نقلاً موقع مدى الصوت-ادراة وتحرير الصحافي ايلي الحاج/الحرب واردة جدّياً بين إيران وإسرائيل والوضع خطر على لبنان والرهان على الحماية الدولية

100

الحرب واردة جدّياً بين إيران وإسرائيل/الوضع خطر على لبنان والرهان على الحماية الدولية
نقلاً موقع مدى الصوت/ادراة وتحرير الصحافي ايلي الحاج/17 نيسان/18

تتصاعد مخاوف مهتمين بالشأن اللبناني في واشنطن من انعكاسات سلبية على لبنان نتيجة لمسار تصادمي بين إسرائيل وإيران يرتسم بوضوح فوق سوريا، وقال أحد هؤلاء المتابعين بدقة للوضع من العاصمة الأميركية إن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستذهب إلى الآخر في قرار تحجيم الدور الإيراني في الشرق الأوسط، وأن الإختلافات في وجهات النظر داخل هذه الإدارة تتعلق بالطريقة الأنسب لتحقيق هذه الغاية، وهل تكون بالتركيز على الرأس أي إيران لتضعف الأطراف والأذرع في العالم العربي، أو بالتركيز على إضعاف الأطراف الأذرع لدفع الرأس إلى موقع الضعف، علماً أن هناك من يدعو باستمرار إلى انتظار غياب مرشد الجمهورية السيد علي خامنئي وترك النظام الذي يعاني أزمات متنوعة، آخرها أزمة تدهور العملة ينهار تلقائياً بفعل عوامل داخلية فيه، كما في إيران ككل.
ويخشى المتابعون ألا ينجح “حزب الله” في ضبط نفسه في حال تعرضه هو وإيران لمزيد من الخسائر في سوريا نتيجة لمزيد من ضربات التحالف الدولي أو من إسرائيل، مما قد يشعل حرباً يتورط فيها، وتستغلها إسرائيل بذريعة أن حدودها الشمالية أصبحت في قبضة جهة واحدة هي إيران، وضمناً “حزب الله”، وبالتالي تحوّلت حدود لبنان وسوريا جبهة واحدة، تشتعل أو تهدأ بالتكامل والتزامن.
لكن هؤلاء المتابعون يقرون بأن “حزب الله” ليست له مصلحة في خوض حرب مع إسرائيل على أبواب انتخابات نيابية في لبنان، وهو يدرك أنها سوف تؤمن له بفعل اعتماد النظام النسبي أكثرية مريحة مؤيدة له في البرلمان اللبناني، الأمر الذي يمكن أن يشكل حمايةً له وقوة سياسية إضافية قد يحتاج إليها في المستقبل لحماية سلاحه.
وتبقى المؤشرات إلى احتمالات اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران في سوريا مقلقة، وإن كانت هناك حماية دولية للبنان، بمعنى الإجماع على ضرورة إبقائه بعيداً عن النار المندلعة حوله.
وقد ذكّر موقع قناة “آي بي سي نيوز” الأميركية في سياق معالجته هذا الموضوع بأن الضربة العسكرية التي وُجهت إلى سوريا لم تطاول نظام الأسد وحده بل إيران أيضاً. وقد يكون هذا التطور هو الأكثر أهمية، خصوصاً أن إيران استخدمت الدعم الروسي لبقاء نظام الأسد من أجل تعزيز نفوذها الذي بات يمتد من أفغانستان إلى العراق ولبنان حتى حدوده مع إسرائيل.
الحرب الشاملة بين إسرائيل وإيران بدأت مؤشراتها بالظهور في سوريا
ورأى العالم طلقاتها الأولى
وذكّر الموقع بأن إيران أرسلت طائرة بدون طيار إلى المجال الجوي الإسرائيلي في شباط الماضي ، وردت القدس بضرب قاعدة جوية سورية استُخدمت كمركز قيادة وسيطرة إيراني. وفي الأسبوع الماضي تعرضت القاعدة الجوية نفسها لغارة أدت إلى مقتل المستشارين العسكريين الإيرانيين. ويعتقد أن إسرائيل نفذت الهجوم ، لكنها لم تؤكد ذلك ولم تنفِ. ويخشى محللون في الشرق الأوسط اندلاع حرب شاملة بين الدولتين بدأت مؤشراتها بالظهور في سوريا، ورأى العالم طلقاتها الأولى فعلاً.
وكان الخبير في شؤون الشرق الأوسط جوناثان شانزر، وهو من “مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات” قد تحدث عما “يمكن أن يكون أبشع حرب في الشرق الأوسط في القرن الحادي والعشرين”. وقال خلال “برنامج الحقيقة” عبر “إيه بي سي نيوز” أن الصراع السوري بدأ يشبه حربًا عالمية، في حين حذر الكاتب الشهير في “نيويورك تايمس” ، يحذر توماس ل. فريدمان من أن سوريا “سوف تنفجر”. وأضاف إن المنطقة “تتجه إلى إطلاق نار كثيف في سوريا على خلفية محاولات إيران تحويل سوريا قاعدة جوية أمام إسرائيل، الأمر الذي تتعهد إسرائيل بعدم حدوثه أبداً”.
ويضيف فريدمان إن “إسرائيل وإيران ابتعدتا حالياً عن الإنتقال إلى المستوى التالي من المواجهة بينهما، ولكن إذا وقعت المواجهة فقد تلقى الولايات المتحدة وروسيا صعوبة في البقاء بعيدتين عنها”.
ورغم التعابير العدائية بين الروس والأميركيين، أدارت روسيا والولايات المتحدة التوترات في سوريا بتنبه. فحذرت واشنطن موسكو من الضربة العسكرية في نهاية الأسبوع للسماح لروسيا بإزالة أي أهداف حساسة وتجنب وقوع حادث غير ضروري أو سوء تقدير يمكن أن يتصاعد بين قوات البلدين.
لكن موقع “آي بي سي ” لاحظ أن الحرب الأوسع ضد إيران سوف تعكر المياه، ويمكن تتصاعد في شكل خطير وسريع. ويقول فريدمان إن إيران هي “القوة المحتلة الأكبر” في العالم العربي اليو “.إنها بالفعل تخوض حربًا في اليمن ، وتدعم المتمردين هناك، مما يضعها أمام أحد خصومها المعلنين ، المملكة العربية السعودية.ة كما أن طهران تدعم “حزب الله” في لبنان حيث تعتبره إسرائيل تهديداً لها، وبالطبع، تغرق إيران في الصراع السوري.
ويقول منتقدو إيران في واشنطن إنها تشجعت على المضي في سياساتها في الشرق الأوسط بعد توصلها إلى اتفاق مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما والقوى الأوروبية على التخلي عن برنامجها النووي في مقابل رفع الغرب العقوبات الاقتصادية عنها.
وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مراراً بتمزيق الصفقة مع إيران، وتعزز هذا الموقف بتعيين سفير أميركا السابق لدى الأمم المتحدة ، جون بولتون ، مستشاراً للأمن القومي في البيت الأبيض. ودعا بولتون في الماضي إلى اتخاذ إجراء استباقي ضد إيران. وقبل تعيينه في منصبه الجديد ، قال لصحيفة “فوكس نيوز” إن على ترامب إعادة فرض العقوبات ، ودعم قوى المعارضة في إيران ، والعمل مع السعودية وإسرائيل لعزل طهران. وأضاف ببساطة: “يجب أن يكون هدفنا تغيير النظام في إيران”.
وختم موقع “آي بي سي” بأن الضربة العسكرية كانت موجهة فجر السبت إلى سوريا ، لكن إيران ستشعر بارتداداتها، ورغم إعلان ترمب “إنجاز المهمة” يمكن أن تكون المهمة الحقيقية قيد التنفيذ

الحرب واردة جدّياً بين إيران وإسرائيل