الدكتورة رندا ماروني: على وقع الغارات

391

على وقع الغارات
الدكتورة رندا ماروني/10 شباط/18

على وقع الغارات الإسرائيلية المدانة التي إخترقت الأجواء اللبنانية لشن هجمات على مواقع في سوريا، هذه الغارات التي إعتبرها قائد سلاح الطيران الإسرائيلي هي الأوسع على المضادات الجوية السورية منذ حرب لبنان عام 1978، والتي إستهدفت إثني عشر هدفا بينهم أربعة أهداف إيرانية، تصاعدت الإبتهالات في لبنان من الفريق الممانع المدعوم من النظام الإيراني محتفية بالنصر على إثر سقوط طائرة إسرائيلية في سوريا من طراز F16 فيما التظاهرات المنددة بالنظام الإيراني تجوب شوارع طهران.

لقد نشر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على صفحته على تويتر فيديو لعملية إسقاط طائرة دون طيار إيرانية خرقت الأجواء الإسرائيلية قادمة من سوريا، وفي تعليق على الفيديو ذكر أدرعي أن نشر هذا الفيديو أتى للرد على الأكاذيب الإيرانية والسورية مضيفا أن الشريط يظهر أيضا إستهداف عربة كانت تتحكم بتسيير الطائرة من العمق السوري، وحذرت إسرائيل بأن إيران وسوريا تلعبان بالنار في حين أنها لا تسعى إلى التصعيد إلا أنها ستبقى على إستعداد لكل الإحتمالات بعد تصعيد مفاجئ بينها وبين سوريا وقال المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس أن إيران وسوريا تلعبان بالنار بارتكابهما مثل هذه الأعمال العدوانية مؤكدا أن إسرائيل لا تسعى إلى التصعيد، إلا أنها جاهزة لمختلف السيناريوهات ومستعدة لتدفيع من يرتكب هذه الأعمال ثمنا باهظا، وأتى الرد الإيراني من وزارة الخارجية الإيرانية لينفي ضلوع إيران في أي دور لها بإرسال طائرة دون طيار إلى شمال إسرائيل، كما لينفي أي دور لها في إسقاط المقاتلة الإسرائيلية، وبحسب وزارة الخارجية فإن الوجود الإيراني في سوريا إستشاري وبطلب من الحكومة السورية، وأن الادعاءات بإطلاق إيران طائرة دون طيار وراء إسقاط الطائرة الإسرائيلية مثيرة للضحك ولا تستحق التعليق.

إن نفي إيران لضلوعها في إسقاط طائرة إسرائيلية، وما لا يستحق التعليق منها إستحق الإحتفاء من الفريق الممانع لتحقيق نصرا في سوريا بإسقاط طائرة، فيما أن الاستهداف المركز لاثني عشر موقعا ووقف حركة الطيران الحربي بشكل كامل في مطار التيفور العسكري السوري بعد القصف الإسرائيلي له، وانفجار مستودع ذخيرة للنظام السوري غرب مدينة الكسوة بريف دمشق لا يدخل في حسابات الربح والخسارة كما تعودنا من خلال العمليات الحسابية والتقييم لدى الفريق الممانع.

فتقييم الإنصهار مع القيادة الإيرانية محليا مختلف عن تقييمه من الشعب الإيراني الجائع، وما يعتبر إنتصارا هنا يقابله نفور داخلي هناك من الشعب الإيراني لقيادته ولمن هو مدعوم منها ومنصهر معها، فهو بالنسبة للشعب الإيراني ليس سوى طفيليات تسرق منها قوتها اليومي حتى طفح الكيل ليترجم مسيرات وإعتراضات وثورات وحرق دواليب وحرق لافتات وصور لخامنئي والخميني في كثير من المدن الإيرانية بمناسبة ما يسمى بإنتصار الثورة ودعوات للمظاهرات ضد مسيرات النظام المقررة يوم غد الأحد.

لقد بتنا بحاجة ماسة اليوم لإعادة النظر في مفاهيم الربح والخسارة فالكلفة الباهظة على الواقع اللبناني للسياسات الخاطئة تتعاظم يوما بعد يوم، فعلى وقع الغارات إبتهالات من ناحية وفي المقلب الآخر ثورات.
على وقع الغارات
إبتهالات
من ناحية
وفي المقلب الآخر
ثورات
تضج جوعا
ودانت
من سراديب داكنة
دكون الممات
ضاقت ذرعا
وإنتفضت
بعد طول سبات
وصفت غريبا
بالطفيلي
على قوتها يقتات
ينحر في عظمها
ويطيل النحر
بإزميل نحات
لا يترك لها منه
إلا ما قل قليله
من الفتات
فعلى وقع الغارات
تعلو الهتافات
وفي المقلب الآخر ثورات