الدكتورة رندا ماروني: الكيماوية السياسية

382

الكيماوية السياسية
الدكتورة رندا ماروني/14 نيسان/18

في المسلخ السوري تباد الأطفال بأسلحة كيماوية، تعلو أصوات الإدانة إنما يبقى إطار الردع والفعل الجدي محدود مما يعطي للمراقب إنطباعا ساخرا حول حقيقة ما يجري في سيناريو لمسرحية هزلية تدور أحداثها بين أبطال المسرح الدولي عنوانها سوريا، وتعطي للمتواجد على أرض المعركة صورة ثابتة عن تحرك صوري وإستكمالا لمسرحية درامية لا نهاية قريبة لها.

فللمرة الثانية بعد وصول الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية توجه ضربات عسكرية محدودة في أماكن محددة تابعة للنظام السوري ردا على الهجوم الكيماوي في دوما، لم تعطي المرة الأولى النتائج المرجوة منها وعلى الأرجح أنه لن يصاحب المرة الثانية نتائج أفضل من الأولى بالرغم من أن الرئيس الأميركي كان قد وصف الضربة بعد إنتهائها بأنها نفذت بإحكام وإن المهمة إنجزت، وغرد على تويتر قائلا،”تم تنفيذ ضربة محكمة الليلة الماضية، شكرا لفرنسا والمملكة المتحدة على حكمتهما وقوة جيشهما لم يكن بالإمكان تحقيق نتيجة أفضل، المهمة أنجزت”.

أما وزير الدفاع الأميركي فلقد وضع العملية في إطار توجيه رسالة واضحة لبشار الأسد من خلال ضربات إستهدفت برنامجه الكيماوي.

وصرح اللفتنانت جنرال كينيث إف مكينزي واصفا العملية أيضا بأنها رسالة قوية لنظام الأسد ولم تلحق أية أضرار بالمدنيين، واضح بأن الدفاعات الجوية السورية أطلقت40 صاروخا دون أن تؤثر على عملياتنا، مؤكدا أنه لم يتم إسقاط أي صاروخ، وذلك في تناقض مع التصريحات الروسية عن إعتراض عشرات الصواريخ، وأوضح أن الضربات على المواقع الكيماوية ستعيد برنامجها لهذه الأسلحة سنوات إلى الوراء.

وصرحت المتحدثة بإسم البنتاغون، دانا وايت للصحفيين قائلة: “نحن لا نسعى إلى نزاع في سوريا ولكننا لا يمكن أن نسمح بهذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي وقد ضربنا كل الأهداف بنجاح والضربات مبررة ومشروعة ومناسبة”.

وصرح الجنرال الأميركي كينيث ماكنزي في مؤتمر صحافي أنه تم ضرب ثلاثة مواقع تشكل عناصر أساسية في البنية التحتية لإنتاج الأسلحة الكيميائية لدى النظام السوري، وأكد أن العملية كانت دقيقة وشاملة وفعالة وإنها ستعيد برنامج النظام الكيميائي للنظام السوري سنوات إلى الوراء.

من جهتها فرنسا أوضحت من خلال وزير خارجيتها جان إيف لودريان إن جزءا كبيرا من الترسانة الكيميائية التابعة للنظام السوري تم تدميره في غارات الليلة الماضية.

أما بريطانيا فأكدت بواسطة رئيسة وزرائها تريزا ماي خلال مؤتمر صحفي أن الضربات التي شنتها بريطانيا بالتعاون والتنسيق مع كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ضد أهداف محددة في سوريا قد حققت أهدافها وأضعفت قدرة النظام على إستخدام السلاح الكيماوي، وأضافت إن الضربة في سوريا عادلة وقانونية وأنها ليست لتغيير النظام بل لمحاسبته على الجرائم التي إقترفها بحق شعبه وان الضربة الصاروخية التي حرصت على تقليل الخسائر البشرية كانت تهدف إلى منع إستخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى وليست محاولة لإسقاط الحكومة السورية، وأوضحت أن هذه العملية تمثل رسالة واضحة ضد إستخدام الأسلحة الكيماوية وكانت الضربات محدودة وموجهة وإن معلومات إستخبارتية موثوق بها تشير إلى أن مسؤولين عسكريين سوريين نسقوا ما يبدو أنه إستخدام لغاز الكلور في دوما ولا يمكن لأي طرف آخر سوى الجيش السوري أن يكون قد نفذ الهجوم الكيماوي في دوما، كما أن للنظام السوري تاريخا في إستعمال الأسلحة الكيماوية وأن أطباء مسعفين شهدوا بإستخدام النظام للسلاح الكيماوي في الغوطة.

إن إستهداف البرنامج الكيماوي بضربات محدودة والإبقاء على النظام الكيماوي هو تخل واضح عن الشعب السوري وتركه لمصيره ولا يفي بالغرض المنشود من قبل المعارضة السورية لنظام بشار الأسد، ولا يغير مسار الهدر المستمر للدماء أكان بواسطة الكيماوي أم بواسطة البراميل المتفجرة أم غيرها من الوسائل، حيث باتت الأجساد الحية حقل تجارب لكل أنواع الأسلحة الفتاكة.

تعددت الأساليب والموت واحد في إطر رعائية وسياسات كيماوية تنعكس داخليا على النظام اللبناني بإبادة واضحة للدستور، وتحويل الدولة إلى ملحق بمشروع الدويلة تحت عنوان الوفاق الوطني، عنوان يفرض ممارسة سياسات كيماوية على اللبنانيين مبيدة للدستور اللبناني تضرب أسس بناء الدولة وفرض قواعد الدويلة المنخرطة في نصرة نظام بائس نستذكر أياديه الملوثة وأفعاله الشنيعة كل يوم وفي 13 نيسان من كل عام.
كيماوية سياسية
وإبادة شعوب
وصفها أقله
بالمراوغ الكذوب
المملوء حقدا
شره مسكوب
أبدع وقال
مقدرا مكتوب
للباطل يشهد
لسانه مسحوب
يأخذ القرار
وعنا ينوب
ويصف الحرية
كلها عيوب
هتلري الوجهة
ناقده مصلوب
والنافخ فيه
محبب مرغوب
إلى حين
إتمام المهمة
ثم فجأة
يتبخر يذوب
كأنه شيء
لم يكن أصلا
لم يشهد شروقا
ولا غروب
كيماوية سياسية
وإبادة شعوب
وصفها أقله
بالمراوغ الكذوب
أبدع وقال
مقدرا مكتوب