ناحية، وموضوع المواجهات فى سوريا، والأزمة الكبرى مع إيران، وليست لدينا تفاصيل فيما جرى فى الزيارة، فإنه يمكن التكهن بأن مسقط تريد أن تلعب دور بين مختلف هذه الأطراف، أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فالموضوع ليس فى مسقط أو أماكن أخرى، التحدي بعد نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس هو التالي؛ ماذا يمكن لأمريكا وإسرائيل أن تعطيا للفلسطينيين، ولكن عبر التحالف العربى ، المربع الأول فى العودة لسدة المفاوضات الجدية، هى عودة التحالف العربى إلى قوته، لأن القوى التى تجابه وتضعف المسار التفاوضى بين الفلسطينيين والإسرائيليين هى إيران وحزب الله وحماس، وكانت أمريكا وإسرائيل والتحالف العربى قد وصلوا إلى حافة إيجاد تفاهم مع السلطة الفلسطينية، ولكن هذا الموضوع تم تأجيله بعد نقل السفارة الامريكية ، وبعض الأزمات التى تعصف حاليا بالتحالف العربى بما فيها قضية خاشقجى، والمجابهة بين التحالف الخليجى وقطر ، وإذا عدنا إلى خط حل الصراع الإسرائيلى – الفلسطينى يبدأ عمليا من الرياض والقاهرة والإمارات، هذه الدول عندما تخرج من الأزمة القائمة تعود وتجتمع مع القيادة الأمريكية، والقيادة الأمريكية تجتمع مع القيادة الإسرائيلية، وهذا المثلث العربى الأمريكى – الإسرائيلى هو الذى بإمكانه أن يعود ويؤمن للسلطة الفسلطينية أن تعود إلى مائدة المفاوضات، ويتجه الجميع إلى مفاوضات السلام.