د. محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلاي:«الهولوكوست» جريمة نازية في حق الإنسانية لا يمكن التقليل من فظائعها

98

د. محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: «الهولوكوست» جريمة نازية في حق الإنسانية لا يمكن التقليل من فظائعها
مكة المكرمة: «الشرق الأوسط»
27 كانون الثاني/18

وصف الشيخ الدكتور محمد العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي «الهولوكوست»، بأنها «جريمة نازية هزّت البشرية في العمق وأسفرت عن فظائع يعجز أي إنسان منصف ومحبّ للعدل والسلام أن يتجاهلها أو يستهين بها»، مؤكداً أن الرابطة لا تعرب عن وجهات نظرها استناداً إلى أي أبعاد سوى البعد الإنساني البحت المتعلق بالأرواح البريئة: «فالإسلام يحمي الأبرياء، ويحاسب كل من يعتدي أو يقتل نفساً بريئة، ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعاً».
جاءت تأكيدات الدكتور العيسى، ضمن رسالة بعثها إلى مديرة المتحف التذكاري لـ«الهولوكوست» في الولايات المتحدة الأميركية سارة بلومفيلد، بمناسبة مشاركة الرابطة في مؤتمر «التصدي للعنف المرتكب باسم الدين» الذي تنظمه الخارجية البريطانية في العاصمة الإيطالية روما الأسبوع المقبل، بمناسبة الذكرى السنوية لمحرقة «الهولوكوست».
وأوضح عادل الحربي، المشرف العام على الإعلام في رابطة العالم الإسلامي، أن مشاركة الرابطة في هذا التجمع الدولي، تؤكد أن «الهولوكوست» جريمة بحق الإنسانية «ومن الخطأ تبرير واقعتها الشنيعة أو التقليل من شأنها كجريمة ارتكبتها النازية بحق الإنسانية جمعاء، فالنفس البشرية واحدة في الحرمة والكرامة».
مبيناً أن الرابطة لا تنطلق في مواقفها كافة من أبعاد سياسية مطلقاً «بل على أسس شرعية معتدلة ومنطقية، خصوصاً عندما نعلم بشاعة الجريمة التي تستهدف نازيتها عرقاً أو ديناً بعينه أياً كانت الذرائع والتأويلات».
وقال الحربي: إن الرابطة تستشعر بهذه المشاركة الدولية مكانتها المهمة كمنظمة دولية ممثلة للشعوب الإسلامية؛ تسعى في مبادراتها وحواراتها العالمية إلى بيان رسالة الإسلام الصحيحة ضد التطرف ونشر قيمه الوسطية المعتدلة التي أرادها الله سبحانه وتعالى رحمة للعالمين وفي سياق ذلك قول كلمة الحق المجردة.
وكان «معهد واشنطن» قد نشر أمس، نص رسالة أمين عام رابطة العالم الإسلامي، وجاء فيها:
«يسرّني أن أتوجه إليكِ بهذه الرسالة بمناسبة الذكرى الدولية للمحرقة اليهودية (الهولوكوست) التي يُحتفل خلالها بالذكرى السنوية لتحرير معتقل أوشفيتز، وأود في هذه المناسبة أن أؤكد لكِ ما قلته لصديقي روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لـ(معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) بشأن تعاطفنا الشديد مع ضحايا (الهولوكوست)، تلك الحادثة التي هزّت البشرية في العمق وأسفرت عن فظائع يعجز أي إنسان منصف ومحبّ للعدل والسلام أن ينكرها أو يستهين بها». وأضاف: «لا التاريخ سينسى هذه المأساة الإنسانية التي ارتكبتها النازية الشريرة، ولا أحد سيمنحها مباركته، ما عدا النازيين المجرمين وأمثالهم، إن الإسلام الحقيقي يحرّم هذه الجرائم ويدينها بأقصى درجات العقوبات الجنائية ويصنّفها ضمن أقبح الفظائع الإنسانية على الإطلاق، فأي امرئٍ عاقل يمكن أن يتقبّل أو يتعاطف أو حتى يقلل من حجم هذه الجريمة الوحشية؟».
وزاد: «عزاؤنا الوحيد هو أن ذاكرة التاريخ منصفة وحيّة وأن العدالة، باسم البشرية جمعاء، تحزن وتأسف على هذه الجريمة بعيداً عن كل التحيزات»، واستطرد: «التاريخ لا يعرف الانحياز مهما حاول المخادعون التلاعب أو العبث به. ومن هنا، نعتبر أن أي إنكار للهولوكوست أو تقليلٍ من تأثيراتها هو جريمة تشويه للتاريخ وإهانة لكرامة الأرواح البريئة التي أزهقت، بل هو إساءة لنا جميعاً؛ لأننا جميعنا ننتمي إلى الروح البشرية نفسها، ونتقاسم الروابط الروحانية حيال هذه الكارثة». وتابع: «أود أن ألفت إلى أن (رابطة العالم الإسلامي) كيان مستقل تماماً عن كافة الغايات والميول السياسية وخلاف ذلك، ومع ذلك، فهي لا تتردد في التعبير عن رأيها بموضوعية تامة وبحيادية لا تحمل أي طابع سياسي بتاتاً».
وبيّن أن الرابطة تعالج الموضوعات وتحكم عليها بشفافية ومن دون أي أحكام مسبقة، وقال: «ونحن في الرابطة لا نُعرب عن وجهات نظرنا استناداً إلى أي أبعاد سوى البعد الإنساني البحت المتعلق بالأرواح البريئة، فالإسلام يحمي الأبرياء ويحاسب كل من يعتدي أو يقتل نفساً بريئة، ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعاً».