الدكتورة رندا ماروني/خاتمة البيان

422

خاتمة البيان
الدكتورة رندا ماروني/24 آذار/18

وختم البيان الذي أدلى فيه السيد حسن نصرالله والمتعلق ببرنامجه الإنتخابي بعد أن إستفاض بعرض المشاريع الخدماتية والإنمائية المنوي تقديمها والعمل عليها، بجملة تختصر التطورات السياسية الكبرى في المنطقة متوجها إلى اللبنانيين بالقول:”هيدا موضوع بعدين منحكيكن فيه ما رح ندخلو بالبرنامج الإنتخابي اليوم”. ومع أن البرنامج يحمل عنوان “منحمي ومنبني” إلا أن الشق الأول من البرنامج “منحمي” والطرق المنوي إتباعها لهذه الحماية والإنخراط المفتوح وغير المحدد زمنيا في حروب المنطقة وإقحام لبنان واللبنانيين فيها هو موضوع خارج عن إطار البحث وهو محسوم لا رأي للبنانيين به لا من قريب ولا من بعيد فيما يقدمون أثمانا باهظة أضحت تفوق القدرات، من شهداء خارج الحدود وتعثر أحوالهم المعيشية الإقتصادية والحياتية وضرب أمنهم وآمانهم وشل يد الدولة عن تحقيق العدالة.
لقد إستفاض السيد حسن نصرالله بعرض الوعود المنوي تقديمها الإنمائية والخدماتية متناسيا أنهم أهل الحكم منذ فترة طويلة تتجاوز العشرون عاما، ولا زال البؤس يراكم بؤسا، ولربما إن حث المواطنين على الإشتراك بكثافة في الإنتخابات المقبلة لم يعد يكفيه الخطاب التخويني للأطراف المواجهة ولم يعد كافيا تصويرهم بداعش والنصرة لكي يتهافت المواطنين على صناديق الإقتراع للإدلاء بأصواتهم وتجديد بيعتهم للحزب في شؤونهم كافة دون حسيب أو رقيب، ولكي يمنع خرقا محتملا.
فللمرة الأولى تناول السيد حسن نصرالله برنامجا خدماتيا مفصلا إلا أنه أغفل الشق الأهم ألا وهو الشق الأمني والسياسي ومصير الدولة في ظل إنفلاش الدويلة، وهذا الإغفال هو إغفال مقصود حيث لا مجال للنقاش فيه، فهو مبتوت ومربوط بمشروع فوق قومي يتجاوز الحدود اللبنانية ويرسم إنحدارا ونقلة نوعية من نظام تعددي إلى نظام آحادي الأفق يسيطر من خلاله على المؤسسات اللبنانية كافة إنطلاقا لصياغة واقع لبناني جديد.
أتت الخطوة الأولى فيه من خلال فرض قانون إنتخابي هجين يفسح له المجال بالسيطرة على المجلس التشريعي ليشرعن الغير مشرعن حتى الآن، على غرار الحشد الشعبي في العراق والحرس الثوري في إيران، ثم الإنطلاق لخطوة جديدة خالية من البراءة كما يطرحها المجتمع المدني.
فطرح قانون النسبية والدائرة الواحدة سوف يكون الخطوة التالية التي أعلن عنها في بيانه، وطبعا لن يصب الأمر في مصلحة الخيارات المدنية وتحقيقها إنما سيصب في مصلحة الفوقية الحاكمة وإنفرادها في إدارة الأمور وما لم يستطع تحقيقه حتى اليوم سوف يحقق له من خلال مجلس نواب موال في أكثريته حيث سيسهل تمرير أي مشروع هجين يضرب الدولة في أساساتها.
فهنيئا لحكامنا الأعزاء بما صنعت أيديهم من نحر لأسس المجتمع التعددي وسلامة تطوره الديمقراطي بما سوف يؤدي إلى زواله وهنيئا للمجتمع المدني البري! ولتتحضروا لحكم إلآهي جديد فخاتمة البيان تحمل في طياتها كل التفسيرات والمعان.
خاتمة البيان
في طياتها
كل التفسيرات
كل المعان
تطيح نظاما
تستنبط قواعد
تحيل إرادة
لخبر كان
تنشدها رنة
تصورها جنة
يعبق فيها
زهر البيلسان
حبها واجب
راغبها صاحب
وإلا فالويل
الحكم خان
فالفكر محظور
والإعتراض مرزول
وأصغر تهمة
أولها إرتهان
تستحضر الحوافز
تستنفر الغرائز
في دقائق
في لحظات
في ثوان
تطيح نظاما
تستنبط قواعدا
تحيل إرادة
لخبر كان
فخاتمة البيان
في طياتها
كل التفسيرات
كل المعان.