أحمد الأسعد: مصانع حزب الله الصاروخية مسمار جديد في نعش السيادة

68

مصانع حزب الله الصاروخية مسمار جديد في نعش السيادة
أحمد الأسعد/13 تموز/17

مع كلّ يوم يمر، يدقّ حزب الله مسماراً جديداً في نعش السيادة اللبنانيّة. وآخر ضروب نحر هذه السيادة، هو بناء مصانع أسلحة صاروخيّة في لبنان، وهو ما يشكّل انتهاكاً خطيراً لسلطة الدولة، وذريعة جديدة للعدو الإسرائيلي كي يعتدي على لبنان واللبنانيّين والأنكى من ذلك كي يبرّر عدوانه أمام المجتمع الدولي.

إنّ مسألة مصانع الصواريخ الموزّعة على الأراضي اللبنانيّة تُضاف إلى أزمات عدّة من صنع الحزب ترزح تحت عبئها الدولة اللبنانيّة وستتحمّل تداعياتها، بدءاً من سلاحه وتحصيناته ومحميّاته والمحسوبين عليه في لبنان، ولا تنتهي بعمليّاته خارج الحدود ومخالفته لكل إجماع لبناني.

مرة جديدة، يستهتر حزب الله بسلطة الدولة التي يترأسها العماد ميشال عون، ويوجه ضربة كبيرة إلى صدقية الشعارات التي رفعها العهد، والوعود التي قطعها بإرساء الجمهورية القوية. وإذا كان بناء مثل هذه المصانع في لبنان مصيبة، فإن المصيبة الأكبر هي سكوت دولة “الرئيس القوي” عن هذه الإهانة الخطيرة للدولة وهيبتها.

لقد جلس حزب الله في الماضي على طاولة الحوار التي جَمَعَت ما يسمّى بقوى 8 و14 آذار بغية مناقشة الاستراتيجيّة الدفاعيّة للبنان. و لكن  ظلّت هذه الأخيرة معرقلة وغير متّفق عليها رغم كل الاقتراحات المقدّمة. وسبب ذلك أنّ للحزب استراتيجيّة واحدة وضعتها له إيران ولا يستطيع أن يتزحزح عنها قيد أنملة إنّما يستطيع أن يناور ويحاور بهدف إيهام الجميع أنّ ثمة أملاً في التوصّل إلى حلٍ في موضوع سلاحه ضمن إطار الدولة اللبنانيّة.

حتى اليوم ما زال البعض موهوماً بإمكانيّة إيجاد حلٍ ما. والحقيقة أنّ ذراع الحرس الثوري الإيراني في لبنان مستمر في تنفيذ الاستراتيجيّة الحربيّة الإيرانيّة وهي ليست إطلاقاً دفاعيّة إلا في ما يتعلّق بالدفاع عن مصالحها في المنطقة. فأساس الاستراتيجيّة الإيرانيّة هجومي ولا يكترث لأيّ تداعيات قد تصيب لبنان عندما تتعلّق الأمور بسياسة النظام الإيراني التوسعية والعدوانية، القائمة على التخريب وانتهاك سيادة دول المنطقة.