عبد الوهاب بدرخان/حزب الله” وإغراءات النموذج الحوثي

386

حزب الله” وإغراءات النموذج الحوثي

عبد الوهاب بدرخان/النهار

22 تشرين الأول 2014

لم يشأ علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد علي خامنئي، أن يكون ديبلوماسياً عندما التقى وفد علماء الزيدية، اذ تمنّى أن يلعب الحوثيون في اليمن “الدور الذي لعبه حزب الله في لبنان”، وقال إن “حزب الله يحارب الى جانب الجيش اللبناني ضد من يستهدف لبنان”. أكثر من ذلك، اعتبر أن “المبادرة الخليجية لم تكن مناسبة لليمن، وقد رفضها الحوثيون”، الى أن أطلق شعاراً جديداً لا بد أنه فاجأ “حزب الله”: “طريق تحرير فلسطين يمر عبر اليمن”، وهو ما يمثّل ذروة الإعتزاز والتكريم للميليشيا الحوثية من جانب المرجعية الايرانية، مع التذكير بـ “الموقع الاستراتيجي المهم” لليمن، للإشارة الى أن طهران تعتزم استثمار هذا الموقع. يبقى أهم ما في رصيد “حزب الله” أنه حارب اسرائيل حتى تحرير الجنوب، أما في رصيده الآخر فلا بدّ أنه يحسد اليوم الحوثيين بعد سيطرتهم على الدولة، ولعل “الحزب” ندم لأنه لم يقدم على خطوة مماثلة في 2006 عندما كان هناك رئيس لبناني طوع بنانه مشابه بل أفضل تواطؤاً من الرئيس اليمني مع الحوثيين. لكن فرصة “حزب الله” لا تزال متوافرة، ولعل النموذج الحوثي يغريه، طالما أنه “يحارب الى جانب الجيش اللبناني”، كما أفاد ولايتي، ولم يتبرع أي مصدر لبناني بأي توضيح، فهل المقصود هو الجنوب حيث لا حرب، أم غزوة بيروت، أم صيدا سابقاً، ثم عرسال أخيراً، فطرابلس الآن؟

لا شك في أن الحوثيين تعلموا الكثير من “حزب الله”، وهناك وسائل وأساليب متشابهة في منظومة عمل الميليشياتين اللبنانية واليمنية لاختراق المؤسسات ونخرها، وحتى في الخطابة شكلاً (عبد الملك الحوثي لا يتكلم إلا وإبهامه مشهر في الوجوه) ومضموناً (الشحن المذهبي)، إضافة الى الحلفاء (علي عبدالله صالح وميشال عون). لكن المشترك الأهم بينهما هو اطاعة وصية مرجعيتهما بالعمل أولاً على إضعاف الدولة ومن ثمَّ الاستيلاء عليها ولا مشروع لديهم سوى ربطها بإيران. أما المشترك الآخر، الاستطرادي، فهو أنهم يضعون البلد في شبه عزلة ويعطلون عمل الحكومة حتى اذا شاركوا فيها، وبالتالي يعدمون التنمية. بعد ناقوس الخطر الذي أطلقه الوزيران نهاد المشنوق وأشرف ريفي، في انتقادهما تخريب “حزب الله” الجهود الأمنية، و”عدم مساهمته” في انجاحها، كما يُفترَض في أي “شريك” حكومي، بل الأخطر “اثارة وكر الدبابير” و”الاكتفاء بجني ثمار” الخطة الأمنية، يُطرح طبعاً التساؤل: هل فقدت الحكومة الحالية ثقة المكوّن الرئيسي (14 آذار) الذي كان سبب وجودها؟ وبعد الأدوار المشبوهة في عرسال وطرابلس، والتعنّت اللاوطني في احباط انتخاب رئيس للجمهورية، والعبث بالمؤسسات (المجلس النيابي، الجيش…)، والتلاعب بملف العسكريين المأسورين، هل يمكن الحكومة أن تستمر بعدما أكمل “حزب الله” وحلفاؤه أسرها في خيارهم “الحوثي”؟