مازن حطيط: شيعة إيران/علي الرز: شيعة البراميل… والسفارة/شيعة معارضون لحزب الله يتهمونه بالتحريض على قتلهم بعد ترويج لائحة بـ28 شخصية اتهموا بتلقي أموال من السفارات

211

شيعة معارضون لـ«حزب الله» يتهمونه بالتحريض على قتلهم بعد ترويج لائحة بـ28 شخصية اتهموا بتلقي أموال من السفارات
بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/26 نيسان/18

شكا معارضون لبنانيون شيعة من حملة يشنها عليهم موالون لـ«حزب الله» بتهمة تلقي تمويل من سفارة عربية، بعد نشر صحيفة مقربة منه لائحة بـ28 سياسياً وإعلامياً ومحامياً وناشطاً من الطائفة الشيعية المعارضين للحزب، ووصفهم بأنهم «شيعة السفارة».
وأثارت العملية موجة اعتراض واسعة لدى الأشخاص المعنيين، وفي الأوساط اللبنانية المعارضة لسياسة الحزب، الذين رأوا فيها «دعوة صريحة للقتل، واستباحة لدماء الأشخاص المعنيين بوصفهم خونة وعملاء»، في وقت بدأ فيه الصحافي حسّان الزين إضراباً مفتوحاً عن الطعام، إلى أن تعتذر الصحيفة منه وتتراجع عمّا نشرته. الأشخاص الواردة أسماؤهم وصورهم في القائمة، لم يحمّلوا المسؤولية للصحيفة الناشرة، بل لـ«حزب الله»، عادّين أن ما حصل بمثابة إعطاء رخصة بهدر دمائهم. وقد عبّر النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون المدرج اسمه ضمن القائمة، عن أسفه لوجود «فرقة شبيحة داخل الإعلام اللبناني لا عمل لها سوى التحريض على القتل واستباحة دماء اللبنانيين». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «بنية وعقلية (حزب الله) باتت عقلية كيماوية تحاول القضاء على كل من يخالفها الرأي بالقتل الجماعي، تماماً كالقتل الجماعي بالكيماوي الذي يمارسونه ضدّ أطفال سوريا».
وسأل بيضون: «لماذا يتغنّى (حزب الله) بأن لديه مائة ألف صاروخ متطوّر، ويخاف من هذه المجموعة التي تعارضه، والتي ليس لها أي ارتباط بجهة خارجية؟». وأجاب عن تساؤله بقوله: «هم يخافون منها لأنها القوّة الذكيّة والقادرة على إقناع الناس بأفكارها، أما هم فيمثلون القوّة العارية، وليسوا أكثر من فرقة قتل تابعة للسفارة الإيرانية، وبأحسن الأحوال تعمل بإمرة المرشد الأعلى في إيران»، عادّاً أن «السلاح لن يرهب الأحرار، وسلاحهم ليست له قضية داخلية، سوى حماية الفساد وتهديد وقتل من يخالفهم الرأي ويقدّم الحجة على فسادهم».
بدوره، عدّ رئيس «مركز أمم للأبحاث» لقمان سليم، أن «(حزب الله) قبل أن يتخذ هذا الاسم، ومنذ أن كان ائتلاف مجموعات أمنية أنشأتها طهران في بيروت، وهو يمارس حرب عصابات واستنزاف ضدّ كلّ من يخالفه الرأي». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المخالفة في البيئة الشيعية تكون عقوبتها مضاعفة عن المخالفة في أي بيئة أخرى»، لافتاً إلى أن الحزب «منذ نشأته وهو يمارس الحرب على معارضيه عموماً وفي الوسط الشيعي خصوصاً». وقال لقمان سليم، وهو سياسي شيعي معارض لـ«حزب الله»: «لا تفاجئني عودة صحافة (حزب الله) إلى هذا النوع من الاتهامات التي تتضافر معها عصابات إلكترونية يحركها الحزب وشركاؤه، لأن خصوصية الموضوع أنه لم يتم التصويب على شخص أو شخصين أو ثلاثة، الجديد هو التصويب على جماعة أو نهج الموالاة للبنان والمخالف لهذا الحزب».
وتتصاعد حملة «حزب الله» ضدّ معارضيه قبل الانتخابات النيابية المقررة في 6 مايو (أيار) المقبل، والتي تهدف للتضييق على المرشحين المنافسين للوائح، خصوصا أن القائمة المنشورة تتضمّن صور عدد من المرشحين الشيعة للانتخابات.
وأكد الإعلامي نديم قطيش، أن نشر الصور بهذه الطريقة «يعني أن (حزب الله) يقول لجمهوره: هؤلاء خونة اقتلوهم كما قتلتم هاشم السلمان، وأنا أحميكم وأغطيكم، كما حميت قتلة السلمان». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التجرؤ على نشر صور مجموعة معارضين هو اغتيال معنوي، لأن هؤلاء (حزب الله) ليسوا أصحاب رأي ولا موقف؛ بل قتلة مأجورون، فتحوا الباب واسعاً أمام ما يسمّونه (غضب الأهالي) ليعرضوننا في أي مكان».
وأضاف قطيش: «مشكلتي ليست مع (حزب الله) بل مع الدولة اللبنانية، ومع النائب العام التمييزي (القاضي سمير حمود) الصديق، الذي لا يتمتّع بالشجاعة ويتحرّك ضدّ هذه التهديدات»، مذكراً بأنه «عندما هددت الصحيفة نفسها، معارضي الحزب بالقتل وبشكل علني ومفضوح، لم يتحرّك، بينما إذا شتم أحدنا الأزهار في حديقة مسؤول في الدولة يتم الادعاء عليه». وختم قطيش: «لو كان المدعي العام ينتمي للجهة الأخرى لكان تحرّك فوراً، وبرأيي المكان الذي يجب أن يتغيّر سلوكه هو القضاء الغائب والضعيف».
ولا يستخف لقمان سليم بهذا النوع من التهديدات، «لأن التهديد يبدأ لفظياً ثم يتحوّل إلى العنف». وحمّل «حزب الله» مسؤولية ما جرى ويجري. وأكد أنه «إذا كانت هذه الحالة الشيعية (المعارضة) تمثّل اليوم الثور الأبيض الذي تسنّ السكاكين لذبحه، فيا ويلتاه على كلّ الثيران السوداء التي سيأتي دورها من بعدنا». وختم قائلا: «كل من يسكت على ممارسات (حزب الله)، خائن للفكرة اللبنانية ومتواطئ مع الحزب الذي لن يوفره في مرحلة لاحقة».
هذا؛ ويتوقّع أن يرتفع منسوب الضغط الذي يمارسه «حزب الله» وجمهوره، على الشخصيات الشيعية المعارضة له والمرشّحة للانتخابات في الدوائر الخاضعة لنفوذ الحزب، كما حصل في الاعتداء الذي تعرّض له الصحافي علي الأمين قبل يومين. وينظّم عدد من الناشطين والإعلاميين وأصحاب الرأي الحر، لقاء تضامنياً مع الأمين عند الخامسة من عصر غدٍ الجمعة في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، رفضاً لهذا الاعتداء، وتنديداً بكل الاعتداءات التي يتعرّض لها أصحاب الرأي الحرّ.

شيعة إيران
مازن حطيط/لبنان الجديد/26 نيسان 2018
توزيع الشهادات بالوطنية تارة وبالعمالة والخيانة تارة أخرى يرتد على الحزب نفسه، الحزب الإيراني الأصيل الذي يستمد مشروعيته السياسية والدينية والمالية من إيران.
المواجهة التي يريدها الحزب مع خصومه من المعارضين الشيعة تثبت يومًا بعد يوم أنها مواجهة خاسرة فلم يحصد الحزب منها سوى الخيبات المتتالية إذ لم يستطع تأليب الرأي العام الشيعي على هذه المعارضة إلا ما خص قواعده التنظيمية التي تمتثل لأوامره لقاء البدلات المالية التي يتقاضاها هؤلاء ومن الطبيعي أن يكون هؤلاء على هوى مشغليهم تنظيميًا وإداريًا. وحتى إعلاميًا وبالرغم من الكيد الإعلامي المنقطع النظير تجاه هؤلاء الخصوم والمعارضين لم يستطع (حزب الله) أيضًا من تشكيل جبهة إعلامية موزونة لها حضورها وسمعتها في الشارع اللبناني، وبالتالي اقتصرت الفبركات الإعلامية على قدر محدود من التأثير في الرأي العام اللبناني عمومًا والشيعي خصوصًا وفشل الحزب مرارًا في تأليب البيئة الشيعية على خصومه ومعارضيه بالرغم من إصرار الحزب وإعلامه ومؤيديه على اعتبار هؤلاء المعارضين خونة عملاء وبالرغم من إطلاق مصطلح “شيعة السفارات” عليهم.
تتكشف يومًا بعد يوم إخفاقات الحزب وكذب ادعاءاته بحق هؤلاء بالنظر الى أن هذه الإدعاءات والإتهامات والفبركات هي غير مكتملة ولا تعدو كونها ترهات إعلامية وكيدية من جهة، وبالنظر إلى أنها أصبحت مكشوفة الأهداف والغايات من جهة ثانية.
وتعود إخفاقات الحزب إلى جملة أسباب نستعرضها بالنقاط التالية:
أولًا: ليس للحزب تحديدًا الحق في إصدار الشهادات حول الوطنية والإنتماء الوطني وهو الحزب اللبناني الوحيد الذي يعمل ويفكر ويخطط تنظيميًا وأيديولوجيًا وفق الإملاءات والمصالح الإيرانية، وهو الحزب الوحيد الذي يجاهر علنًا بانتمائه الى القيادة الإيرانية سياسيًا ودينيًا وعقائديًا وهو يلتزم التزامًا مطلقًا بولاية الفقيه الإيراني وهو الذي يصادق على انتخابات الحزب الدورية وقراراته وسياساته وأهدافه في لبنان والمنطقة والعالم، وبالتالي فإن كل الشيعة المنضوين تحت عباءة الحزب وأمينه العام هم بحق شيعة إيران بشكل لا لبس فيه ولا نقاش وبالتالي فإن توزيع الشهادات بالوطنية تارة وبالعمالة والخيانة تارة أخرى يرتد على الحزب نفسه، الحزب الإيراني الأصيل الذي يستمد مشروعيته السياسية والدينية والمالية من إيران.
ثانيا: المعارضون الشيعة الذين يستهدفهم الحزب باستمرار هم شريحة واسعة ووازنة في المجتمع الشيعي ولها حضورها الشعبي وهم من أبناء الطائفة وعلمائها ومفكريها وسياسييها وإعلامييها وهم الذين رفضوا أي انتماء خارج الدولة ومؤسساتها وهم الحريصون على إبقاء الطائفة الشيعية في لبنان خارج الإصطفافات والولاءات السياسية لخارج الدولة اللبنانية وحدها دولة القانون والمؤسسات، وهم الذين رفضوا بشكل قاطع تحويل شباب الطائفة الشيعية في لبنان إلى قرابين للدفاع عن عن أي دولة أخرى غير الدولة اللبنانية أو أي مشروع آخر غير المشروع الوطني اللبناني، وهم الذين يدعون دائمًا إلى إبعاد الطائفة الشيعية عن ساحات الحروب والقتل وإبقاء الطائفة على حياديتها، وهم أيضًا الذين يدعون باستمار إلى أفضل العلاقات بين الطائفة الشيعية والمكوّن الشيعي اللبناني ومحيطه العربي والإسلامي في حين لم يستطع حزب ولاعتبارته السياسية الإيرانية في حفظ الطائفة وفقًا لهذه التوجهات، بالتالي أخفق الحزب أيضا في إصراره على اعتبار هؤلاء المعارضيين عملاء وخونة أو شيعة سفارات.
ثالثا: فُوجىء الحزب مؤخرًا بحجم الإلتفاف الشعبي حول هؤلاء المعارضين، وقد بينت الإنتخابات النيابية حجم حضورهم الشعبي في البيئة الشيعية في كل لبنان الأمر الذي استنفر الحزب أكثر فلجأ إلى فبركة الإتهامات بحق البعض وقاده الجنون الإنتخابي إلى الإعتداء على آخرين وتوريطهم بشكل مشبوه بعلاقات مع بعض السفارات وفقًا لمعلومات لا تعدو كونها مراسلات وتمنيات.
هذه الإخفاقات وغيرها جديرة بالنقاش أكثر ومن قبل الحزب تحديدًا لتغيير سياسات التعامل مع خصومه ومعارضيه والحزب يعرف جيدًا أنهم أبناء الطائفة ومن الحريصين على الطائفة وتعزيز حضورها على كافة المستويات وأن لا يحول هؤلاء الخصوم إلى أعداء وفق ما تقتضيه مصالحه الإيرانية والإنتخابية.

شيعة البراميل… والسفارة!
علي الرز/26 نيسان 2018

إذا كنتَ شيعياً لبنانياً ولم تسلّم عقلَك لآيات الله ووكلائهم المحلّيين.
وإذا كنتَ شيعياً وتتجنّب رفْع الأيادي تلقائياً والهتاف “لبّيك” من دون ان تفكّر لماذا رَفَعْتَ قبْضتكَ وهَتَفْتَ.
وإذا كنتَ شيعياً رافضاً للدم السوري على يديْك.
ورافضاً لموجات الموت العابِرة من قرى وبلدات لبنان الى قرى وبلدات سورية تارةً بحجةِ حماية الحدود وطوراً بحجةِ حماية المَراقد ومراتٍ تحت شعار “زينب لن تُسبى مرتين”.
ورافضاً ان تصبح “برميلاً” محمَّلاً بالمتفجرات يلقيه الديكتاتور المدعوم من محور الممانعة على آلاف الأبرياء.
ورافضاً المشاركة في لعبةٍ شيطانيةٍ خبيثةٍ تنقل الصراع في سورية من تغيير دولة الخلافة البعْثية الى بعْث دولة الخلافة.
ورافضاً توزيع الحلويات والغناء والدبكة على أنغام السارين والكلور.
وإذا كنتَ شيعياً كارِهاً لرهن الحدود اللبنانية بورقة التفاوض النووية الإيرانية.
وإذا كنتَ شيعياً ناقماً على الشحن الطائفي المُمَنْهَج في لبنان وتشجيع الآخرين على التطرف مذهبياً لا وطنياً، وترسيخِ تركيبةِ حُكْمٍ فيها من الفتنة وروح الانقسام الشيء الكثير.
وإذا كنتَ شيعياً متمسّكاً فقط بمشروع الدولة التي لا سلاح غير سلاحها ولا قرار غير قرارها.
وإذا كنتَ شيعياً غير منخرطٍ في حفلة الشتائم ضدّ دول الخليج وحملة تطفيش اللبنانيين منها.
… إذا كنتَ ذلك كله، فأنت من شيعة السفارة. مبروكٌ وستستلم جائزتك من هذه الصحيفة او تلك، وستوضع صورتك مع تعليقٍ يعكس حجْم “الفضيحة” التي ارتكبْتَها او ارتَكَبَتْكَ لا فرق. وسيكون وسام التحريض علامةً فارقة على صدرك كي لا يخطئ الوجهةَ مَن يصوّب عليك لتصويب مسيرتك وإعادتك الى جادة “أشرف الناس”.