إيلي الحاج/جبران باسيل … يسقط أو الثالثة ثابتة؟

137

جبران باسيل … يسقط أو الثالثة ثابتة؟
إيلي الحاج/نقلاً عن موقع مدى الصوت/04 أيار/18

تكثفت الاتصالات “القواتية” – الكتائبية في الأيام والساعات الماضية للتنسيق في موضوع نقل وجهة أصوات تفضيلية في دائرة الشمال الثالثة التي تضم أقضية البترون والكورة وبشري وزغرتا، في مقابل نقل وجهة أصوات تفضيلية كتائبية إلى مرشحَي “القوات” في بعلبك- الهرمل، وقضاء مرجعيون.
جاء هذا التطور في ضوء استقصاءات واستطلاعات رأي حزبية بيّنت، في شكل شبه أكيد، أن لائحة “نبض الجمهورية القوية” لمرشحي حزب “القوات اللبنانية” وحزب الكتائب اللبنانية وحركة “اليسار الديموقراطي” في دائرة الشمال الثالثة سوف تنال 4 حواصل، اثنان منها محجوزان حتماً بحكم نسبة الأصوات التفضيلية للمرشحين في بشرّي (مع حفظ الألقاب) ستريدا جعجع وجوزف اسحق، وواحد في الكورة للمرشح فادي كرم، وكان المفترض أن يكون المقعد الرابع في البترون لو قبل حزب الكتائب بتجيير أصواته التفضيلية من مرشحه سامر سعادة إلى المرشح “القواتي” فادي سعد، أو بالعكس لو قبِلَ حزب “القوات” بتجيير أصواته لمرشح الكتائب. لكن صعوبات جَمّة اعترضت هذه الفكرة التي بقيت نظرية. لا سعادة يرضى بالانسحاب، لرغبته في إظهار حجمٍ لمؤيديه أياً يكن هذا الحجم من أجل البناء عليه لدورة الانتخاب المقبلة، ولا “القوات” في وارد سحب مرشحها وإهداء مقعد نيابي في البترون للكتائب ومرشحها، خصوصاً أن القاعدة هي أن ينسحب من يحصد أصواتاً أقل للمرشح الذي يحصد أصواتاً أكثر. والتقديرات في نسبها الدنيا تشير إلى أن مرشح “القوات” في البترون (يقترع فيها نحو 35 ألف ناخب) ينطلق من 6 آلاف صوت، فيما مرشح الكتائب ينطلق من 3.5 آلاف يعود جزء لا بأس به منها إلى خدمات والده الراحل جورج سعادة.
في كل الأحوال لا يعني اجتماع أصوات مرشحَي الحزبين على مرشح واحد إسقاطاً للمرشح جبران باسيل. ولإسقاطه مرةَ ثالثة في الانتخابات النيابية رمزية وتأثير كبيران في مستقبل العلاقات السياسية بين الأحزاب الكبيرة للمسيحيين في لبنان- بل يعني على الأرجح إسقاطا” للمرشح بطرس حرب الذي ينطلق من قاعدة تراوح من 8.5 آلاف صوت تفضيلي إلى 9 آلاف ( دوماً بحسب تقديرات ماكينات حزبية منافسة له)، في حين تُقدّر قوة جبران باسيل بما بين 12 ألفاً و13 ألفاً بعدما اجتذب إليه كثيرين من مؤيدي “المردة” سابقاً في القضاء ولا سيّما من مدينة البترون، كان سليمان فرنجية يحوّلهم أيام الودّ والصفاء على باسيل كي يلبي طلباتهم والخدمات وصاروا من مؤيدي نجم العهد. ثم أن خدمات كثيفة عامّة وشخصية أدّاها لأبناء منطقته زادت رصيد باسيل، ، منذ آخر انتخابات خاضها عام 2009 ونال فيها 14267 صوتاً، في مقابل 17733 صوتاً نالها بطرس حرب و17541 لطوني زهرا، بينما نال شريك باسيل في اللائحة آنذاك فايق يونس 13132 صوتاً. كان ذلك زمن اصطفاف “قوى 14 آذار” القوي في وجه مًن سيصبح قائد مستقبل “التيار العوني” ومرشح “قوى 8 آذار” في البترون، وبالطبع اختلفت بعد 9 سنوات من الانقسامات الشديدة داخل كل معسكر سياسي وخلط الأوراق الجديد وقانون الانتخابات بنسبيته والصوت التفضيلي.
لائحة “القوات”- الكتائب- “اليسار الديموقراطي”
تعتبر المقعد الرابع في الشمال الثالثة في الجيب
ولكن يجدر التوقف تقدير مختلف لقوة جبران باسيل لا تقرّه الأحزاب، يقول بأن الأصوات المضمونة التي ينطلق منها لا تتجاوز الـ9.5 آلاف صوت، لأنه خسر دعم “المردة” ومؤيدي الحزب السوري القومي الاجتماعي والشيوعيين وقسم كبير من الشيعة في القضاء ومعظم من كانوا حلفاء له في تنورين والجرد وأيضاً من أنصار له لم يلبّ طلباتهم الخدماتية أو أساء التصرف معهم. يُضيف أصحاب هذا الرأي المستند إلى أرقام أن زيارة سعد الحريري لبلدة راس نحاش البترونية لم تكن مدرجة في برنامج جولته الشمالية الإثنين الماضي بل جاءت بناءً على طلب جبران باسيل. وعندما لفظ الحريري أمام مستقبليه عبارة “في 6 أيار سنضع اللوائح زيّ ما هِيّي، والصوت التفضيلي سيكون لصديقي جبران باسيل” ساد وجوم وصمت استمر دقائق. ويضيفون أن باسيل سينال في هذه البلدة التي تضم نحو 850 مقترعاً نحو 250 صوتاً، ويذهب 500 صوت إلى بطرس حرب ونحو 100- 120 إلى مرشح “القوات” فادي سعد. أما العبرة فهي أن باسيل ليس مرتاحاً البتة إلى معركته، ويبحث عن الصوت بالفتيلة والسراج. ولكن إذا صحت هذه المعلومات فيمكن أن يكون تفسير طلب باسيل من الحريري على النقيض مما ذهب إليه هؤلاء. يمكن تفسيره أنه دليل على جديته في ملاحقة كل ناخب حتى لو كان متقدماً. إنها انتخابات في نهاية الأمر وعلى المرشح أن يبذل فيها أقصى جهده ويوظف كل علاقاته للفوز وتكريس وضعه. وسيظل المقيمون على الإعتقاد المناقض يرددون أنه يُمكن إسقاط باسيل إذا تفاهم حزبا “القوات” والكتائب على مرشح واحد- سَعد أو سعادة- وخلقا “عصَبا” قوياً في منطقة البترون، باعتبارهما حزبين مسيحيين قاتلا في الحرب في وجه التنظيمات الفلسطينية وجيش حافظ الأسد وحلفائهما وتهجرا معاً، كما أنهما يتقاسمان قاعدة شعبية ذات تاريخ واحد وتطلعات واحدة، لكنها تنقسم على الولاء والحق في القيادة، وثمة بيوت كثيرة في منطقة البترون الأخ فيها كتائبي والآخر “قواتي” ولا يريان فارقاً.
إلا أن هذه الحسابات، إذا صحّت، ينقصها على أقل تقدير 1000 صوت يستطيع تحالف “القوات” – الكتائب التخلي عنها لمصلحة بطرس حرب كي يكون هو الفائز الثاني في البترون وليس جبران باسيل. وهذا طبعاً سيناريو خيالي شبه مستحيل، إلا إذا جاءت الصناديق ليل الأحد المقبل 6 أيار بما ليس في الحسبان.
*إيلي الحاجئ/كاتب صحافي وناشر “الصوت”‘

جبران باسيل … يسقط أو الثالثة ثابتة؟