تفسير موقف: جعجع منزعج جدا من فشل رهانه على الاتفاق مع عون ويسقط ما فيه على غيره

486

جعجع منزعج جدا من فشل رهانه على الاتفاق مع عون ويسقط ما فيه على غيره
تفسير موقف/07 تشرين الأول/17

١- جعجع منزعج جدا من فشل رهانه على الاتفاق مع عون. في الاساس كان يراهن على ان تحالفه مع عون سيسمح له بوراثة شعبية التيار بفعل تقدم عون في السن. اصطدم جعجع بجبران باسيل الذي سخف التحالف بين التيار والقوات وافرغه من اي مردود ايجابي لجعجع.
٢- جعجع يعيش عقدة زعامة المسيحيين. يريد ان يصور نفسه بمستوى كميل شمعون وبيار الجميل لذلك سعى ولا يزال الى اضعاف زعامتي آل شمعون وآل الجميل.
٣- اتهام جعجع للنائب سامي الجميل ب”عقدة نفسية” تتحكم بعلاقته بالقوات هو بحسب تفسيرات علم النفس محاولة لاسقاط ما هو فيه على غيره. يزيد في تأكيد ذلك حديث جعجع عن تاريخ سامي الجميل. علما ان تاريخ سامي الجميل السياسي بدأ ناشطا طالبيا ومر بالنيابة عن احد مقاعد المتن الشمالي وهو اليوم رئيسا لحزب الكتائب. فلا شيء في تاريخ سامي الجميل السياسي يسمح بتعييره خلافا لتاريخ جعجع.
٤- اصطدم جعجع وصدم بتمكن سامي الجميل من التربع على زعامة المعارضة. وبات الجميل بالمفهوم السياسي رأس كفة من كفتي الميزان في حين ان جعجع هو جزء بسيط وغير مؤثر من الكفة الثانية.
٥- جن جنون جعجع من تعاطي المملكة العربية السعودية معه شكلا على قدم المساواة مع سامي الجميل وفهم الرسالة السياسية بأن الدول العربية لا ترى فيه “المرجعية المسيحية” وانما رئيس حزب كغيره من الأحزاب ان لم يكن اقل.
٦- يعيش جعجع منذ فترة حالة هلع سياسي دفعت به الى مهاجمة فارس سعيد وسامي الجميل وجبران باسيل وغيرهم ممن كشفوه سياسيا وقطعوا عليه طريق التفرد بالزعامة المسيحية.
٧- حالة التخبط السياسي واضحة في اداء جعجع الذي يحاول التعويض عن فشل علاقته بالتيار الوطني الحر بالحديث عن علاقة وهمية بالمردة وبالترويج لوهم ان الكتائب تلهث وراء مصالحة القوات. في حين ان المردة يؤكد ان التحالف مع القوات من سابع المستحيلات ورئيس الكتائب يؤكد ان اي تحالف مع القوات او مع غيرها من اركان التسوية المشاركين في الحكومة غير وارد… الا اذا تركوا الحكومة وانضموا الى المعارضة وبذلك يكون سامي الجميل استبق اي محاولة لجعجع للعودة الى المعارضة بتصويره “ملحقا” بالمعارضة وملتحقا بالسياسة التي اعتمدها الجميل في وقت لا يقبل جعجع بغير صورة “القائد”.
٨- جعجع لا يستوعب ان الحرب انتهت وان ما كان يفرضه بالسلاح على الاحزاب المسيحية والمستقلين لم يعد بمقدوره فرضه اليوم عليهم بالسياسة.
٩- بعدما عاش عقدة بشير الجميل، جعجع يعيش اليوم عقدة حسن نصرالله. يريد ان يكون حسن نصرالله المسيحي الذي يتبعه نبيه بري والآخرون وينفذون سياسته لكن لا هو حسن نصرالله ولا المسيحيون يقبلون ان يكونوا مسيرين!
الخلاصة: سمير جعجع في ورطة شبيهة بتلك التي ورط نفسه فيها في العامين ١٩٨٩-١٩٩٠ عندما دخل في صفقة الطائف بخلفية سعيه لاختزال التمثيل المسيحي ليتبين له خلال التنفيذ انه واحد كغيره من القادة المسيحيين وعلى قدم المساواة مع ايلي حبيقه وسليمان فرنجيه واسعد حردان وجورج سعاده وبطرس حرب وان الياس الهراوي تقدم عليه. ولما اكتشف خطأ حساباته اراد الانسحاب من التسوية فدفع الثمن.
اليوم ورط جعجع نفسه في الخطأ نفسه. دخل في التسوية التي اتت بميشال عون رئيسا وبالحكومة الحالية وبذهنه ان يكون شريك النصف باذا به “خيال صحرا” لا يقدم ولا يؤخر متى اتفق الحريري مع جبران باسيل.
*ملاحظة: وصلنا هذا التقرير اليوم على بريدنا الخاص