الياس بجاني: هل استنسخ حزب الله مشهدية ترويكا زمن الاحتلال السوري

145

هل استنسخ حزب الله مشهدية ترويكا زمن الاحتلال السوري
الياس بجاني/10 تشرين الأول/17

في زمن الاحتلال السوري كانت الحكومات اللبنانية شكلية وصورة فقط دون فاعلية أو سلطة حقيقية..

وكان عملياً الحاكم الفعلي في تلك الحقبة المظلمة والقمعية والتهجيرية والإذلالية مجموعة من الضباط السوريين واللبنانيين الإستخبارتيين تتكون منهم الحكومة الحقيقة التي تحكم من الخلف.

كما أن واجهة الحكم كانت تعرف بالترويكا المكونة من الرئيس رفيق الحريري والرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط.

وتلك الترويكا المحلية كانت تتقاسم مغانم الحكم مع المحتل السوري مكتفية بالملفات الحياتية والمعيشية والخدماتية ودون أن يكون لها أي دور مؤثر أو فاعل في الملفات الإستراتجية..

اليوم وبعد تظهير وتلميع دور الثلاثي بري جنبلاط والحريري في عشوة كليمنصو..

نسأل هل قرر المحتل الإيراني من خلال وكيله حزب الله استنساخ سيناريو الترويكا نفسها ولنفس الأغراض ولنفس الأهداف مستبدلاً الشهيد رفيق الحريري بابنه الرئيس سعد الحريري؟

سؤال محق في ظل ما نراه من هرطقات يفرضها حزب الله بالقوة والإرهاب وشراء الضمائر والفساد والإفساد والفوضى على حساب الدستور والسيادة والاستقلال…وعلى حساب علاقة لبنان بالدول العربية وبالمجتمع الدولي.

ويصبح السؤال هذا أكثر إلحاحاً وأكثر مشروعية في واقع مشهدية حكومة محكومة ومربوطة بصفقة هي خطيئة وتفوح منها روائح الاستسلام والخنوع والنرسيسية وقاعدتها مداكشة الكراسي بالسيادة..

حكومة قابلة وضع كل ما يتعلق بالدويلة وبسلاحها وبحروبها وباحتلالها للدولة في أدراج النسيان كرمى للمغانم والمنافع والأوهام السلطوية من رئاسية وغيرها.

إن ما تم عرضه أمس في مجلس النواب من فرض ضرائب وانبطاح واستسلام لشروط الصفقة العار والخطيئة لا يبشر بالخير.

ترى هل سيوكل حزب الله للترويكا الجديدة القديمة وبنسخة 2017 مهمة الدفاع عنه في مواجهة العقوبات الأميركية والقرارات الدولية والهجمة العربية عليه تماماً كما كانت تفعل ترويكا زمن الاحتلال السوري؟

يبقى أن في لبنان المحتل، وفي زمن المحّل والبؤس، وبظل الطاقم السياسي الحالي، وفي أجواء جشع وفجع أصحاب شركات الأحزاب لم يعد هناك شيئاً مستغرباً..
وغداً لناظره قريب..

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنون الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com