ادمون الشدياق: المقاومة بعدم المقاومة، أو سياسة النأي بالنفس

88

المقاومة بعدم المقاومة، أو سياسة النأي بالنفس
ادمون الشدياق/29 تموز/18

بما ان النأي بالنفس هو عدم مهاجمة اي فريق خارجي او داخلي اعلامياً او كلامياً او عسكريأً فهل هذا معناه ان القوات اللبنانية وسائر القوى السيادية قبلت مرحلياً بالاحتلال الايراني للبنان وعدم التعرض له.

وهل تسيير امور التاس الحياتية واليومية وهم محتلون وصاغرون ومنتهكون كالاغنام هو المقاومة التي اصبحنا ننتهجها لتحرير لبنان.

اللبناني ما كان يوماً خاروف في مزرعة ولا قبل يوماً عندما خُيران يكون كذلك ولذلك قاوم بالدم والعرق ليبقى الصوت الصارخ في محراب الحرية التي هي اعز الف مرة من حياته او حياة اولاده، واي احصاء في مجتمعنا سيثبت ذلك.

ان الدخول في هذه الحكومة المدجنة والذمية والتي تغطي الاحتلال الايراني للبنان لهي نقطة سوداء في سجل المقاومة اللبنانية مهما حاولنا تجميلها وتسويقها كانتصار.

انها الانتصار المرحلي عند عفو الذئب عن قطيع الاغنام لبعض حين لأنه متخم ونحنا ما تعودنا ان نكون قطيع من الاغنام ولا يجب ولا نريد ان نكون. واذا كان الدخول هو تسوية من اجلنا نحن الشعب لتحسين حياتنا اليومية فنحن لا نريده مغمساً بحبر التقية والقدرية والانتظار على ضفة النهر.

نطالب بموقف يليق بالمقاومة اللبنانية فالحرية لا تنتزع بانصاف الحلول والتسويات السياسية العادية والتقية والتذاكي على الاقدار بل بالمقاومة الكلية الشاملة وعدم تغطية الاحتلال ولو اقله بالمعارضة الفاعلة الجدية والموقف الرافض بالمطلق لهذا الاحتلال وعدم التعايش مع افرازاته المؤسساتية الحاكمة وكأنها واقع وقدر.

ما ازال اؤمن بمقاومتنا وبقدرة القوى السيادية على قلب الطاولة على قوى الاحتلال والقهر ولكن الوقت لا يعمل لصالحنا او صالح قضيتنا فأن لم ننتفض قريباً وقريباً جداً فلن نجد من يناصرنا او يثق بنا عندما نضطر الى الانتفاض والنضال والمقاومة لأن مفهوم الذمية وانصاف الحلول والتسويات والهروب الى الأمام ستكون الذهنية الغالبة لأجيال ما عادت تتذكر شرف المقاومة والنضال وكسر المعادلات وتعيش على التسويات وإنصاف الحلول والانتظار على ضفة النهر، لعلى وعسى.