أحمد الأسعد: عن شتائم حيّ السلّم

322

عن شتائم حيّ السلّم
أحمد الأسعد/27 تشرين الأول/17

قد يتوقع البعض منّا أن نسارع إلى استغلال ما حصل أمس في حيّ السلّم سياسياً، وأن نتلقف الغضب ونُهَلِلَ للشتائم التي تناقلتها وسائل الإعلام في حق حزب الله والسيد حسن نصرالله شخصياً، لكننا لن نفعل.
بل بالعكس ندين بقوة لهجة الشتائم التي صدرت بحق السيّد نصر الله، بغض النظر عن اختلافنا الجذري بالسياسة التي ينتهجها وتبعيته العمياء للنظام الإيراني.
فنحن أيضا” نعاني من هذا السلوك الرخيص من الذين يؤيدون حزب الله او من يدور في فلكهم.
فالإنتقاد والتعليق بالنسبة اليهم يعني الشتائم التي تطالني شخصيا”.
أحلم بلبنان باداء سياسي راقٍ، تماما” كالدول المتقدمة في العالم. لكن ذلك سيبقى حلما” اذا لم تكن الطبقة السياسية الحاكمة مكونة من رجال دولة، بصفات وأخلاق رجال الدولة. وبوضوح أكثر، طالما ان لبنان محكوما من رجال عصابات، سيبقى للأسف مستوى الاداء السياسي فيه متدنيا”.
إن ما يستوقفنا في مسألة تعديات الضاحية الجنوبية هو أن المخالفين المستائين غضبوا لأن حماتِهم السابقين لم يؤمّنوا لهم الحماية هذه المرة، لسبب أو لآخر.
فثنائي الأمر الواقع الشيعي عوّد “بيئته الحاضنة” في المناطق “المحسوبة” عليه، على الاستقواء والتعالي على الدولة وسلطتها وطلب الاحتماء به في نوع من سياسة الترهيب والترغيب.
والأكيد أن مخالفات الضاحية لم تكن أصلاً لتستمر كل هذا الوقت لو لم تكن قوى الأمر الواقع توفّر الحماية، مباشرة أو مواربة، لبعض الناس الذين تعتبرهم من بيئتها.
والأكيد أن “حركة أمل” و”حزب الله” بنيا قسماً كبيراً من هذه البيئة الحاضنة على حساب الدولة وتطبيق القانون ومبدأ المساواة بين المواطنين.
إن الصرخة التي يجب ان نسمعها هي صرخة من جميع اللبنانيين، بمن فيهم الشيعة: أعيدوا إلينا الدولة بكل معنى الكلمة، لا فقط دولة إزالة مخالفات الضاحية، ولتكن الدولة هي وحدها صاحبة القرار السيادي، لا فقط “دولة عند الحاجة” و”على الطلب”، حيث يحتاج حزب الله إلى من يخلصّه من عبء ما، أو إلى من يقوم بالمهام غير الشعبية.