ادمون الشدياق/المقاومة بعدم المقاومة، أو سياسة النأي بالنفس

89

المقاومة بعدم المقاومة، أو سياسة النأي بالنفس
ادمون الشدياق/فايسبوك/11 تشرين الأول/18

بما أن سياسة النأي بالنفس هي عدم مهاجمة أي فريق خارجي أو داخلي إعلاميا أو كلامياً أو عسكرياً..
فهل هذا معناه أن القوات اللبنانية وسائر القوى السيادية بإتباعها هذه السياسة قبلت مرحلياً بالاحتلال الإيراني للبنان وعدم التعرض له؟
وهل تسيير أمور الناس الحياتية واليومية وهم محتلون وصاغرون ومنتهكون كالأغنام؟
وهل هذه هي المقاومة التي أصبحنا ننتهجها لتحرير لبنان؟
اللبناني ما كان يوماً خاروف في مزرعة..
ولا قبِّل يوماً عندما خُير أن يكون كذلك..
ولذلك قاوم بالدم والعرق ليبقَّ الصوت الصارخ في محراب الحرية التي هي اعز ألف مرة من حياته أو حياة أولاده..
وأي إحصاء في مجتمعنا سيثبت ذلك.
إن الدخول في هذه الحكومة المدجنة والذمية والتي تغطي الاحتلال الإيراني للبنان لهي نقطة سوداء في سجل المقاومة اللبنانية مهما حاولنا تجميلها وتسويقها كانتصار.
أنها الانتصار المرحلي عند عفو الذئب عن قطيع الأغنام لبعض حين لأنه متخم..
ونحنا ما تعودنا أن نكون قطيع من الأغنام ولا يجب ولا نريد أن نكون.
وإذا كان الدخول هو تسوية من اجلنا نحن الشعب لتحسين حياتنا اليومية فنحن لا نريده مغمساً بحبر التقية والقدرية والانتظار على ضفة النهر.
نطالب بموقف يليق بالمقاومة اللبنانية ..
فالحرية لا تنتزع بأنصاف الحلول..
وولا بالتسويات السياسية العادية والتقية والتذاكي على الأقدار..
بل بالمقاومة الكلية الشاملة وعدم تغطية الاحتلال ولو اقله بالمعارضة الفاعلة الجدية والموقف الرافض بالمطلق لهذا الاحتلال وعدم التعايش مع إفرازاته المؤسساتية الحاكمة وكأنها واقع وقدر.
ما ازال أؤمن بمقاومتنا وبقدرة القوى السيادية على قلب الطاولة على قوى الاحتلال والقهر ..
ولكن الوقت لا يعمل لصالحنا أو لصالح قضيتنا ..
فأن لم ننتفض قريباً وقريباً جداً فلن نجد من يناصرنا أو يثق بنا عندما نجبر ونضطر إلى الانتفاض والنضال والمقاومة..
لأن مفهوم الذمية وأنصاف الحلول والتسويات والهروب إلى الأمام ستكون الذهنية الغالبة لأجيال ما عادت تتذكر شرف المقاومة والنضال وكسر المعادلات وتعيش على التسويات وإنصاف الحلول والانتظار على ضفة النهر..

لعلى وعسى!!!