فيديو وبالصوت/مقابلة د.توفيق هندي من تلفزيون المر/انسحبت من الانتخابات لأن حزب الكتائب لم يلتزم باتفاقه معي وحزب الله هو آب القانون الانتخابي النسبي

151

في أعلى بالصوت/فورماتMP3/مقابلة د.توفيق هندي من تلفزيون المر/انسحبت من الانتخابات لأن حزب الكتائب لم يلتزم باتفاقه معي وحزب الله هو آب القانون الانتخابي النسبي/24 آذار/18/اضغط على العلامة في أعلى إلى اليسار للإستماع للمقابلة

بالصوت/فورماتWMA/مقابلة د.توفيق هندي من تلفزيون المر/انسحبت من الانتخابات لأن حزب الكتائب لم يلتزم باتفاقه معي وحزب الله هو آب القانون الانتخابي النسبي/24 آذار/18/اضغط هنا للإستماع للمقابلة

فيديو مقابلة د.توفيق هندي من تلفزيون المر/24 آذار/18/اضغهط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة
https://www.youtube.com/watch?v=J05gK9D1AaA

 

بيان صادر عن الدكتور توفيق هندي يشرح من خلاله اسباب انسجابه من السباق الإنتخابي

بيروت/23 آذار/18

  1. لماذا رشحت نفسي على مقعد الأقليات في دائرة بيروت الأولى؟

لأنني أردت أن أزيد فعاليتي في العمل الوطني، ولا سيما فيما يخدم حرية وسيادة وإستقلال لبنان وبناء دولة فعلية صالحة نظيفة. فأني لا أنتمي إلى حزب أو جماعة سياسية بعينها، ولست وزيرا” أو وزيرا” سابقا” أو نائبا” أو نائبا” سابقا”. وبالتالي إرتأيت إني بحاجة إلى منصة رسمية تزيد زخم حركتي السياسية في الداخل والخارج. أما سعيي للنيابة، فهو حق مشروع لكل لبناني وليس عيبا”، لا يبرره أي طموح لإمتلاك السلطة من أجل السلطة أو بهدف الوجاهة أو تحقيق المكاسب المادية. فالحمد لله، تاريخي يشهد على ذلك.

ولا بد هنا من تذكير ما أعلنته في خاتمة الكلمة التي ألقيتها في مناسبة الذكرى الرابعة لإستشهاد صديقي العزيز وتوأمي السياسي محمد شطح:

“علينا أن نشكل “تجمعا” من أجل السيادة” (على شاكلة “لقاء قرنة شهوان”) يبلور حالة إعتراضية وطنية سيادية سلمية تضم كافة الطوائف ولا تسعى للمساكنة مع حزب الله في الحكومة وتعلن للملأ معارضتها للأمر الواقع الإيراني وتعمل في سبيل خلاص لبنان منه على قاعدة العمل على التنفيذ الكامل نصا” وروحا” للدستور وإتفاق الطائف والقرارات الدولية، ولا سيما القرارين 1559 و1701.”

لقد عملت جاهدا” خلال أكثر من سنة عبر إتصالات مع قوى وشخصيات سيادية لتحقيق هذا الهدف قبل الإنتخابات، ولكن دون جدوى، وذلك لكي يشكل “التجمع من أجل السيادة” سبيلا” آخر لإخراج لبنان من تحت الإحتلال الإيراني المقنع لبنانيا” ولكي يشكل إطارا” مرجعيا”، شعبيا” وسياسيا”، لمن يريد أن يترشح من أعضائه.

السبب الثاني الذي دفعني لأرشح نفسي، وأنا أنتمي إلى طائفة السريان الكاثوليك، هو أن من الحسنات القليلة لهذا القانون الإنتخابي، أنه نقل مقعد “الأقليات” لمرة وحيدة منذ الإستقلال، إلى دائرة يمكن لها أن تساهم في إختيار من يمثلها. فالإجحاف كبير جدا” بالنسبة للأقليات: فلهم مقعد واحد في لبنان كله لأكثر من 55000 ناخب، فضلا” عن أن غالبية السياسيين يتصرفون وكأن هؤلاء “الأقليات” هم “كمشة أصوات بالتصرف”.

فأردت من خلال ترشيحي أن أعيد إلى طائفتي كرامتها وحقوقها، حقوقها السياسية المهدورة، ولا سيما حقها بأن تتمثل في الحكومات والإدارة وبشكل خاص تحقيق ما يطالب به البطركيين السريانيين بأن يكون للسريان كاثوليك مقعدا” في البرلمان وللسريان الأرثودكس مقعدا”

أيضا”، على أن يبقى مقعد “الأقليات” لباقي الطوائف التي تؤلفها، أي اللاتين والكلدان والأشوريين والأقباط. وقد جال البطركان على كافة القيادات السياسية والروحية وسمعوا منهم ما طاب من وعود. وقد وضع قانون إنتخاب جديد وتبخرت الوعود في ظل هم أوحد لمن شاركوا في “وضع” القانون، أعني تكبير حصتهم النيابية من خلاله.

لذا، أعتبر أن أي ممثل حزبي لمقعد “الأقليات” لن يتمكن من تحقيق هذا المطلب وهذا الحق لسبب بسيط وبديهي هو أن أولويات الحزب ليست أولويات الطائفة و”من يحك جلدك هو ظفر إصبعك”.

ولأني أتحلى باللإستقلالية عن الأحزاب والجرأة والمبادرة والنضالية والعقل، أردت أن أترشح لتحقيق هذا الهدف بالذات.

أما السبب الثالث الذي دفعني للترشح، فهو الكمية الوافرة من المحبزين لدى “الأقليات”، ولا سيما لدى طائفتي، إلى جانب من يحترمني ويريدني من المسيحيين عموما” نظرا” لتاريخي ولشفافيتي ومواقفي الوطنية السيادية الواضحة، دون أن نغفل الدعم السني لما لمواقفي الوطنية السيادية من تناغم مع توجهات الطائفة الكريمة.

ولكن ماذا عن قانون الإنتخاب؟

لا شك أنه القانون الذي أراده حزب الله والذي يزيد من قدرته على السيطرة على مؤسسات الدولة اللبنانية الدستورية والإدارية والعسكرية والأمنية، مما يسمح له بتحويل سلطته من سلطة الأمر الواقع إلى سلطة شرعية وإستتباع كافة القوى التي سوف تشاركه بالحكومة العتيدة.

من المؤسف أن كافة القوى التي “شاركت” في وضع هذا القانون الهجين، غير الأخلاقي، وتباهت بتسويقه، والذي هو أبعد ما يكون من تحقيق المناصفة التي لطالما نادوا بها، لم تدرك مفاعيل وتداعيات هذا القانون وظنت أنها سوف تستفيد منه وتحقق المعجزات لنفسها.

فهذا القانون ضرب بألف إنتهازية من يعتقد أنه يتعاطى السياسة من قوى وشخصيات قديمة ولكن أيضا” جديدة دخلت حلبة السياسة من باب المجتمع المدني. وبالمناسبة، منظمات المجتمع المدني ليست هي المجتمع المدني. والملاحظ هنا أن قلة من المجتمع المدني يطرح المسألة السيادية في برنامجه. وهذا قد يعني قبولا” بالأمر الواقع. والملاحظ قلة خبرة العديد من المجتمع المدني ونرجسية بعضهم. كما أن برامجهم، وإن تعبر أحيانا” عن رغبة صادقة في التغيير ومحاربة الفساد والإصلاح والمحاسبة وتنشد الحوكمة الرشيدة وحل مشكلة البطالة

والزبالة والكهرباء والماء والسير والفقر وإنعاش الإقتصاد،… غير أن برامجها لا تتعاطى إلا بالعموميات وتصلح في أي بلد وتغفل إجمالا” واقع تداعيات وقوع لبنان تحت السيطرة الإيرانية المقنعة لبنانيا”.

بالمبدأ، النظام النسبي يفترض أن تتنافس لوائح متجانسة سياسيا”. غير أن ما نشهده هو تشكيل لوائح مشكلة من إتجاهات سياسية ووطنية متناقضة على أساس المصالح الشخصية والعائلية والفئوية والحزبية الضيقة وليس المبادئ. والأسباب متعددة: تخلف التركيبة السياسية-المجتمعية اللبنانية (مزيج هجين من الإقطاع الآري والقبلية السامية على حد قول أوهانيس باشا قيومجيان، آخر متصرف في لبنان)، الأحزاب هي عائلات سياسية شبه منظمة، الولاء لرئيسها الملهم مطلق، الصوت التفضيلي الأوحد الذي يمزق ما تبقى من النسيج السياسي اللبناني، بين القوى المفترض أن تكون حليفة أو حتى داخل الحزب الواحد، فيزيد من إخضاع هذه القوى إلى سلطة حزب الله خلال المرحلة الإنتخابية وبعدها.

بالمبدأ أيضا”، النظام النسبي يناسب مجتمعات متطورة موحدة متجانسة، حيث التقاليد الديمقراطية متأصلة فيها، ولا مشكلة فيها بإعتماد الصوت التفضيلي أو سبل أخرى لتحديد الفائزين في اللوائح. أما الصوت التفضيلي الأوحد في ظل التمثيل الطائفي وطريقة تحديد الفائزين في اللوائح التي حصلت على حاصل أو أكثر، قد تجعل مرشحا” ما يسقط وهو يتمتع بعدد كبير من الأصوات التفضيلية وقد تجعل آخرا” يفوز بعدد ضئيل من الأصوات التفضيلية، مما يفتح الباب أمام ألاعيب غير ديمقراطية في تشكيل اللوائح.

يجعل هذا القانون الهجين، كل لائحة تتنافس مع اللوائح الأخرى للفوز بأكبر عدد من المقاعد، كما يجعل المنافسة في غاية الحدة بين مرشحي الائحة الواحدة.

ولكن، لماذا إنسحبت من السباق الإنتخابي؟

ليس لأنني لم أتمكن من أن أشكل مع غيري لائحة. فهذا أمر مؤمن.

ليس لأنني لا أحظى بأصوات تفضيلية كافية لتأمين نجاحي.

بل لأنني أؤمن بضرورة تشكيل لائحة متجانسة سياسيا” ولا سيما بما يخص الطرح السيادي والإصلاحي.

وهذا أمر لم يعد متوفرا” بعد أن أدخل حزب الكتائب مرشحه نديم الجميل في لائحة القوات اللبنانية، علما” أنه كان ثمة إتفاق منذ سنة بيني وبين الحزب، وعلى قاعدة التناغم بالموقف السياسي والوطني، ولا سيما بما يخص القضية السيادية كما الموقف من المسار السياسي للمستقبل والقوات اللبنانية في شراكتهم حزب الله في العهد والحكومة، على أن نخوض الإنتخابات سويا” على نفس اللائحة المتجانسة سياسيا”.

لا أعتقد أن في تغيير موقف حزب الكتائب حكمة، ولا أعتقد أنه بالقرار الذي إتخذه زاد من حظوظ فوز مرشحه، بل اعتبر أن العكس صحيح.

نعم، ثمة عتب وأريد أن آمل أن نلتقي لاحقا” بعد الإنتخابات لتكوين التجمع من أجل السيادة مع كافة القوى السيادية التي تشبهنا.

أما أنا، بالرغم من إنسحابي من السباق الإنتخابي، فإني أجزم بأني باق بكامل فعاليتي على الساحة السياسية والوطنية.

ولأني مقتنع بأن الأوضاع في المنطقة سوف تشهد تطورات جسيمة، سوف أضاعف الجهد للمشاركة في تأسيس التجمع من أجل السيادة، كما فعلت سابقا” بالنسبة للقاء قرنة شهوان، وذلك للإستفادة من أية تطورات في المنطقة لصالح حرية وسيادة وأستقلال لبنان وتحقيق دولته كاملة المواصفات.

كما أنني سوف، أجهد، كما لو كنت منتخبا”، لتحقيق كرامة الطوائف التي تشكل “الأقليات” وبشكل خاص طائفة السريان الكاثوليك، وللإستحصال على حقوقها المهدورة