الدكتورة رندا ماروني: لماذا يريد النظام الإيراني تصفية الرئيس سعد الحريري جسديا؟

1123

لماذا يريد النظام الإيراني تصفية الرئيس سعد الحريري جسديا؟
الدكتورة رندا ماروني/05 تشرين الثاني/17

عاش لبنان سيدا حرا مستقلا وعاش الشعب اللبناني العظيم، بهذه العبارة أنهى الرئيس سعد الحريري تلاوة بيان إستقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية، وبالرغم من أن خبرا عاجلا ورد على قناة الجديد أتى نافيا لصحة ما يتم تداوله حول إحباط شعبة المعلومات محاولة لاغتيال الرئيس سعد الحريري إلا أن ما جاء على لسان رئيس الحكومة اللبنانية عند تلاوته بيان الإستقالة أكد لمسه لما يحاك بالخفاء لاستهداف حياته ومحاولة تصفيته جسديا موجها إصبع الإتهام إلى النظام الإيراني، موضحا بأن ظروفا وأجواءًا شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل إستشهاد الرئيس رفيق الحريري تسود من جديد.

لقد أتى إعلان إستقالة الرئيس سعد الحريري ليفاجئ الرئاسة الأولى التي تريثت في بيان للاستيضاح حول الأسباب الكامنة وراء هذه الخطوة، كما أتى بعد أربعة وعشرين ساعة على إستقباله مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي الذي أشاد بالرئيس الحريري والحكومة والشعب وهنئهم بالإنتصارات التي تحققت في الآونة الأخيرة في مواجهة القوى الإرهابية وتمنى المزيد من التوفيق والنجاح مضيفا إن تشكيل حكومة إئتلافية بين 14 و8 آذار يشكل إنتصارا ونجاحا للشعب اللبناني، مضيفا أن الإنتصار ضد الإرهابيين يمثل إنتصارنا جميعا ضد الإرهاب، وأعلن بأن ما تحقق على الساحة السورية وأنجز من قبل الحكومة السورية والشعب من إنتصارات على الإرهاب كذلك يمثل إنتصارنا ونجاحنا جميعاً، معلنا أن هؤلاء الإرهابيين مدعمون من قبل الصهاينة ومن قبل الأميركيين والانتصار عليهم يمثل الإنتصار على المؤمرات الصهيونية الأميركية.. وأضاف إن إنتصار العراق حكومة وشعبا ضد الحركة الانفصالية أيضا وجه آخر من تلك الإنتصارات وفي المجموع الإنتصار اللبناني ضد الإرهابيين والإنتصار السوري والعراقي يشكلون إنتصار محور المقاومة على مستوى المنطقة وهذا إنتصارنا جميعا.

لقد أتى هذا البيان ليعلن إنتصار محور المقاومة من على باب رئاسة الحكومة اللبنانية وليعلن ضم لبنان نهائيا لهذا المحور بكافة قواه 8 و14 ولينسف التسوية التي سوّقت شعبيا للبنانيين على أنها ربط نزاع ويظهر بشكل نهائي صيغتها الفوقية وليس التوافقية وليعلن صيغة الغالب والمغلوب، الغالب المتمثل بمحور المقاومة والمغلوب الدولة اللبنانية وقواها الاستقلالية، وليعرّض لبنان بعد هذا الإعلان لشتى أنواع التداعيات والمخاطر الإقليمية والدولية والتي ترى في السيطرة الكاملة الإيرانية تحديا لها مما سيجعل من لبنان ساحة مفتوحة للصراعات الدائرة معرضة لشتى أنواع التداعيات.

فلبنان العالق في براثن أحلام الفرس التوسعية، والتي عبر عنها الرئيس الحريري في بيان الإستقالة في قوله “بأن إيران لا تحل في مكان إلا وتزرع فيه خراب ودمار، ووصف الحقد الإيراني الدفين على العالم العربي والرغبة الجامحة في تدميره والسيطرة عليه.

هذا الوصف وهذه الأحلام التوسعية لم تنفها القيادات الإيرانية بل أكدتها مرارا على ألسنة مسؤولين وقيادين إيرانيين، فإمتعاض الرئيس روحاني من الرئيس دونالد ترامب لمجرد تسميته الخليج، بالخليج العربي، ليصصح له الرئيس روحاني قوله: ألا تعلم أنه يسمى الخليج الفارسي وليس الخليج العربي كما إعلانه السيطرة على القرار العراقي السوري اللبناني ليختمها مستشار المرشد بإعلان فوز محور المقاومة في لبنان مما يجعل من كل من يعارضه عرضة للتصفية.

لقد ذهبت إيران بعيدا في إعلانها الإنتصار ربما جهلا منها بطبيعة النظام اللبناني الذي ما أن يطأ وضعه حد الغالب والمغلوب حتى ينفجر ليولد معطيات جديدة. هذا ما حدث سابقا مع الرئيس الحريري الأب، واليوم يعود مع الإبن والتاريخ اللبناني حافل بالمقاومة المناهضة لارساء صيغة الغالب والمغلوب.

لقد كان سقوط هذه التسوية التي لم تستطع الصمود طويلا متوقعا منذ لحظة ولادتها، إلا أن سقوطها لا يمحي الخطيئة المميتة التي إرتكبتها القوى المشاركة فيها، فالإذعان لتسوية على حساب النضال لحرية وكرامة الكيان والشعب اللبناني نزع عن هؤلاء الثقة في قدرتهم على القيادة مجددا، فالنتائج كانت مرتقبة، لا بل معروف سلفا ما ستؤول إليه الأمور، وما قلناه وحذرنا منه ها هو قد تم، حيث لا تسويات في المشاريع التسلطية إنما إملاءات فوقية وإلا…
صيغة فوقية
صيغة إحتلال
تسوية ساقطة
رموز إنحلال
غالب ومغلوب
أصفاد وأغلال
لبنان رهينة
لأشباه الرجال
يشعلون حريقا
يبكون أطلال
أفعال مشعوذة
غريبة الأشكال
حديثها زعيق
أصواتها جدال
ونبرة عالية
كقرع الطبال
ناقصة خلقا
تدعي إكتمال
والنفوس حائرة
في حال إنذهال
تسوية ساقطة
رموز إنحلال
صيغة فوقية
صيغة إحتلال.