الياس الزغبي: سلاح حزب الله يُحرج لبنان في محادثاته مع تيلرسون ونظريّتا وربط النزاع والنأي بالنفس لا تُقنعان العالم

62

الياس الزغبي لموقع “ليبانون ديبايت”: سلاح “حزب الله” يُحرج لبنان في محادثاته مع تيلرسون ونظريّتا  و”ربط النزاع” و”النأي بالنفس” لا تُقنعان العالم

أجرت الحوار: نهلا ناصر الدين
ليبانون ديبايت/14 شباط/18

في قراءة للمحادثات التي سيُجريها وزير الخارجية الأميركي في المنطقة وتحديداً لبنان، قال الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي في حديث خاص مع موقع “ليبانون ديبايت”:

“ليس خافياً أن الأجندة الأميركية في المنطقة ترتكز على أولويات باتت واضحة، وأبرزها الصراع المتعدد المجالات في الشرق الأوسط، وفي مقدمها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وامتداداته العربية والإقليمية”.

“لذلك، فإن الملفات التي يحملها تلرسون تبدأ من الصراع الكبير في الشرق الأوسط وصولاً إلى الملفات الفرعية ومن أبرزها الملف اللبناني في شقيه: الأول مسألة النزاع على الحدود البرية والبحرية بين لبنان واسرائيل، ولا شك أن أميركا تلعب دور الوسيط هنا، لكنها تأخذ في الاعتبار بالدرجة الاولى مصلحة إسرائيل، وفي الوقت نفسه لا تنكر ولا تتنكر للحقوق اللبنانية.

والثاني: مسألة سلاح حزب الله تحت المظلة الكبيرة التي يمكن أن نسميها النفوذ الايراني المتغلغل في المناطق العربية، وواشنطن لا تخفي موقفها من أنها تسعى إلى تقليص مستوى هذا النفوذ بدءاً من اليمن والعراق وصولاً إلى سوريا ولبنان.

وأضاف الزغبي؛ “إنّ الشق الشائك في محادثات تيلرسون في بيروت سيكون الجانب المتصل بسلاح حزب الله، لأن مسألة ربط النزاع مع سلاح حزب الله في الداخل لم تعد تصلح لحماية لبنان من أخطار الخارج، وهي نظرية لا تُقنع الغرب ككل والولايات المتحدة تحديداً، فربط النزاع مع حزب الله ربما يؤمن الاستقرار الموضعي المؤقت في الداخل، لكن لا يمكن أن يحمي لبنان من الأخطار التي تتصاعد خصوصا بعد المواجهة الأخيرة بين اسرائيل على الأرض السورية مع إيران وسواها من القوى التي تدعم النظام السوري”.

ويسأل الزغبي: “هل يستطيع لبنان توحيد موقفه وتبريره من سلاح حزب الله ووظيفته الإقليمية والخارجية، أم انه سيواجه تيلرسون والمجتمع الدولي بنظرية ربط النزاع”.

“لذلك، فإنّ العقوبات الأميركية على لبنان مرشحة إلى المزيد من التصاعد وربما تتحول لنوع من “إدارة الظهر” لمصير لبنان من قبل أميركا وسواها طالما أن لبنان لا موقف واضحاً له من سلاح حزب الله ووظائفه في المنطقة. والمؤكد أن هناك حرجاً كبيراً أمام المسؤولين اللبنانيين وتحديداً الرؤساء الثلاثة في محادثاتهم الوشيكة مع تيلرسون حول ملف سلاح حزب”.

وعن الملف الانتخابي، يلفت الزغبي إلى “أنه ربما هناك تضخيم بلغ الولايات المتحدة والغرب عموما أن الانتخابات المقبلة ستكون لمصلحة محور الممانعة، وهي بالتأكيد لا تريد أن يكون لحزب الله مزيد من النفوذ في لبنان والمنطقة ولذلك ربما يكون هذا الموضوع مطروحا لكن على هامش الملف الأساسي الذي يُعنى بمصير سلاح حزب الله”.

ورداً على سؤال حول عودة أميركا إلى لبنان بعد 4 سنوات من القطيعة، يقول الزغبي، “في الحقيقة أن أميركا لم تغادره لتعود اليه. فهي في مرحلة تفعيل سياستها في الشرق الأوسط بعد مرور أكثر من سنة على إدارة ترامب. ومعروف أن الهدف الأول من هذه السياسية الإقليمية للولايات المتحدة تقليص نفوذ إيران في المنطقة العربية تحديدا، ولبنان هو إحدى الحلقات التي تهتم بها أميركا. ولا تعود واشنطن للملف اللبناني إلا من هذه المساحة الواسعة أي مساحة الشرق الأوسط وليس لبنان كدولة صغيرة بحد ذاتها”.

سياسة في سطور
الياس الزغبي/14 شباط/18
في ال”بيال” اليوم مشهدان متناقضان:
– في المشهد الأمامي ظهور راجح لأعداء “ثورة الأرز” والمحكمة الدوليّة وشهداء انتفاضة الاستقلال
– في المشهد الخلفي الشعبي استمرار النفور من هؤلاء الأعداء، برغم كل مساحيق التجميل، من “التسوية” و”النأي بالنفس” و”ربط النزاع” و”الاستقرار” و”الاعتدال”
وبينهما فوضى أطاحت الأصول والبروتوكول، فوصلنا بشقّ النفس، وارتبك الاستقبال، وضاعت المقاعد…
وكان خطاب الرئيس سعد الحريري موجّهاً إلى المشهد الخلفي، باستثناء إشارات عابرة إلى المشهد المتصدّر، منها الطائف والعلاقة مع العرب ووجوب التزام التوقيع على “النأي بالنفس”
واللافت استخدام تهمة العمل لمصلحة “حزب الله” في وجه “الأعداء” ضمن البيئة نفسها
امّا النافر فكان تكرار الاصرار على رفض التحالف مع “حزب الله”، وفي الوقت نفسه الاتجاه إلى التحالف مع “ملائكته”!
… إنّها الانتخابات، وما أدراك!