أبو أرز/اتيان صقر: أبرز الغائبين عن الإستحقاق الإنتخابي

185

أبو أرز.اتيان صقر: أبرز الغائبين عن الإستحقاق الإنتخابي
14 أيار/18
صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

أبرز الغائبين عن الإستحقاق الإنتخابي
الآن وقد انتهت المعركة الإنتخابية، وخلَت الساحات من مهرجانات المرشحين وضوضاء المحتفلين، وفي قراءَة هادئة لما جرى، يتبيّن ان العناصر الأساسية كانت غائبة عن هذا الإستحقاق، وهي:
١ـ الغائب الأول والأكبر كان الشعب اللبناني، حيث ان أكثر من نصف اللبنانيين قاطعوا الإنتخابات تعبيراً عن رفضهم للدولة ومؤسساتها المهترئة، وعدم ثقتهم لا بنزاهتها ولا بإمكانية تغيير أي شيء من خلالها… اما الذين اقترعوا فمن منطلق المنافسة السلبية فقط، أي ان الحافز كان إسقاط المرشح المنافس حتى ولو كان الأفضل.
٢ـ الغائب الثاني كانت الديموقراطية نفسها، حيث ان العملية الإنتخابية شابها الكثير من العيوب التي أبعدتها عن الديموقراطية الصحيحة وحوّلتها إلى ديموقراطية شكلية، وأبرز العيوب كان قرار إجرائها في ظل ثلاث محرّمات: سلاح ميليشيوي لترهيب الناس، ومال سياسي لشراء الأصوات، وأعضاء حكومة استغلوا نفوذهم فخاضوا الإنتخابات وهم في موقع السلطة والقرار، وأولهم رئيس الحكومة ووزيرا الخارجية والداخلية.
٣ـ الغائب الثالث كانت البرامج الإنتخابية المعتمدة في الدول الراقية والتي على أساسها يختار الناخبون مرشحيهم، اما عندنا فقد اختصر “الزعيم الاوحد” في شخصه كل البرامج، واستبدلها بوعود فضفاضة وشعارات فارغة كانت كافية لجعل الأزلام تسير وراءَه كقطعان الغنم على نسق الشعوب المتخلفة في دول العالم الثالث أو الرابع أو أكثر.
٤ـ الغائب الرابع كان الخطاب الوطني، أي القومي اللبناني، الذي يعزز الوحدة الوطنية، وقد حلّ مكانه الخطاب الطائفي والمذهبي المقزّز الذي استخدمه بكثرة بعض المرشحين من ذوي النفوس الصغيرة والقامات القصيرة، قال، من أجل شد عصب الطائفة، غير آبهين بخطورة هذا الخطاب الذي يزعزع أساسات الوطن، ويؤدي إلى تقسيم البلاد وتفتيت الكيان.
أما الحاضر الأكبر فكان شبح “حزب الله” الذي خيّم على البلاد، واستغل غباء الأخرين، وانشغالهم بتناتش الأصوات، ليحصد مقاعد إضافية سوف تمكنه من السيطرة على البلاد” ديموقراطياً” بعدما سيطر عليها أمنياً وعسكرياً.
قريباً سيكتشف المهلّلون والمصفقون لهذا الفريق أو ذاك، ان المجلس الجديد لن يختلف كثيراً عما سبقه، وان الإنتخابات كانت مجرّد زوبعة في فنجان، وان الأمل بأي إصلاح أو تغيير في هذه الجثة المسماة دولة هو حلم بعيد المنال مهما انتفخت كتلة هذا الفريق أو تقلّصت.
لبَّـيك لبـنان