أحمد الأسعد: فريق الحرب الأهلية

111

فريق الحرب الأهلية
أحمد الأسعد/28 كانون الأول/17

آخر ما أتحفنا به “حزب الله” كلام لأحد نوابه وصّف فيه الوضع السياسي والأمني في لبنان بأنّه قائم على انقسام بين طرفين، واحد يقوده الحزب ويسعى إلى الوفاق الوطني والحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنيّة وآخر هو فريق الحرب الأهليّة.
غريب هذا الكلام المنفصل عن الواقع والمزوّر للحقائق والمحتقر لذاكرة اللبنانيّين.
فكيف يريد سعادة النائب من فريق الحرب الأهليّة أن يشنّ حربه هذه؟ أبسلاحه المقدّس أم بمقاتليه المدرّبين لدى الحرس الثوري الإيراني أم بالأموال التي ترفده بها إيران لتنفيذ أجندتها السياسيّة والعسكريّة؟
وحدها هذه العناصر التي يتفرّد بها حزب الله عن غيرها من المكوّنات اللبنانية، هي التي تؤدي إلى حرب أهلية، وإلى تورّط دائم في حروب إقليمية. وإذا كان من طرف يقود لبنان إلى هاوية الحرب الأهلية، فهو حتماً حزب الله.
كيف يريد نائب الأمّة أنْ يحافظ فريقه على الوفاق الوطني؟
هل باستخدام طاولة الحوار الوطني لتمرير الوقت وتهرّبه من تنفيذ بنودها ولاسيّما الاستراتيجيّة الدفاعيّة أو بتجاوزاته اللامحدودة لمبدأ النأي بالنفس؟
وكيف سيحافظ هذا الفريق على السلم الأهلي؟
هل باحتفاظه بسلاحه واستخدامه في الداخل لفرض رأيه على الآخرين في أكثر من مناسبة؟ وكيف يريد أنْ يرسم الوحدة الوطنيّة، هل بتثبيت ركائز دويلته وإضعاف الدولة داخلياً بإلغائه مفهوم احتكارها للسلاح والأمن، أم بفرض الأجندة الإيرانيّة على سياستها الخارجيّة وإرباك لبنان أمام المحافل الإقليميّة والدوليّة؟
يبدو أنّ الحزب وممثّليه باتوا موهومين أو يائسين، يعيشون “سكرة أو فكرة” تورّطهم الإقليمي معتقدين أنّهم بدماء اللبنانيّين وباستغلال ظروفهم الصعبة يمكنهم ببضع كلمات أن يقلبوا الباطل إلى حق وأن يحوّلوا الوهم إلى حقيقة وأن يفلتوا من سيف العدالة ويعيدونا إلى شريعة الغاب.