فارس سعيد ورضوان السيد ومجموعة من السياسيين والمفكرين يطلقون “حركة المبادرة الوطنية”: حزب الله يعرّض الجمهورية للخطر  والحركة لإنقاذها

192

اطلاق “حركة المبادرة الوطنية/حزب الله” يعرّض الجمهورية للخطر: “المبادرة الوطنية” لإنقاذها

محمد نمر/النهار/ 22 أيلول 2017

الجمهورية في خطر. حزب_الله بات بالنسبة إلى فئة من اللبنانيين المسيطر الأقوى على مؤسسات الدولة. اتفاق الطائف والدستور مهددان. حال شاذة في العهد الجديد دفعت المهتمين بالشأن الوطني إلى دق ناقوس الخطر والتحرك. اجتمعوا في فندق “لو غبريال” في الأشرفية. وبعد تشخيص للوضع الراهن توافقوا على اطلاق “حركة المبادرة الوطنية”، هدفها “الدفاع عن الدستور وحماية الجمهورية والتصدّي للإختلالات الكبرى التي يعانيها النصاب الوطني، وتؤثر سلباً على سيرورة مؤسسات الدولة وثبات السلم الأهلي. كما تقرر تشكيل هيئة تحضيرية لهذه الغاية من جميع المشاركين”، وفق ما جاء في بيان المجتمعين. من هم وما هدف حركتهم؟ وهل تسلك طريقها إلى النجاح أمام “ساطور” تسوية السلطة، وخصوصاً بعد محاولات “ضائعة” سبقتها؟
لن تكون حركة فكرية أو ثقافية فحسب، بل سياسية بامتياز، ومن أعمدتها الدكتور فارس سعيد، المفكر رضوان السيد، السيد حسن فحص، الشيخ عباس الجوهري، عضو المجلس الدستوري أنطوان مسرة، رئيس تحرير صحيفة “اللواء” الزميل صلاح سلام، نسيم ضاهر وانطوان كامل، وشخصيات أخرى، اتفقت على لقاء ثانٍ موسع في بيروت، خلال الأسابيع المقبلة، يضم كل الكوادر التي تنسجم مع المبادرة وتهتم بالشأن الوطني، وبعدها تحضر “حركة المبادرة” في كل المناطق.
سنة على التسوية التي أدت إلى انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة وانتاج قانون انتخاب. عرّابوها وعدوا اللبنانيين بإعادة استنقاذ مؤسسات الدولة لتكون قادرة على تلبية احتياجات اللبنانيين وتحييد لبنان من أحداث المنطقة وتحديداً من النار السورية، لكن وفق ما يقول سعيد لـ”النهار”: “تبين أن هذه التسوية لم تكن سوى عملية استيلاء مدبرة ومدروسة من “حزب الله” نفّذها بجدارة من أجل وضع يده على لبنان وتشكيل هذا اللبنان بشروط فريق من اللبنانيين وليس بناء على الدستور”. يضيف: “أمام خطورة هذا الواقع الذي يتجاوز الموالاة والمعارضة و14 و8 آذار، ويتجاوز هموم الانتخابات وغيرها، تداعت مجموعة من قادة الرأي والفكر والاعلاميين والسياسيين لطرح المواضيع وتوحيد القراءة السياسية حول الشأنين الاقليمي والداخلي، وتم الاتفاق على اعتبار أنفسهم هيئة تحضيرية لتأسيس الحركة”.
الاجتماع الخميس كان أولياً، وستقوم المجموعة باتصالات لمشاركة الرأي مع آخرين ليكون الاتجاه نحو اعادة اطلاق تيار سياسي وطني يأخذ بالاعتبار المصلحة اللبنانية التي ترتكز على الحفاظ على العيش المشترك الذي يعتبره سعيد “مهدداً اليوم بمعادلة تشكيل لبنان بشروط فريق واحد، والدليل نلمسه من زيارة الرئيس عون لنيوريوك التي أظهرت بشكل واضح استلحاق لبنان بالنفوذ الايراني – السوري. لهذا هناك مصلحة في اعادة اطلاق مبادرة تلبي رغبة الناس باستعادة هويتهم اللبنانية والعربية”.
هل يتحول التيار السياسي إلى حركة مواجهة؟ يردّ سعيد: “مهمة الحركة العودة إلى الأصول، أي إعادة تكوين تيار يحافظ على النصوص المرجعية في لبنان، ونعتقد أن اتفاق الطائف في هذه اللحظة هو في خطر، والدستور أيضاً. إنها حركة سياسية تتجاوز الترسيمات الماضية وتنبثق من ارادة حقيقية لا تتهور في اتجاه الاصطدام ولا تريد ولا تطلب من أحزاب التسوية الانقلاب على التسوية. كل ما تريده هو استعادة مبادرة وطنية للدفاع عن الجمهورية ومبدأ الدستور اللبناني ولعودة لبنان إلى صلب نظام المصلحة العربية”.
ويقول: “لا ينص اتفاق الطائف على وجود جيشين. لا ينص على فريق لبناني يقول إنه يقاتل بالتكليف، ولا على وجود رئيس جمهورية يعلن أن سلاح “حزب الله” ضرورة طالما هناك تهديدات اسرائيلية، ولا ينص على مواجهة المجتمع الدولي من خلال قراءة مجتزأة لخطاب الرئيس الأميركي، ولا على نسف القرار 1701 وتنفيذه بشكل استنسابي وابقاء الأمور على ما هي عليه في جنوب الليطاني، كل هذا يستدعي من النخب السياسية وقادة الرأي والاعلاميين والمواطنين حركة لانقاذ لبنان”.
شهدت الفترة الأخيرة ولادة معارضات عدة، جميعها فشلت لأسباب داخلية وخارجية، لكن سعيد يرى أن “تمايز المبادرة الوطنية يكمن في تحريرها من خيوط المرحلة السابقة، وهي حركة حرة ومستقلة سترسم حدود علاقاتها مع الجميع تدريجياً ووفقا للمواقع والمواقف السياسية”. اكتفاء المبادرة ببيان مقتضب بعد اجتماعها، اشارة واضحة إلى جدية عمل قابل للنجاح، لا يقوم على عرض عضلات بل على رؤية تبدو حكيمة وهادئة ومحنّكة في التعاطي مع الواقع.

الكلمة اونلاين تكشف عن حركة اصلاحية لـ 14 آذار يقودها سعيد – السيد
خاص – جانين ملاح/الكلمة اونلاين/22 أيلول/17
سعيا منها للدفاع عن الجمهورية وحماية الدستور، انطلقت امس حركة المبادرة الوطنية بقيادة منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار الدكتور فارس سعيد والمفكر السياسي الدكتور رضوان السيد، بمشاركة نحو 70 شخصية من مختلف المناطق اللبنانية.
سعيد وفي حديث عبر موقع الكلمة اونلاين يقول انه انطلاقا من قناعتنا بأن ما يجري في لبنان اليوم من خلال انجرار غالبية الطبقة السياسية الى شروط فريق من اللبنانيين وبالتحديد حزب الله ينسف الوحدة الوطنية ويهدّد العيش المشترك، وانطلاقا من حرصنا على الدستور وعلى معنى لبنان بوصفه مركزا على العيش المشترك، اجتمعنا مع نحو 70 شخصية من عكار، طرابلس، البقاع، ومن عرسال وجبل لبنان وبيروت وصيدا والجنوب من اجل النقاش السياسي الهادئ وتصوير ما هو واقع الحال العربي وفي لبنان وما هي مخاطر استمرار هذا الانزلاق تحت مسمى التسوية مع حزب الله باتجاه تشكيل لبنان بشروط فريق واحد، واتفقنا بعد مناقشة نص خلال اربع ساعات على اطلاق حركة سياسية يكون لها محطة قبل نهاية السنة في بيروت حيث سيكون لقاء موسع يضمّ عشرات الكوادر السياسية من كل لبنان وقيادات اعلامية وثقافية سياسية وقيادات رأي.
ويضيف سعيد اننا ندرك بان اليوم وبعد ان ابرمت هذه التسوية حصل خلل في النصاب السياسي في لبنان، بمعنى ان غالبية القوى السياسية بحجة التسوية تناغمت مع شروط حزب الله اما من باب الغنائم او من باب الاكراه حتى حصل خلل حقيقي في النصاب السياسي اللبناني وبالتالي هناك مصلحة وطنية تتجاوز ترسيمات الموالاة والمعارضة وتتجاوز حتى الانقسامات الانتخابية من اجل اعادة استنهاض مبادرة لبنانية وطنية صافية تأخذ على عاتقها الدفاع عن اسس جمهورية ترتكز على:
-الشرعية اللبنانية اي الدستور واتفاق الطائف واعتبار بان اي خروج عن هذا النص المرجعي اليوم مع وجود سلاح في يد فريق يتحكم بمصير لبنان هي خطوة باتجاه المجهول.
-اعادة صياغة مشروع عربي حديث معاصر يخرجنا من التجاذب ومن النفوذ الايراني الذي فرض نفسه علينا في لبنان وربما في المنطقة.
-التمسك بقرارات الشرعية الدولية لا سيما 1680 و1701 و1559 بوصفهم احزمة الامان الحقيقية لتنظيم العلاقات اللبنانية الدولية.
سعيد الذي يؤكد ان كل من شارك في لقاء البارحة هو عضو مؤسس في هيئة تحضيرية تأخذ على عاتقها التحضير لقيام مؤتمر مركزي في بيروت ينبثق عنه لجان ودوائر ادارية تأخذ على عاتقها الاهتمام بالقطاعات المهنية للمناطق والشأن السياسي والوطني، يختم قائلا ان الطبيعة تكره الفراغ وما هو قائم اليوم في لبنان هو فراغ سياسي بنتيجة استسلام غالبية القوى السياسية الى شروط فريق بحجة اختلال موازين القوى، لذا نحن نلمس بان لبنان اليوم بحاجة الى اعادة تكوين نصاب سياسي حقيقي نستعيد من خلاله المبادرة اللبنانية والوطنية لمواجهة الانزلاقات وما زيارة الرئيس ميشال عون الى نيويورك في الايام القليلة الماضية لتؤكد بالصورة وبالملموس استلحاق لدائرة النفوذ الايراني من خلال تصاريح الرئيس من جهة ومن خلال “العزل” السياسي الذي تعرض له بسبب إلتصاقه بالمحور الايراني – السوري.
بدوره، يؤكد السيد ان قيام حركة مدنية سياسية جاء نتيجة ايجاد اختلال كبير في الشأن الوطني ودخول معظم الاحزاب الموجودة في هذا الاجحاف بحق الوطن والمواطن ولذلك تريد ان تلفت الانتباه الى هذا الاختلال وتستنهض الهمم من اجل الاعتراض وطرح البدائل بالبيئات الحاضرة لافتا الى انه تم تشكيل هيئة تحضيرية لوضع الاطار العام والتفصيلات ومناقشة كل الامور الوطنية ذات الطابع الدستوري او الخدماتي او الاداري والتي تستدعي استنهاضا واصلاحا وستتوالى هذه الاجتماعات لاستكمال الصورة العامة والنقاشات بحيث تصل في وقت ليس بعيدا الى ما يمكن اعتباره مؤتمرا تأسيسيا للمبادرة الوطنية.
واذ يلفت السيد في حديثه للكلمة اونلاين الى ان ما نقوم به هو بمعزل عن تيار المستقبل وليس في مواجهته او في مواجهة القوات اللبنانية او اي طرف اخر من اطراف 14 اذار، ولا تصحيحا ل 14 اذار ولا استكمالا لها، يشدد على ان اي حركة سياسية تريد الوصول الى السلطة او التأثير فيها وسيلتها الرئيسية هي الترشح للانتخابات النيابية لكن الوقت قصير من هنا فان كل من يهتم بمسألة الترشح نتدارس معه القضية وحظوظ الربح والخسارة والمكان الذي هو فيه والموقع الذي يريد خوض الانتخابات على اساسه فان وجدنا ان هناك مصلحة تحالفات يمكن ان تقام بما لا يخل بالمبادئ الوطنية العامة، ندعم هذا التوجه لكننا لسنا اسرى ان نشكل هذه المبادرة او نسير فيها على انه تحالف انتخابي او حركة انتخابية فليس هذا يضيف السيد انما همنا الرئيس التصحيح الوطني العام مكافحة الاختلال والخروج من هذه الازمة الوطنية.