الباحث والمُحلّل السياسي الدكتور حارث سليمان: صفقة خروج داعش من الجرود تثير شبهات وراءها حزب الله

264

الباحث والمُحلّل السياسي الدكتور حارث سليمان: صفقة خروج داعش من الجرود تثير شبهات وراءها حزب الله
سهى جفّال/جنوبية/28 أغسطس، 2017

رأى الباحث والمُحلّل السياسي الدكتور حارث سليمان في حديثه لـ “جنوبية” أن حزب الله عمل لوقت طويل على إقناع جمهوره والرأي العام والتابعين له، أنه يحارب التنظيم الإرهابي “داعش”.
لكن حزب الله قام بعقد وتغطية صفقة تؤمّن خروج الإرهابيين مع عائلاتهم، وفي الوقت الذي استطاع الجيش اللبناني هزيمة المسلحين والإطباق عليهم، الا أن الحزب هرّبهم من العقاب وساعدهم على الافلات من السجن ومنع عنهم المحاكمة، مشيرا إلى أن “المتابعين لآخر التطورات يطرحون عدة تساؤلات تثير سيلا من علامات الدهشة وترسخ شعورا بالمرارة والاستهجان !؟
وشدّد على أن “حزب الله حاول من خلال أجهزته الإعلامية وخطابات السيد نصرالله إقناع جمهوره بخطر داعش وأن عليهم إرسال أبنائهم لمقاتلتها، لأنها أخطر من الكيان الصهيوني على حدّ قوله، مما دفع البسطاء الشيعة الى تصديقه فقضى ما يقارب 2500 قتيل ثمن هذا الاقتناع . كما أن العونيين وبعض من الجمهور المسيحي صدق هذه الإدعاءات إذ صور الأمر وكأن داعش ستصل إلى مدينة جونيه والخيار الوحيد امامهم هو دعم حزب الله وتأمين غطاء مسيحي له لأنه يحمي الاقليات في الشرق “.
أضاف سليمان إنه ” حتى رئيس الجمهورية قلل من قدرات الجيش فيما أوغل حزب الله وجمهوره بالإستهئزاء بقدرات الجيش منذ بداية الحديث عن محاربة الإرهابيين ، وبأن وحدهم رجال الله قادرين على هذه المهمة”.
وأكّد الدكتور سليمان ان “الشعب اللبناني بما فيه جمهور حزب الله اليوم غاضب وحزين لما حدث… ويشعر بأنه خُدع، وذلك بعد أن خرج الإرهابيون آمنين سالمين دون عقاب”. أضاف “اليوم سقطت ورقة التين عن هذا الخطاب ليظهر حزب الله عاريا لا يمكن ان تستر عوراته أي ذريعة”. * كيف ينقذ حزب الله قتلة جنودنا اللبنانيين؟
* لماذا يفاوضهم بعد ان خوّن كل من فكر بعقد مبادلة معهم تحفظ ارواح جنودنا؟!
* كيف يحفظ انتقال جرحاهم وقياداتهم بعد ان اباح لنفسه بذريعة مقاتلتهم، استباحة عرسال واهلها، تهجير قرية الطفيل اللبنانية، تأجيل الانتخابات اللبنانية، استباحة عشرات القرى السورية وتهجير اهلها، تغيير طريق القدس لتمر من فليطا والزبداني ومضايا وباب عمرو، القيام بجرائم العقاب الجماعي/ تطهير عرقي ، فرز سكاني، تغيير ديموغرافي.
كل هذه البلايا والخطايا لمقاتلة داعش، كل هذه الموبقات تغطيها قضية الانتصار على داعش. صراخ مكرر، ضجيج وصخب، دون قتال حقيقي ضد داعش، على مدى ثلاثة سنوات كاملة، وفي لحظة انتصار الجيش على داعش، وفي ساعة حساب القتلة، يعقد صفقته والاسد، مؤمنا سلامة المجرمين والتكفيريين وممددا لهم مهماتهم الى منطقة اخرى.
وتساءل “كيف يمكن أن نخرج الشعب اللبناني من الإحساس بالمرارة والخديعة والشعور إن ثمة خيانة حصلت بمكان ما؟” وتابع… الجواب بحقيقة بسيطة وواضحة وهي كافية للتخلص من هذا الشعور تتمثل “بأن “داعش” صناعة إيرانية اسدية، تؤدي دورها تنفيذا لأهداف قاسم سليماني وبشار الأسد من ضمن إستراتيجية ايران والأسد، التي تقوم على خوض الصراع من على ضفتي الإنقسام المذهبي.
الاستراتيجية تلك تجنّد علانية، على ضفة اولى، الشيعة لقتال السنة وعلى الضفة المقابلة يتم سرا تجنّيد ودعم متطرفين سنّة ليخوضوا صراعا بإسم السنة على اجندة تخضع لاملاءات مشغلي الطرفين من قيادة الممانعة”.
يؤكد د.حارث سليمان أن “هدف إيران الحقيقي هو تدمير المدن السنية وتهجير سكانها وإحداث خلل ديموغرافي يجعلها توسع نطاق نفوذها الاقليمي ، ولتحقيق هذا الهدف تقوم بتجنيد الشيعة العرب ليخوضوا معاركها وشعاراتها عبر ميليشيات تقوض اركان الدول العربية في اليمن والعراق وسورية، من جهة، وتواصل شيطنة الطائفة السنية وجعل داعش عنوانا لها،من جهة ثانية، وذلك عبر تجنيد متطرفين من السنة ولذلك مدّت داعش بالقوّة والسلاح والعتاد، فيما تجاهر بهدف معلن يزعم قتال الخط السياسي الداعشي.”. لافتا إلى أنها “تحت عنوان “محاربة الإرهاب” إستطاعت إستقطاب قوى دولية وعالمية من أجل تحقيق أهدافها وخوض الصراع، كالتدخل الروسي في سوريا والأميركي في العراق.
أن ما جرى في عرسال في أب 2013 كان فخا للجيش اللبناني، نصبه حزب الله عبر احد ضباطه في جهاز امني لبناني، وشكل جزءا من هذه الإستراتيجية المتبعة لتوريط الجيش اللبناني للعمل إلى جانب الجيش السوري وحزب الله “. وتابع “بعدما قام الدواعش بخطف العسكريين، منع حزب الله بمساندة الوزير باسيل الحكومة اللبنانية من إجراء تفاوض مع داعش لإستعادة الجنود وكانوا يدركون بعدها أن داعش قامت بتصفيتهم”. وذكّر سليمان ان “داعش لم يضر يوما بالنظام السوري بل على العكس حارب الجيش السوري الحرّ والمعارضة السورية، كما أن حزب الله لم يفتح اي معركة مع داعش”.
ورأى أن “مسألة محاربة داعش أصبحت جدية عندما وصل ترامب إلى البيت الابيض، إذ دخل الأميركيون على الخط وزودوا الجيش اللبناني بالسلاح واشترطت واشنطن عليه عدم مشاركة حزب الله في القتال وعدم التنسيق معه ومع النظام السوري”. واعتبر أن “الكثير من الأكاذيب سقطت بعد أن استطاع الجيش اللبناني إيقاع خسائر فادحة بداعش منذ اليوم الأول وهو ما يثير عدة تساؤلات؟ فكيف كان سيصل هذا التنظيم إلى جونيه وهو بهذا الضعف”؟. مؤكدا أن “داعش الاسدية” هي من أرسل بعض البسطاء إلى القاع عبر تحميلهم عبوات تفجر عن بعد دون معرفتهم، ودون أن يدركوا ماهية مهمتهم، وقبلها إلى برج البراجنة، حيث علم بعدها أن من أوصل الانتحاري والتفجيرات بعثي سوري من اللبوة تلقى تعليماته من المخابرات السورية”. وختم الدكتور سليمان بالقول “في الممانعة يمنعون المبادلة كي يُقتل العسكريون ويؤمنون سلامة عملائهم الداعشيين للذهاب إلى منطقة آمنة”. وتابع ” يخرج لبنان من هذه الدوامة يوم تسود قناعة يزيد يقينها يوما بعد يوم وحدثا بعد حدث ان داعش صناعة إيرانية أسدية وتتبدى كحقيقة لا لبس فيها”.