ميشال حلاق/النهار/في بلدة منجز اللبنانية… قبور ميغاليتية تعود لاكثر من 6000 سنة

133

في بلدة منجز اللبنانية… قبور ميغاليتية تعود لاكثر من 6000 سنة
ميشال حلاق/النهار/13 آب 2018

زار مدير عام الاثار في لبنان سركيس الخوري، بلدة منجز، للاطلاع على ما انجزه حتى الان فريق الخبراء الاثريين العاملين على تنفيذ مشروع اعادة اظهار القبور الميغاليتية في بلدة منجز، الغنية بمواقعها الاثرية القديمة، والممول من وزارة الخارجية البريطانية، والذي ينفذ من قبل جامعة جنيف السويسرية ممثلة بالدكتورة تارا ستيمر بالتعاون مع بلدية منجز ممثلة برئيسها جورج يوسف، ومتحف ما قبل التاريخ اللبناني في الجامعة اليسوعية في لبنان ممثلا بالدكتورة مايا حيدر بستاني، ومتحف ما قبل التاريخ “بليستا” في فرنسا الممثل بفاليري بوررا ومديرة مكتب الاثار في الشمال سمر كرم، في حضور ستيفاني انطون ممثلة لمحافظ عكار عماد اللبكي، رئيس دير سيدة القلعة الاب لويس سماحة وعدد من الاباء وفاعليات بلدة منجز والقرى والبلدات المجاورة.

وبعد جولة على عدد من المقابر الميغاليتية (دولمن) التي تم كشفها واعادة تأهيلها، والمبنية من الحجر البازلتي الاسود عند مدخل البلدة، كان لقاء تقييمي في منزل فريق العمل الذي يقوم بهذه المهمة، حيث اطلع خوري على مجمل خرائط المشروع واعداد القبور الميغاليتية المنوي ابرازها وما تم انجازه حتى اليوم والقيمة التاريخية لهذه القبور.

ثم انتقل الجميع الى الجهة الشمالية لبلدة منجز على بعد امتار من دير سيدة القلعة حيث اقيم احتفال خاص بتدشين اول قبر ميغاليتي واعداده وابرازه للعموم.

بداية القى رئيس البلدية كلمة استهلها بشكر الدكتور الخوري على زيارته وعلى اهتمامه بابراز معالم البلدة الاثرية، شارحا تفاصيل ما تفكر فيه البلدية الحالية وخططها بازاء هذه المواقع الهامة والاتصالات التي اجراها على غير صعيد لتحقيق ما تم اليوم وسيتابع، وسبل التعاون مع المديرية العامة للاثار والجهات المانحة لجعل منجز مقصدا هاما جدا للسياح من الداخل ومن الخارج ومقصدا للباحثين في الحقبات التاريخية القديمة حيث ان بلدة منجز تشكل وجهة حقيقية لهم كون اثارها تحمي حكاية تاريخ يعود لاكثر من 4000 سنة قبل المسيح.

ثم كانت مداخلة لستايمر من جامعة جنيف السويسرية المشرفة على فريق الخبراء العاملين والباحثين في القبور الميغاليتية التي عرضت لمعنى هذه القبور وما يشكله حضورها في هذه البلدة من دلالات عظيمة الشأن عن تاريخ شعوب تعود الى الالفية الرابعة قبل عصرنا.

وشرحت تصاميم هذه المدافن المنشأة من الحجارة الكبيرة بأرضيتها وجدرانها الخارجية والداخلية المنحنية .

ولفتت الى “ان هذه الانشاءات على شكل دائري محاطة باكوام من الحجارة التي تدعم بلاطات حجرية عامودية منحنية الى الداخل والتي تحمل الغطاء النهائي”.

وأشارت الى “ان الاب اليسوعي موريس تالون قام بالتنقيب في عدة معالم اثرية في منجز وان بعض الادوات التي عثر عليها وكانت توضع قرب الميت موجودة الان في بيت التراث في منجز والذي يقع بين المدفنين رقم 2 ورقم 3 تعرض فيه كل ما اختص بالقبور الحجرية الكبيرة المكتشفة الى الان في البلدة”.

وردا على سؤال قالت ستايمر “ان القبور الميغاليتية في لبنان موجودة فقط في عكار والهرمل ولها قيمة علمية وتاريخية عظيمة جدا ويجب المحافظة عليها كموروث حضاري قيم”.

ثم كانت مداخلة للخوري الذي عبر عن اسفه لتقصير الدولة في التعاطي مع مواقع عكار الاثرية وقال: “نحن على أمل ان يتغير هذا الواقع الى الافضل، فبتوجيهات معالي وزير الثقافة سيتم صرف الاموال على المواقع الاثرية في منجز ونحن الان بصدد اعداد دراسة خاصة بالمعبد الروماني في البلدة لتأهيله”.

واثنى على “الجهد الكبير الذي يبذله رئيس البلدية ومتابعته الدؤوبة لاعادة وضع هذه المواقع في مكانها الصحيح وتواصل مع كل المنظمات والجهات الدولية المعنية لاتمام خطته”، آملا “ان يكون هذا الانجاز اليوم قد عوض بجزء بسيط عن تقصير الدولة وهذا الانجاز يحمل دلالات تؤكد على مدى اهمية المجتمع المحلي وقدرته وفعاليته في المشاركة بمساعدة الدولة”.

وقال: “ما انجز في منجز اليوم اضاف الى هذه البلدة قيمة كبيرة سيكون محط انظار المختصين والمهتمين والمجتمع العلمي في العالم كله، وهو سيشكل دفعا لبلدة منجز ولمدى اهميتها التاريخية” داعيا الجميع الى انه “عند اكتشاف اي موقع اثري ان يمنعوا اي عبث به وان يحافظوا عليه بمكانه فهذه الحجارة لها قيمتها كثروة وكممتلك ثقافي وحضاري”.