الدكتورة رندا ماروني/طريق ذات الشوكة

383

طريق ذات الشوكة
الدكتورة رندا ماروني/23 أيلول/18

طريق ذات الشوكة سنسيرها بعزم وسنواجه الذلة، هيهات منا الذلة، عبارات تختصر خطاب ليلة العاشر من محرم، الذكرى دينية والمقصود سياسي، وما أحياه محور الممانعة أحيته أيضا قوى ممانعة الممانعة، فهيهات منا الذلة عبارة رفعت بوجه النظام الإيراني بعد أربعة عقود من إستغلاله للدين وإستخدامه لمآرب مشبوهة وخاصة، فمنذ إستلام السلطة في إيران يؤكد نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أنه المدافع عن المسلمين عموما والشيعة خصوصا وأن معظم تدخلاته في دول المنطقة إنما لنصرتهم وقد سعى للاهتمام بالمظاهر الدينية المذهبية كمراسم عاشوراء التي قام بتوظيفها لأهداف سياسية ومنها استمالة الشيعة العرب، إلا أنه وبعد إنفلاش الأصوات المعارضة والمظاهرات العارمة التي جابت الشوارع وبعد أن ضاق ذرع الناس من نظام فاسد أوصل وضعهم إلى أسوأ ما يكون، يدعي انه يعمل دفاعا عن مظلوميتهم فيما هو يمارس ظلما كبيرا على الشعب كله، حيث لم يعد من المستغرب ان يوجه الشعب إتهاما مباشرا للنظام الإيراني بسرقة أمواله، ولم يتوانى في مراسم عاشوراء من ترداد العبارة التالية: ” بأسم الدين سرقونا الحرامية”.

فممانعة النظام الممانع تحولت إلى حقيقة واقعة ومؤثرة بقوة حيث بات النظام الإيراني يخاف تحركاتها حتى لو كانت على شكل إحياء مراسم لذكرى عاشوراء، مهابة من أن تتحول أي حركة إلى نشاط ذو طابع سياسي، نظرا لنشاط المعارضة المستمر والدور الذي تلعبه في بث الوعي والتحذير الدائم من كذب وزيف الشعارات الدينية التي يرفعها النظام الإيراني والمزاعم الزائفة بخصوص الدفاع عن الشيعة في العالم.

وهذا ما أكدت عليه منظمة مجاهدي خلق مؤكدة بأن هذا النظام يستغل الدين لمآربه الخاصة وأنه يسرق الشعب الإيراني تحت يافطة الدين كما يتدخل في شؤون بلدان المنطقة ويزرع فيها الفوضى والفتنة والتناحر بإسم الدفاع عن الشيعة وقد أتت مناسبة عاشوراء هذه السنة وبالا على النظام الإيراني حيث ركزت خطبها على فضح النظام وإظهار كذبه بشأن إلتزامه بقضية مظلومية الحسين ودعت إلى إسقاط النظام برمته.

كما في إيران أيضا في لبنان بالنسبة للنقد الموجه انما ليس بالنسبة للتوقيت، فلقد سبق الشعب اللبناني الشعب الإيراني بفترة زمنية طويلة في كشف الخلل وزيف الادعاءات، إنما دون جدوى، فبالرغم من أنه بات خطابا ممجوجا يعيد نفسه في كل مرة كببغاء غبية إلا أنه ما زال يردد على السامعين في كل مناسبة ليطلق نفس السخافة في إختصار ما يحدث في المنطقة، إنما يحدث بسبب أمريكا وتدخلاتها في المنطقة، بين أصدقاء أمريكا وأعداء أمريكا.

إنه لأمر هو من السذاجة ذو حصة وافرة، محقرا للعقول، إختصار ما يحدث في المنطقة بسبب الصداقة والعداء لأمريكا، وانطلاقا من هذه المعادلة العبقرية أين يمكننا أن نضع الشهوة الإيرانية في التمدد والانفلاش والسيطرة ومحاولاتها الوصل الجغرافي في أماكن تمددها على حساب إستقرار الدول السياسي، أين يمكن أن نضع هذا في خانة العداء أم الصداقة لامريكا؟ ولنفرض صحة ليست بكاملة بأنها ممانعة عدوة لأمريكا، فهل يعطيها هذا اذنا بإحتلال دول وتغيير معالم دول والعمل على تجميد العملية السياسية في دول أخرى دون المساس بأمريكا وحليفتها إسرائيل سوى قولا وليس فعلا.

هذا الأبرز بالمختصر وللحديث تتمة، ولعل التحول من خوض الحروب الميدانية إلى معالجة الحروب النفسية في الجزء الأكبر من الخطاب العشورائي هو خير دليل على النفور الشعبي حتى في الحلقة الضيقة من إحتقار العقول والكف عن تصديق الحجج والتفسيرات والتبريرات الواهية والتي لم تعد لتنطلي على أحد سوى أصحاب العقول الساذجة، فطريق ذات الشوكة هي طريق المظلومين وليست طريق الظالمين، وهي طريق مقاومة إحتلال الأوطان ومقاومة الطمع بها أنى أتى هذا الطمع وليست الطريق المسهلة له، رواد هذه الطريق فقط يستطيعون الهتاف، هيهات منا الذلة.
طريق ذات الشوكة
سنسيرها بعزم
نواجه المذلة
ونهتف بحزم
هيهات منا الذلة
ومن ظلم آثم
حاقد متعنجه
تابع مستزلم
مراوغ مخادع
خاضع منهزم
مزور نصوص
حكمه مبرم
مشتت أجيال
أفكارا قاسم
واضعا هدفا
دربا راسم
طريق ذات الشوكة
سنسيرها بعزم
نواجه المذلة
نهتف بحزم
هيهات منا الذلة
ومن ظلم آثم
حاقد متعنجه
تابع مستزلم.