الياس الزغبي: فشل توظيف حرب الجرود/ملخّص سياسي وميداني/تغريدات جديدة

153

فشل توظيف حرب الجرود
الياس الزغبي/10 آب/17

من الواضح جدّاً ارتباك قيادة “حزب الله”، ومن ورائها قيادة المحور الإيراني، في استثمار معارك الجرود الشرقيّة للبنان، السابقة منها واللاحقة.
وبدأت تتكشّف تباعاً خلفيّات هذا الارتباك، وأسباب طعم المرارة المكتومة في “انتصارها” الجديد، ويمكن تلخيصها بسببين:
– تأكّد “حزب الله” من صعوبة، وربما استحالة توظيف هذا “الانتصار” في الداخل اللبناني.
– وخشيته من أن يحسم الجيش اللبناني المعركة بمفرده، بأسلحة وذخائر ومتابعة أميركيّة، ويحقّق انتصاراً صافياً، بدون منّة “المحور”.
ولذلك، بدأت قيادة “حزب الله” عمليّة احتواء وقوطبة، بالوسائل الآتية:
– عمدت، على لسان السيّد حسن نصرالله، إلى رسم رقعة المعركة ومساحتها وجبهاتها وأدوار أطرافها الثلاثة. وأقحمت نفسها في الجبهة قبل أيّ استشارة أو تنسيق مع قيادة الجيش، كي تكون أمراً واقعاً وشريكاً في قطف الثمار.
– بدأت تستبق بيانات مديريّة التوجيه في وصف الميدان وحركة المواقع وتحديد النتائج.
– حاولت وضع خطّ أحمر أمام الجيش لمنعه من التنسيق مع الخبراء الأميركيّين، يذكّر بالخطّ الأحمر الشهير في معركة نهر البارد 2007.
– حرّكت أتباعها لإغراق الجيش بالمزايدات، سواء عبر التصريحات، أو بتحرّكات الابتزاز السياسي، كما جرى في الاحتفال المفروض على القاع، والاجتماع العوني في رأس بعلبك، والمبالغة في تفخيم موقف رئيس الجمهوريّة، وتوزيع شهادات حسن السلوك على الرؤساء.
– كلّفت وسائط إعلامها تصنيف الجيش اللبناني في خانة الجيشين السوري والعراقي، “المنتصرَيْن” الوحيدَيْن بين الجيوش العربيّة.
– استثمرت حتّى الثمالة ضعاف المسيحيّين وطوائف أُخرى، من سياسيّين وصحافيّين ومواطنين عاديّين، واستصرحتهم بمواقف تأييد عمياء، بل تأليه ذليل لسلاحها، بحيث يأتي أيّ ابتهاج بانتصار الجيش أقلّ وهجاً، أو مجرّد ابتهاج تكميلي استطرادي استلحاقي لا أكثر.
ولكنّ كلّ هذه الوسائل، العسكريّة والسياسيّة والنفسيّة، لم تبلغ هدفها كما كانت تتوقّع قيادة ” المحور”، بل أثبت الجيش أنّه حرّ القرار بعد نيله التأييد السياسي والشعبي، ولم يحصل أيّ تغيير في سلوكيّاته، ولا في عقيدته القتاليّة، ولا في انتسابه الطبيعي إلى لبنانيّته أوّلاً، وشراكته العربيّة ثانياً، وتحالفه مع المنظومة الغربيّة ضدّ الارهاب بتدريبه وسلاحه ثالثاً.
إنّ سعي “حزب الله” إلى تنفيذ التكليف الإيراني بضمّ الجيش اللبناني إلى ما يُسمّى “عقيدة المقاومة”، لم ينجح حتّى الآن. والأرجح لن ينجح.
وخلافاً للنظريّة القائلة بأنّ “حزب الله” التهم القرار اللبناني، وبأنّ لبنان بات “نجمة الهلال الإيراني”، فإنّ التدقيق في المسارين العسكري والسياسي ينفيها.
صحيح أنّ هناك مواقع في السلطة أسلست قيادها لقرار “حزب الله”، منها بالالتحاق والتسليم، ومنها بحجّة المحافظة على الاستقرار وتمرير المرحلة، لكنّ هناك أيضاً حيويّات داخل السلطة نفسها، وفي البيئة السياديّة السياسيّة والشعبيّة، تعاكس وتشاكس خطّ الاستسلام، ولا يمكن الاستهانة بقدرتها.
أمّا بعد،
فهل هناك شكّ بأسباب ارتباك “حزب الله” ومرجعيّته؟
أحياناً، يكون ل”الانتصار” طعم المرارة. فلننتظر بعد.

ملخّص سياسي وميداني
الياس الزغبي/فايسبوك/10 آب/17
” يجد “المحور” نفسه في سباق مع تسارع الأحداث:
– فشله في أخذ حصّة من تحرير الرقّة
– تضييق رقعة النفوذ الإيراني في البرّ العراقي باتجاه سوريا وفي الجنوب السوري نحو الجولان
– استغناء الجيش اللبناني عن التنسيق مع نظام الأسد و”حزب الله”
– تكثيف التسليح الأميركي للجيش بالتزامن مع عقوبات الكونغرس وتحذير واضح من هذا التنسيق
– مزيد من انكشاف “حزب الله” عربيّاً بعد “خليّة العبدلي” في الكويت
– درس تفعيل القرار 1701 في نيويورك وواشنطن واحتمال توسيعه إلى الحدود مع سوريّا
وفي المقابل:
– مسارعة إيران إلى طلب مساندة من روسيا لمواجهة سياسة ترامب
– محاولة احتواء حركة مقتدى الصدر في العراق
– ضغط إيراني في لبنان للتطبيع مع ما تبقى من نظام الأسد
– بدء سياسة انتقاميّة من الجسم القضائي الداعم للمحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان
– بداية حملة من “حزب الله” على الجيش اللبناني عبر تسريب الحديث عن “فضيحة”!
– محاولة إلهاء الحكم والحكومة في قضايا معيشيّة وماليّة و”حوارات” غير مجدية
والنتائج المرتقبة:
– تعثّر في ضمّ لبنان إلى “المحور” في السياسة والجيش والقضاء والاقتصاد
– تعميق الخلاف داخل الحكومة واهتزاز تسوية الحكم والحكومة حتّى خطر السقوط
– إعادة رسم الاصطفافات السابقة
– عمليّة عضّ أصابع قد تتخطّى السياسة إلى نطاق آخر
مرحلة شديدة التعقيد والدقّة.

تغريدات جديدة للياس الزغبي
10 آب/17
*كلّ صفقة الحكم والحكومة المبرمة منذ 10 أشهر بدأت تهتزّ بسبب إصرار “المحور” على فرض التطبيع مع “نيغاتيف” نظام الأسد.فإمّا نار… وإمّا ضربة سيف في الماء!
*حرب إعلامية من”حزب الله” على الجيش فماذا يعني الحديث عن “فضيحة” في المدرسة الحربيّة؟
*قلتم انتهت “8 آذار”؟ لقد أحياها “المحور” في الحكومة والحكم فمتى تستيقظ “14 آذار”؟!
*”حزب الله” “أمل” “العوني” وسائر الشلّة في كف “المحور” وصفّه فماذا غيّر”الحكم القوي”؟
*”حزب الله” يمزّق والحكومة ترقّع من واشنطن إلى الكويت ودمشق مهنة عاقّة… متى تنتهي؟!
*مصير التطبيع مع نظام الأسد في هبوطه كمصير احتلاله لبنان في صعوده: فشل وزوال.
*وزراء “المحور” كانوا يتسللون إلى دمشق فلماذا يجاهرون اليوم؟ لن ينجح تمرير التطبيع.