الدكتورة رندا ماروني: طهران في لبنان، هل تسلمت طهران مفاتيح الوصاية على لبنان؟

374

طهران في لبنان، هل تسلمت طهران مفاتيح الوصاية على لبنان؟
الدكتورة رندا ماروني/03 كانون الأول/17

في ظل المشهد المتريث حتى إيجاد تفسير عملي لطرح معادلة النأي بالنفس وإنعكاساتها الإقليمية، وفي ظل نأي أركان السلطة في لبنان بأنفسهم عن أي مواجهة داخلية أكانت حامية أم باردة تمهيدا لسلسلة جديدة من الصفقات وإستئناف النشاط الحكومي، وفي ظل نأي السيادة بنفسها عن طهران فيما هي على نار حامية مع المملكة العربية السعودية، وفي ظل نأي القرار الدولي عن الحسم في الداخل اللبناني وحرصه على الإستقرار الأمني لضمان وضع اللاجئين ومنعا لهجرة جديدة نتساءل، هل تسلمت طهران مفاتيح الوصاية على لبنان؟ وهل معركة إسترداد السيادة في لبنان هي مع المملكة العربية السعودية؟

بعد التوقيع على إتفاق الطائف إنتخب الرئيس رينيه معوض ليعكس توازن إقليمي مؤثر النفوذ، في حل المسألة اللبنانية قوامه المملكة العربية السعودية وسوريا كطرفين لديهما اليد الطولى في الحل المطروح كمخرج للأزمة اللبنانية، إغتيل الرئيس رينيه معوض لينتخب الرئيس الياس الهراوي بإرادة سورية بحتة ولتنطلق فترة الوصاية المطلقة على القرار اللبناني، وطيلة هذه الفترة وحتى الخروج السوري من لبنان، خضع اللبنانيين للوصاية الأمنية السورية ولم يكن للمملكة العربية السعودية خلال هذه الفترة أي دور يذكر وكل الحركات المقاومة لهذه الوصاية أكانت داخل الأراضي اللبنانية أم خارجها كانت ذو أهداف واضحة تشير بكل ثقة إلى مكمن الخلل الذي أصاب الكيان اللبناني ليجعله تابعا ملحقا لا قرار له.

لقد أتى كلام الرئيس اللبناني العماد ميشال عون عن السيادة المستردة من تدخلات المملكة ليثلج قلب الفريق الممانع، والممانع له المنخرط في التسوية، كون رئيس الحكومة اللبنانية الرئيس سعد الحريري هو المستهدف ومعه التسوية على حد سواء. فأتى كلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في هذا الإطار واصفا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالرئيس الأمين والشجاع، قائلا خلال احتفال في حسينية الإمام الخميني في بعلبك أقامه الحزب في بعلبك في ذكرى إستشهاد أحد قادته حسان اللقيس، ” الرئيس عون أمين لأنه قال الحقائق كما هي، وشجاع لأنه لم يحسب حسابا لإنزعاج أو تآمر، إذ إن الشجاعة هي أن يقف لقول كلمة الحق أمام من تعجبه وأمام من لا تعجبه، لقد وصف حقيقة لبنان، وصدق مع شعبه ومع العالم بأن حزب الله هو مقاومة للإرهابيين الإسرائيلي والتكفيري، وأن لبنان بحاجة إلى هذه المقاومة، وأنه يعمل في الداخل اللبناني كفريق سياسي حريص على الدولة وعلى المؤسسات.. وأضاف، نحن كحزب مع عودة الحكومة إلى الإنعقاد بكامل صلاحياتها وأعمالها ومع تأكيد الشراكة الوطنية التي أنتجت رئاسة جمهورية وحكومة وقانونا جديدا للإنتخابات ونحن مع معالجة أي قضية تطرأ بالحوار الهادئ من دون المغالبة، فالمغالبة لا تنفع، خصوصا إذا كانت المقدمات غير مناسبة وغير صالحة، وختم، أقول لكم نحن مرتاحون تماما إلى نتائج المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية والتي أثبتت أن اللبنانيين يريدون العودة إلى هذه الحكومة وإلى ما كانوا عليه ليستمروا في حياتهم بشكل مستقر، وهنا لا بد من رابح وخاسر، الرابح كل لبنان، الوطني الذي يريد الإستقرار، والخاسر هم دعاة الفتنة الذين خربوا على أنفسهم أولا، وفي كل حال ستكشفهم إن شاء الله صناديق الإقتراع، وسنرى أيضا كيف تخربت تحالفاتهم التي كانوا يمنون النفس بها، وستكون نتائج الأزمة التي حصلت وقائع على الأرض يقولها الشعب اللبناني في خياراته المستقبلية.

إن إلقاء اللوم على القوات اللبنانية وإسنادها دور المحرض على رئيس الحكومة لدى المملكة العربية السعودية، نفاه الدكتور سمير جعجع في مقابلته الأخيرة، كما أن التهديد الواضح للنائب وئام وهاب لكل من يهدد إستقرار الدولة العميقة لقي رد من وزير القوات للإعلام ملحم رياشي، ولم يسلم النائب سامي الجميل من تهديد ورد على لسان وزير العدل سليم جريصاتي بعد أن تطرق النائب الجميل بعد لقائه البطريرك الراعي إلى الحديث عن عودة سياسة الصفقات.

لقد دان الرئيس ميشال عون تدخل المملكة العربية السعودية في الشأن اللبناني واعتبره مسا بالسيادة اللبنانية. بالطبع إن التدخل في الشأن الداخلي من قبل أي كان هو أمر مرفوض ولكن الإسترسال في وصف السيادة اللبنانية كأنها أمر منجز من قبل الحكومة اللبنانية هو تجاوز للواقع وقفز فوقه، فالمؤسسات الرديفة والقفز فوق الدستور لا يشكل عنصرا سياديا، والتهديد بالاقتصاص من كل من يعارض أكان قولا أو كتابة أو سياسة لا يشكل عنصرا سياديا بل دليلا واضحا على عودة الدولة الأمنية وتجدد الوصاية التي لا تستوجب من كل مواطن حر إلا المقاومة كما عهدنا دائما مقاومة الوصايات المفروضة والمشاريع الفوقية التي تقتص من دور دولة الحق والقانون والمؤسسات.
طهران في لبنان
وصاية وإذعان
لسياسة فوقية
مصممة بإمعان
على خلق محور
مدجن إدجان
يعلو فوق الدولة
الحلم والرهان
يكافح بشراسة
مسلط اللسان
يغير الثقافة
مبدع الإتقان
ينغم أفعاله
يدوزن الألحان
يطمس الحقائق
يقصف العنفوان
يخضع لاهوائه
الخانع والجبان
ويرتل الشتائم
أطنان وأطنان
وبرعونة لفظية
يطرش الآذان
يصمم ألعابا
كأدهى ألعوبان
ينفخ حشيش
خشاش وخشان
على قلب الصفحة
أما آن الآوان