الياس بجاني/زرع جعجع والحريري الزؤاني والإسخريوتي أوصل إلى واقع تصدر صورة الحريري وجريصاتي في احتفال 14 آذار

256

زرع جعجع والحريري الزؤاني والإسخريوتي أوصل إلى واقع تصدر صورة الحريري وجريصاتي احتفال 14 آذار
الياس بجاني/15 شباط/18

مثال الزارع والقمح والزؤان
(انجيل متى 13/من24حتى54/: قَدَّمَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ قِائِلاً: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا زَرَعَ زَرْعًا جَيِّدًا فِي حَقْلِهِ.”وَفِيمَا النَّاسُ نِيَامٌ جَاءَ عَدُوُّهُ وَزَرَعَ زَوَانًا فِي وَسْطِ الْحِنْطَةِ وَمَضَى. فَلَمَّا طَلَعَ النَّبَاتُ وَصَنَعَ ثَمَرًا، حِينَئِذٍ ظَهَرَ الزَّوَانُ أَيْضًا. فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ الْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ:يَا سَيِّدُ، أَلَيْسَ زَرْعًا جَيِّدًا زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ؟. فَقَالَ لَهُمْ: إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هذَا. فَقَالَ لَهُ الْعَبِيدُ: أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟ فَقَالَ: لاَ! لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعًا إِلَى الْحَصَادِ، وَفِي وَقْتِ الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا أَوَّلاً الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَمًا لِيُحْرَقَ، وَأَمَّا الْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَني».)

من يزرع الريح لا بد وأن يحصد العاصفة، ومن يزرع الزؤان على الأكيد الأكيد لن يحصد قمحاً، لأن العوسج لا يثمر لا تيناً ولا عنباً.
وعملياً وواقعاً وحقيقة فإن من ينسلخ عن الواقع المعاش على الأرض ويغرّب نفسه وفكره وممارساته عن أسس الإيمان وعن كل مقوماته فهو لا يحصد في النهاية غير ما زرعه.

ونعم، وعلى الأكيد الأكيد، فإن صورة أمس في احتفال الذكرى السنوية لإغتيال الرئيس رفيق الحريري التي جمعت بين الرئيس سعد الحريري والوزير سليم جريصاتي وتصدرت الاحتفال وكافة وسائل الإعلام هي معبرة جداً وتجسد 100% ودون أدنى شك غلال حصاد ما زرعه كل من الدكتور سمير جعجع بالتكامل والتضامن مع الرئيس سعد الحريري وعن سابق تصور وتصميم وعلى خلفيات أجندات شخصية وسلطوية ونفعية..

ماذا كان زرع سعد وسمير الزؤاني؟
زرع سمير وسعد الزؤاني كان فرطهما الجحودي واللالبناني واللاقيمي واللامبدئي لتجمع 14 آذار السيادي والاستقلالي ودخولهما في صفقة تسوية سلطوية ونفعية مع محور الممانعة الإيراني عبر وكلائه في لبنان…سميناه “الصفقة الخطيئة”.

زرع سمير وسعد في صفقتهما الخطيئة زؤان شعارات خادعة وواهمة بقصد التعمية واستغباء الناس واللعب على وضعهم الاقتصادي الصعب، وبالتالي تغيير أولوياتهم الوطنية والإستقلالية والمبدئية.. ففشلا وسقطت كل حساباتهما الدفترية الواهمة الشخصية والسلطوية واللاغية لكل من يعارضهما على حد سواء.

زؤانهما كان ولا يزال هو بذور شعارات خادعة منها الواقعية والاستقرار وربط النزاع والتعايش مع سلاح الاحتلال…والتسويق لمقولة استسلامية هي أن سلاح حزب الله واحتلاله للبنان ودويلاته وحروبه هي كلها دولية وإقليمه ولا قدرة للبنانيين على مواجهتها.

في انحرافهما وشرودهما عن طرق ومسالك ومبادئ وألف باء السيادة والاستقلال والدستور والقرارات الدولية قفزا فوق دماء الشهداء ووضعا كل من رفض السير معهما من السياديين الشرفاء في خطيئة استسلامهما في خانة الأعداء..والأمثلة كثيرة وكلها معيب.

سمير استبعد الدكتور فارس سعيد وسامي الجميل وغيرهما كثر من الشرفاء والمناضلين عن الاحتفال بذكرى الشهداء، وسعد استبعد الدكتور فارس سعيد وكثر غيره من السياديين عن ذكرى الاحتفال السنوي لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن دعي منهم لم يعامل باحترام مما دفع بعضهم لمغادرة مكان الاحتفال.

وهنا لا بد من التذكير بحملة تيار المستقبل التخوينية المستمرة على الدكتور فارس سعيد واللواء اشرف ريفي وعلى غيرهما من الأحرار والشرفاء والشجعان الذين رفضوا السير بالصفقة الخطيئة وعروا ويعرون كل بنودها ومفاعيلها الإستسلامية…وهي حملة تجني وافتراء وحقد لا أكثر ولا أقل.

في هذه الوقت تم توزيع صورة من داخل صالة احتفال يوم أمس تجمع في الصف الأمامي الرئيس سعد الحريري والوزير سليم جريصاتي.

الصورة جداً معبرة وهي تقول لكل من يعنيهم الأمر ما يسعى جاهداً الرئيس سعد الحريري على إخفائه عن بيئته تحديداً، وعن اللبنانيين وعن الدول العربية عموماً، وهو أنه أصبح في السياسة المحلية والإقليمية من ضمن محور الممانعة رغم كل كلامه اللفظي عن عكس ما هو واقع ومعاش.

أما سمير جعجع المتذاكي وشريك سعد في الصفقة فهو وكما دائماً يلتحف بما يتوهم أنه “تشاطر وتذاكي وحربقة”، حيث أنه متمسك بكل بنود الصفقة الخطيئة النفعية والسلطوية ومنها استمرار وزرائه في الحكومة، ولكن ومن مفهوم التشاطر والتذاكي الفاشل والمكشوف هو يلهي يعض الناس بمواقف سيادية لفظية غير قابلة للصرف.

يبقى أنه محزن ومعيب للغاية أن احتفال 14 آذار هذه السنة جاء فارغاً وبلا مضمون سيادي واستقلالي وغريب عن دماء وتضحيات الشهداء ومغرب عن روحية الذكرى.

لمن يعنيهم الأمر من الواهمين والمرتدين والمتذاكين والمتشاطرين، نقول وبصوت عال إن التاريخ سيلعن ربع نفاق شعارات الاستقرار والواقعية وربط النزاع وهرطقة واسخريوتية صفقة الخطيئة.

في الخلاصة المؤكدة وعلى الأكيد الأكيد: لا مهرب من العدالة، ولا مهرب من الحساب يوم الحساب الأخير، وعلى الأكيد الأكيد إن من يتفلت من عدل قضاة الأرض، لن يكن بإمكانه التفلت من عدل قاضي السماء..

الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com