الدكتورة رندا ماروني: قاموس الذمية قاموس الاستسلام

439

قاموس الذمية قاموس الاستسلام
الدكتورة رندا ماروني/29 تموز/17

في عيد الجيش تهان كرامة الجيش ويحجم دوره وتطلق النعوت لوصفه بالعاجز الضعيف الغير قادر على حماية الوطن، حملة شعواء منظمة اجتمع فيها سياسيون وصحافيون وإعلاميون وناشطون مرتهنون وحتى رجال دين، حملة طالت من كرامة الجيش فجعلت له شريكا وصيا، هو الأقوى وله الشكر، وتطاولت على المواطنين، لا أدري أغسل أدمغة أم انحراف قيمي يتجاوز كل حدود، يصب في الحسابات المصلحية.

لقد أتت هذه الحملة المنظمة في إعلاء شأن حزب الله وتهميش دور الجيش ووصفه بالعاجز واستهدفت المواطن اللبناني الحر ترغيبا وترهيبا في ظل سكوت رسمي نال من كرامة وعنفوان الجيش ونال من حرية المواطن في فكره وحقه في التعبير حتى ساغ البعض لأنفسهم بتهديد من لا يتبعهم بالقتل، فأين الدولة لتحاكم هؤلاء؟ ولمصلحة من استهداف الجيش في عنفوانه وتصويره بعكس ما هو عليه؟

لقد ذكر السيد حسن في خطابه أنه سيسلم الجيش بعد انتهاء المعركة إذا طلب منه ذلك وإذا كان قادرا مشككا بقدرة الجيش على الاستلام، وفي الوقت نفسه وفي خلال المعركة أدخلت دبابات الجيش السوري إلى الجرود، فما هذه المفارقة بين القول والفعل؟ وما المقصود من ذلك الذي يعتبر خرقا للسيادة اللبنانية؟ وهل سيتم إعادة إخراجها أم دخلت لتبقى؟

لقد روج لهذه المعركة إعلاميا تحت عناوين عدة أغلبها تتضمن تمنينا للشعب اللبناني في ما سيحققه حزب الله لهم من حماية، وترافقت بتصغير لدور الجيش وإظهار عجزه وتأليه وتعظيم دور المقاومة التي ستعمد إلى إزالة البؤر الأمنية من المسلحين المتطرفين، وفي نفس الوقت عمدت بعض أبواق هذه الحملة على ترويع من يخالفها الرأي بممارسة الضغوط، التي وصلت إلى حد التهديد بالإبادة من بعض هتلريي العصر الحديث.

إن انخراط حزب الله في معارك طائفية لا يجعله الجهة الصالحة المخولة في إتمام إنجاز وطني ومصادرة دور الجيش اللبناني، إنجاز مشكوك في أمر أهدافه وموضع شك في الغاية منه، كما أن دفاعه المستميت عن النظام السوري الذي عاث فسادا وتدميرا في الكيان اللبناني يطرح الشك في النتائج المرجو تحقيقها.

إن استهداف قدرة الجيش البطل، نعم البطل رغما عن هذه الحملة المقيتة المشككة في قدراته، فهل نسيتم إنجازات الجيش في نهر البارد وعبرا وكل لبنان، حملتكم على الجيش أتت لتغطية عملية أمنية لم يتم التوافق عليها داخل المؤسسات الدستورية حتى لو أنها كانت فعلا بمعرفة بعض المسؤولين، إلا أنها طبخت خارج المؤسسات الشرعية، وخارج المؤسسات الشرعية لا أحد شرعي ولا أحد مخول باستصدار قرار حرب أو قرار سلم نيابة عن الشعب اللبناني المتمثلة إرادته بمجلس نواب ومجلس وزراء فكيف إذا كانت هذه السلطة ممدة لنفسها ويمارس البعض منها صياغة القرارات المصيرية خارج الأطر الدستورية المؤسساتية.

إنها لهرطقة وفلتان ودولة كل مين إيدو إلو، فمتى سيستطيع الشعب اللبناني أن يحاسب من أدخله قاموس الذمية وقاموس الاستسلام؟
قاموس الذمية
قاموس الإستسلام
يردد تردادا
منغم الأنغام
بمعزوفة مقيتة
وقعها إكتام
تسكت المنابر
تشوه الأحكام
تزور الحقائق
وتقتل الأقلام
وترمي القيم
في بحر أوهام
منطق أعوج
يقتحم اقتحام
يرغب يرهب
يطلق السهام
على وطن
على شعب
يريده أزلام
يسوقه سوقا
كقطيع أغنام
يبغيه مبرمجا
أو مرغم إرغام
بحرية مقيدة
أو معدمة إعدام
ويدخله قصرا
قاموس الذمية
قاموس الاستسلام