بيان صادر عن رئيس حزب حرَّاس الأرز أبو أرز. إتيان صقر: إلى أصحاب الميغ والسوخوي

157

بيان صادر عن رئيس حزب حرَّاس الأرز أبو أرز. إتيان صقر: إلى أصحاب الميغ والسوخوي
27 شباط/18

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:
عندما تشاهد مقاتلات الميغ والسوخوي تُعربد طليقةً في سماء الغوطة، وتُغير على أحيائها وبيوتها المكتظة بأهلها، بُغية قتل أكبر عدد منهم رجماً تحت الأنقاض.
وعندما ترى الناس تهرع مرعوبة، إثر كل غارة، لتفتّش عن أطفالها بين الردم، فتنتشل أجساداً فارقت الحياة، أو بقيت بين الحياة والموت، أو بقايا أشلاء مزقتها الصواريخ والقنابل العنقودية، ناهيك بمن بقوا تحت الركام ودُفنوا هناك.
وعندما تعلم ان أهل الغوطة، بعد سنوات من الحصار المُحكم، يأكلون الأعشاب وأطفالهم يتساقط شعرهم من شدّة الخوف.
عندها تتأكد ان عهد النازيّة عاد إلى الظهور بنسخته الجديدة، وأصحاب تلك المقاتلات هم سفّاحو هذا العصر.
وعندما تُحرَم المعارضة من إمتلاك أسلحة مضادة للطائرات لممارسة حقها الطبيعي في الدفاع عن نفسها وشعبها، عندها تُدرك مدى الظلم الذي لحق بهذه المعارضة من قِبَلأصدقائها; قبل أعدائها منذ قيامها إلى اليوم.
وعندما ترى المجتمع الدولي والغربي خاصةً، يتفرّج على هذه المذبحة المفتوحة بدم بارد، فلا يتحرّك ولا يُبادر ولا يُبالي، بل يكتفي بإجترار عباراته السخيفة المعروفة، نأسف، ونستنكر، ونقلق، ونُدين بأشدّ العبارات (لاحظ أشدّ)… إلخ.
عندها تتأكّد ان هذا الغرب جبان ومنافق، لا تحرّكه سوى مصالحه التجارية، وان شعاراته عن الديموقراطية والحرّية وحقوق الإنسان التي يتبجّح بها كل يوم، ما هي إلّا واجهة يختبىء وراءَها لإخفاء وجهه القبيح.
وتتأكّد أيضاً انه بالرغم من التكنولوجيا الحديثة، ما زلنا نعيش اليوم، وفي القرن الواحد والعشرين، في كوكبٍ تديره وحوش بشرية ضارية، كبيرها يأكل صغيرها، وقويّها يسحق ضعيفها، والأطفال يُطمرون أحياء تحت أنقاض منازلهم.
وتتأكّد أخيراً ان منظمة الأمم المتحدة التي أُنشأت لمنع الحروب وحماية الشعوب وحقوق الإنسان، قد فشلت في كل ما وعدت، وتحوّلت إلى منصّة لإلقاء الخطب المنمّقة، وإلى مؤسسة خيرية لتوزيع المساعدات والمواد الغذائية والصحية والخِيَم لضحايا الحروب من لاجئين ومشرّدين ونازحين…
أما مجلس الأمن، صاحب السُلطة التنفيذية المفترضة في إشاعة الأمن والإستقرار في العالم، فقد تحوّل هو الآخر إلى منصّةٍ للتكاذب والتراشق بعد أن أصيب بشللٍ رعاشي أقعده عن التحرّك بقضل سلاح (الفيتو) حق النقض الذي راح يستخدمه الكبار كلما تعرّضت مصالحهم للخطر، أو كلما أرادوا حماية حلفائهم من المثول أمام العدالة الدولية.
العبرة مما تقدّم هي إن على الشعوب الصغيرة أن تجد الوسائل المناسبة لحماية نفسها بنفسها، وأن تعتمد على قواها الذاتية، فلا تعوّل أبداً على حليفٍ أو صديقٍ أوشقيق.
كلمة أخيرة نوجهها إلى أصحاب الميغ والسوخوي العالية الدقّة والحداثة، والتي تُعربد طليقةً في أجواء الغوطة وسواها،
أولاً، إذا كنتم تعتقدون ان دكّ المنازل وهدمها على ساكنيها عملٌ بطولي، فأنتم أجبن مما تعتقدون وتتصورون.
ثانياً، ان دماء الأطفال وجثثهم الباقية تحت الأنقاض، ستظل تلعنكم حتى يوم القيامة وانقضاء الدهر.
حمى الله لبنان من هذه الوحوش الكاسرة.
لبّيِك لبنان
أبو أرز. إتيان صقر