الشيخ حسن مشيمش/خرافة دولة العدل الإلهي العالمية

105

خرافة دولة العدل الإلهي العالمية
الشيخ حسن مشيمش/جنوبية/25 نيسان/18

هل صحيح أنك لا تؤمن بفكرة دولة العدل الإلهي العالمية التي سيحكمها الإمام المهدي وربما يكون حسن نصر الله معاونا له في ملف الشرق الأوسط؟
فكرة خرافية أسطورية اخترعها مخيال الدماغ الديني المقلد الشيعي والسني والمسيحي واليهودي، لأنها تتعارض مع عدد من الآيات القرآنية التي يؤكد الله تعالى فيها بوضوح بقاء الصراع واستمراره بين الظالمين والمظلمومين حتى ينفجر كوكب الأرض وتقوم القيامة وتتعارض مع حال العدل العظيم القائم داخل المجتمعات الأوروبية والغربية ومع حال مجتمعات مرت في التاريخ الإنساني ذاقت حلاوة الدولة العادلة.
دماغ خرافي مجتهد بالهذيان والسباحة في بحر الأوهام ذلك الدماغ الذي يعتقد بأن دولة العدل لا يُقيمها سوى نبي أو وصي نبي!؟
دماغ خرافي من يعتقد بأن إقامة الدولة العادلة أمر متوقف على وجود نبي أو وصي نبي إنها فكرة من سلالة الأفكار الأفيونية.
أزمة أزماتنا بذلك الدماغ الديني والمذهبي الطائفي الذي يبرر الظم والإستبداد والسلب والإستئثار والتمييز العنصري والتوريث المالي والسياسي الذي يمارسه فقهاؤنا، وشيوخنا، وسادتنا وكبراؤنا وأحزابنا الدينية والمذهبية بقولهم لنا كلما اعترضنا عليهم وانتقدنا واستنكرنا:
هذا القدر من العدالة المقدور عليه بغيبة الإمام المهدي لأن فقهاءنا وأحزابنا الدينية المذهبية ليسوا بمعصومين كالإمام المهدي الذي سيظهر بين ليلة وأخرى ليملأ الأرض كلها وجميعها قسطا وعدلا بعدما مُلِئْت ظلما وجورا؟!
وبهذا المنطق المعتمد عند المؤمنين المقلدين الدينيين ينتعش الفساد والمفسدين فلا يترك مؤسسة من مؤسسات الدولة إلا وخاضعة للرشوى والإهمال والكسل والجمود، ولا يترك شيئا في أرض الدولة وهوائها وبحرها وأنهارها وفضائها وينابيعها وزراعاتها إلا ويملؤه التلوث والسموم والفساد بكل أشكاله.
بهذا المنطق الذي يبرر الظلم والفساد تنتعش الأرصدة المالية في بنوك فقهائنا وأحزابنا الدينية المذهبية لتوريثها للأولاد والأحفاد والأصهرة وليعيشوا بها عيشة الأباطرة والأكاسرة والأمراء والملوك متظاهرين أمام الساذجين السطحيين من مقلديهم وأتباعهم بصورة الزاهدين العابدين الساجدين البكائين من شدة خشيتهم من رب العالمين.