الدكتورة رندا ماروني/غابة للسلاح ومغارة للصوص

442

غابة للسلاح ومغارة للصوص
الدكتورة رندا ماروني/10 آذار/18

على شفير الهاوية المالية والاقتصادية نستقبل إنتخابات شكلية لنقول للعالم إننا ما زلنا نعيش في دولة ديمقراطية، مشروع سياسي واضح يقابله تحالف بالقطعة ومن دخل البازار باع وإشترى ومنى نفسه بمكسب من هنا ومقعد من هناك في واقع أقل ما يقال فيه أنه أضحى غابة للسلاح ومغارة للصوص تتقاذف تهم الفساد
فبعد أن إرتضينا بهانوي بدلا من هونغ كونغ بحجة التماشي مع الأمر الواقع هل ستستطيع إقرار الموازنة الجديدة في مجلس النواب إضافة إلى عقد المؤتمرات الدولية طلبا للمساعدة ولجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال من الحد من الانزلاق الإقتصادي والمالي، في ظل تراشق تهم الفساد وفي ظل التخبط الأمني والقضائي العنوانين الأساسين للثقة والاندفاع للإستثمار في لبنان؟
لقد أتى تقرير صندوق النقد الدولي الأخير منذرا الدولة اللبنانية مشيرا إلى أن مسار الدين العام ليس مستداما ولا مفر من إجراء عملية كبيرة للضبط المالي تحافظ على إطار السياسة الحالي، وقد أتى هذا التقرير سابقا لمؤتمر سيدر الذي سيعقد في باريس في السادس من نيسان المقبل لدعم مشاريع الإستثمار في لبنان
وإذا كان لتقرير صندوق النقد الدولي وقعا محركا للسعي لخفض نفقات الحكومة اللبنانية بنسبة 20% ولإقرار الموازنة المتأخرة في مجلس النواب بعد الدخول في عقده العادي الأول يوم الثلاثاء المقبل في حال إحالة الحكومة لمشروع الموازنة، إلا أنه لم يوقف الاندفاع في التراشق بتهم الفساد مضافا إليها تخبطا أمنيا وقضائيا خاصة بعد قضية عيتاني- الحاج، مما قد ينعكس سلبا على إندفاعة الدول المانحة في تمويل مشاريع الإستثمار التي أعدتها الحكومة اللبنانية والتي تصل قيمتها إلى 16 مليار دولار.
فالتوصيات التي وضعتها مجموعة دعم لبنان في باريس في 7 كانون الأول العام الماضي والتي تضمنت طلبا واضحا موجها إلى المسؤولين اللبنانيين في تسريع برنامج الإصلاح الحكومي لتمكين كل المؤسسات اللبنانية والكيانات الاقتصادية والمواطنين من تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي داخل دولة تضطلع بدورها كاملا في مناخ من الديمقراطية والشفافية لم يلقى تجاوبا جديا في تنفيذه، فبالإضافة إلى الغرق في سياسات المحاصصة والصفقات المشبوهة والفساد المالي لم تستطع الدولة اللبنانية من ان تلتزم بمشروع سياسي واضح محايد عن الصراعات الدائرة في المنطقة مما سيدفع بالعديد من الدول المانحة والتي التزمت سابقا في مساعدة لبنان إلى الإنسحاب حاليا في ظل المعطيات السياسية الراهنة .
فإذا كان الواقع السياسي للدولة مشبوه في ظل القبول بالمساكنة بين الشرعي وغير الشرعي من الطقم السياسي الحاكم مما يجبرنا على العيش في غابة من السلاح فلا بد للتراشق بتهم الفساد بين المسؤولين أنفسهم من أن يصورهم بمغارة من اللصوص.
غابة من السلاح
رتل من اللصوص
كل شي مباح
مزور في النصوص
مزيد من الأرباح
تكتسح في إكتساح
جيوبهم تغوص
كل له جناح
يعلنه بإفتتاح
بالفساد مرصوص
يتباهى بالصلاح
فاق الديك وصاح
ليشرح المنقوص
وليصوب الرماح
في مطلع الصباح
ويحدد الحصوص
غابة من السلاح
رتل من اللصوص
كل شي مباح
مزور في النصوص.