محمد عبد الحميد بيضون: يوم الاثنين

134

يوم الاثنين…
محمد عبد الحميد بيضون/09 نيسان/18

في أوروبا عامةً المواطنون يكرهون يوم الاثنين لأنه يعيدهم الى العمل بعد عطلة نهاية الأسبوع ويعيدهم الى ضجيج وضغوطات العمل او الوظيفة بعد ان تعوّدوا لمدة يومين ونصف على الراحة والسكينة في قلب العائلة او في قلب الطبيعة.

في لبنان الأمور مختلفة، اللبنانيون لا يحبون العمل طوال ايّام الأسبوع خاصةً من كان منهم موظفاً او ابن حكومة كما يُقال فليس لديهم فارق بين اي من ايّام الأسبوع ومع ذلك فهم يكرهون تحديداً يوم الاثنين والسبب واضح لمن يقرأ صحف الاثنين او يشاهد او يسمع نشرات الأخبار صباح يوم الاثنين.

فمن عادة معظم أشباه السياسيين وأركان الطبقة السياسية ان يقوموا في عطلة نهاية الأسبوع بجولات وصولات يلقون فيها الخطب الرنانة ويملؤن المناسبات بالضجيج حول بطولاتهم وما يسمونه زوراً انجازاتهم وطبعاً يترافق كل ذلك مع الوعود الكاذبة والتي يتم تناسيها فور انتهاء المناسبة او فور انتهاء الانتخابات.

يومي السبت والأحد يشهدان عشرات وأحياناً مئات الخطب والكلمات وكلها مشبعة بالاكاذيب بعضها محبوك جيداً وبعضها ركيك يستسخف عقول السامعين وكلها الهدف منها التلاعب بالغرائز لإخفاء الحقيقة الوحيدة وهي ان هذه الطبقة السياسية لا تملك اي رؤية او برنامج سياسي.

المهم ان المواطن اللبناني البائس المغلوب على أمره تنزل على رأسه كالمطرقة يوم الاثنين صباحاً كل هذه الاكاذيب دفعة واحدة فيصعب عليه هضمها او هضم أصحابها لكنها تذكره كم ان هؤلاء يهينون ذكائه ويستهينون بكرامته ويعتبرونه شعباً غبياً سهل الانقياد وسريع جداً في تقديم الطاعة والولاء.

مطلع الأسبوع في لبنان هو احتفال الاكاذيب ومهرجان التفاهة وهذا ما يجعل كل لبناني عاقل يكره مطلع الأسبوع وربما يكره نفسه أيضاً .

الاسهل إلغاء يوم الاثنين أم الخلاص من تسلط واستبداد هذه الطبقة السياسية؟ لا احد يملك جواباً واضحاً.